يتوجس الناجون من زلزال الحوز، من أن يفاقم فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، من أوضاعهم المعيشية داخل الخيام بالمناطق المتضررة. وأفادت مصادر من تارودانت، بأن رياحا قوية شهدها هذا الإقليم مؤخرا، أسقطت خيام الناجين بمنطقة إدا اومحمود، وتسبب ذلك في خوف المتضررين من أن يعقد موسم الأمطار حياتهم ويزيد من معاناتهم الكثيرة، داخل خيام عجزت عن البقاء منتصبة في مواجهة الرياح.
وأضافت المصادر نفسها، أن الناجين الذين يعيشون في المخيمات يخشون من تقلبات الجو خلال الأيام المقبلة، وأمسوا من فرط ذلك، أكثر إقبالا على الاستماع إلى النشرات الجوية، تحسبا لما قد تحمله من إنذارات بسوء أحوال الطقس، ويتوقعون أن تزداد محنتهم داخل الخيام خلال الشتاء والبرد والثلج.
في مقابل ذلك، يتواصل المجهود الوطني لمساعدة الساكنة المتضررة من زلزال الحوز بنفس الحماس والجدية التي أبانت عنها جميع مكونات الشعب المغربي منذ الساعات الأولى التي أعقبت الكارثة. فبعد الانتهاء من مرحلة الإنقاذ والإغاثة العاجلة، تستأنف عمليات إعادة التأهيل والتعمير للمناطق المنكوبة.
وفي غمرة هذه التدابير، تواصل وزارة الفلاحة عملها في تقييم الأضرارالمسجلة على مستوى القطاع، بعد أن وضعت برنامجا للتدخل لتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين وإعادة تأهيل وتطوير النشاطين الزراعي والغابوي. وفي إطار هذه الإجراءات، تستأنف مصالح الوزارة المتواجدة في الميدان تنقيح البيانات التي تم جمعها خلال الأيام الماضية من أجل تصميم البرنامج وتحديد الأولويات. ويهم المحور الأول من هذه الأسبقيات البنية التحتية الفلاحية، من خلال التدابير العاجلة لضمان الولوج وفك العزلة عن الضيعات والأراضي الفلاحية عبر استصلاح وإنشاء المسالك الفلاحية القروية وكذلك حماية الأراضي الزراعية من الانجراف عبر بناء الحواجز الصخرية، بالإضافة إلى استصلاح دوائر الري الصغيرة والمتوسطة واستصلاح السواقي وإنشاء وتجهيز نقط الماء. فيما يرتبط المحور الثاني بالبنية التحتية الاقتصادية الفلاحية، من خلال إعادة تهيئة وبناء وتجهيز وحدات التثمين ومقرات التعاونيات، وإعادة تأهيل وبناء المجازر، وإعادة تأهيل الأسواق الأسبوعية والمحلية، فضلا عن تجهيز وتأهيل الحظائر والإسطبلات وملاجئ الحيوانات. أما بالنسبة للمحور الثالث، فيتعلق بإعادة بناء الرأس المال الفلاحي وإنعاش السلاسل الحيوانية من خلال إعادة تكوين الثروة الحيوانية (توزيع الماشية على المتضررين ) وتوزيع أعلاف الماشية وإنجاز مشاريع الفلاحة التضامنية وغيرها من الأنشطة المدرة للدخل.
من جهة أخرى، يتواصل الزخم التضامني مع الساكنة المنكوبة بالأقاليم المتضررة من هذه الكارثة.
وفي غمرة هذا المد الإنساني، بادرت مؤسسة محمد الخامس للتضامن بالجماعة الترابية تامصلوحت بإقليم الحوز، لتنظيم مجموعة من الأنشطة الطبية والاجتماعية لفائدة 500 تلميذة بالسلك الإعدادي ينحدرن من العديد من المناطق المتضررة من زلزال الحوز. فعلى مستوى مؤسسة للتعليم العالي الخاص حيث تم استقبال والتكفل بهؤلاء التلميذات، جرى تهيئة فضاءات لإجراء فحوصات طبية وتقديم الدعم الاجتماعي والمواكبة النفسية والدعم المدرسي لفائدة المستفيدات. وأشرف على هذه المبادرة التضامنية طاقم مكون من أطباء متخصصين وأطر طبية ومساعدات اجتماعيات ومرافقين نفسيين. واستفادت هؤلاء التلميذات من أدوية ونظارات طبية وملابس قدمتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن كما تم توزيع نظارات طبية وملابس. ونظمت هذه الحