فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يشيد عاليا بالتعليمات الملكية لإطلاق عملية المساعدة وينتقد غياب المقاربة الاستباقية للسلطات
أعطى جلالة الملك محمد السادس، تعليماته السامية لمختلف القطاعات المعنية، لتنسيق مجموع الوسائل التي يتعين تعبئتها وتقديم المواكبة والمساعدة الضرورية للساكنة المتضررة، وذلك في أعقاب سوء الأحوال الجوية والتساقطات الثلجية المهمة التي تم تسجيلها على مستوى أقاليم ورزازات وزاكورة وتارودانت.
كما يهم هذا الإجراء كافة المناطق التي تأثرت نتيجة سوء الأحوال الجوية، وخاصة الدواوير التابعة لقيادات امغران وإغرم نوكدال وتلوات وأمرزكان وويسلسات وأنزال ونقوب وتازارين وتانسيفت وترناتا.
وتطبيقا لهذه التعليمات الملكية السامية، شرعت طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية، أول أمس السبت من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، في نقل المساعدة العاجلة تتكون من منتجات غذائية وأغطية، لفائدة السكان المتضررين من موجة البرد والتساقطات الثلجية، لاسيما على مستوى الدواوير الجبلية والنائية.
وقد جرى منذ وقت مبكر من نفس اليوم، تعبئة فرق متخصصة تابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن والقوات المسلحة الملكية، والتي ستعمل بالتنسيق مع القطاعات المعنية والسلطات المحلية، من أجل الاستجابة لحاجيات المناطق المتضررة في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت، فضلا عن توفير مواكبة اجتماعية ملائمة ورعاية طبية على مستوى القرب لساكنة هذه المناطق المتضررة.
هذا، وقد عبر رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية عن الإشادة العالية بالتعليمات والتوجيهات المَلَكية السامية، التي أعطاها جلالة الملك، إلى مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وإلى مختلف القطاعات المعنية، وإلى القوات المسلحة الملكية، من أجل إطلاق عملية مساعدةٍ عاجلة لفائدة السكان المتضررين.
وأضاف حموني في سؤال كتابي موجه إلى رئيس الحكومة باعتبار اختصاصاته وسلطته الرئاسية على كافة القطاعات الوزارية، يقول فيه: ” تشهد، خلال هذه الأيام، عدد من مناطق بلادنا، في جهات مختلفة، سوءا استثنائيا للأحوال الجوية، حيث يتم حاليا تسجيل ظواهر غير معتادة، وبأرقام قياسية وتاريخية لم يتم تسجيلها منذ سنوات، بل وأحيانا منذ عقود. وتشمل التساقطات الثلجية، والأمطار الطوفانية، والفيضانات، والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، والعواصف الرعدية”، موضحا أنه” على إثر ذلك، فإن عددا من المناطق الجبلية خصوصا والدواوير والجماعات، في أقاليم وارززات، الحوز، ميدلت، طاطا، زاكورة، تنغير، الحسيمة، الراشيدية، أزيلال، شيشاوة، تارودانت، بولمان، تازة، وغيرها، تضررت على مستويات مختلفة، بل إن بعض هذه المناطق باتت منكوبة وتعيش العزلة، إلى درجة أن بعض الساكنة، وبعض المنتخبين المحليين، أطلقوا نداءات استغاثة من أجل النجدة والإنقاذ”.
وتابع حموني “هكذا، فإن بعض الطرق والمسالك تم قطعها، كما تم تسجيل انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات على عدة دواوير. مع نفوق بعض الماشية، وأيضا تم تسجيل خسائر مادية متفاوتة، وعزلة دواوير وجماعات بكاملها. وأمام هذا الوضع، وجد الآلاف من المواطنات والمواطنين أنفسهم أمام نقص المؤونة، وغياب حطب التدفئة، مع مخاطر انهيار بعض المباني والمساكن”.
ولفت حموني إلى أن “مصالح الأرصاد الجوية كانت قد أنذرت بهذه الأحوال الجوية، قبل وقوعها ببضعة أيام، مع ما كان يقتضيه ذلك من مقاربة استباقية، ومن تحريك للجان والخلايا المكلفة باليقظة على مستوى الأقاليم”.
وليخلص بعد ذلك حموني إلى التساؤل “حول مدى التحضير القبلي لمواجهة هذا الوضع؟، وكذا حول التدابير والإمكانيات والوسائل والخطط المعتمدة في مثل هذه الأحوال؟”.
كما تساءل حموني حول “إجراءات وطرق وأدوات المعالجة البعدية لهكذا وضعية، بغاية تخفيف وطأة هذه الأخيرة على الساكنة المتضررة ومساعدتها على تجاوز هذه المحنة الطبيعية بأقل الأضرار”.
وفي هذا السياق، دعا حموني، لعقد اجتماع للجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، ولجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، ولجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، في أقرب الآجال، وذلك بحضور وزير الداخلية، من أجل مناقشة موضوع “الإجراءات الاستباقية لمواجهة السوء الاستثنائي للأحوال الجوية بعدد من المناطق”.
هذا وقد تسببت سيول الفيضانات الناجمة عن التساقطات القوية التي عرفتها منطقة زاكورة، في جرف سيارة خدمة رباعية الدفع كان على متنها عناصر من الدرك متجهة لإغاثة عائلة من البدو الرحل حاصرتها الثلوج بأحد الدواوير بالمنطقة.
ووفق مصادر إعلامية، فإن الحادث تسبب في وفاة دركي فيما نجا قائد المركز الترابي رفقة اثنين من مساعديه وموظف جماعي، بعد تمكنهم من الخروج من السيارة قبل أن يغرقها فيضان واد بالمنطقة.
و أدت الأمطار القوية والرياح العاصفية التي عرفها إقليم طاطا إلى انهيار الأقسام والحجرات الدراسية بمجموعة مدارس أكادير اوزرو بجماعة أقا بنفس الإقليم. وتسبب ذلك وفق نفس المصادر، في تعطل الدراسة بهذه المؤسسة التعليمية التي تسربت إليها السيول فأحدثت في بنياتها خسائر جسيمة.
وتسببت الثلوج المتهاطلة بكثافة في عزل ساكنة العديد من الدواوير وانقطاع شبكة الكهرباء والهاتف بجماعتي تيديلي وتلوات بإقليم ورزازات، حيث تجاوز علو الثلوج في بعض مناطق هذا الإقليم الطوابق السفلى للمباني، وأطلق المتضررون نداءات استغاثة بالسلطات لتهب لنجدتهم.
وأفادت مصادر مطلعة أن كثافة الثلوج التي تعدى سمكها المتر، شلت حركة الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين ورزازات ومراكش على مستوى جبال تيشكا، فيما تسببت السيول وحمولة الشعاب والوديان الناجمة عن الأمطار القوية في انقطاع الحركة بالعديد من المحاور الطرقية في أقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير.
و قبل وقوع هذه التساقطات المطرية القوية التي همت من يوم الخميس الماضي إلى مساء الجمعة الماضي أقاليم ورزازات، طاطا، تارودانت، وزاكورة، وتراوحت بين 100 و150 ملم، كانت مديرية الأرصاد قد أصدرت نشرة إنذاريه من مستوى يقظة أحمر.
وبحسب نفس المصادر، فإن السلطات بإقليم زاكورة، قامت على إثر هذه النشرة الإنذارية، بحملات تحسيسية جابت من خلالها مختلف الأحياء والشوارع تحث السكان عبر مكبرات الصوت، على ضرورة توخي الحيطة والحذر وبضرورة إبلاغها عن أي خطر محتمل، كما دعت السلطات سكان المنازل الآيلة للسقوط إلى مغادرتها، مشيرة في هذا الصدد إلى أن العديد من المؤسسات التعليمية، درءا لأي مخاطر مفترضة، قامت بتعليق الدراسة من يوم الخميس الماضي حتى أول أمس السبت.
هذا وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصورا تظهر مبان غارقة تحت الثلوج، ومنازل غمرتها سيول الأودية والشعاب الناجمة عن الأمطار القوية التي عرفتها جهة درعة تافيلالت.
سعيد ايت اومزيد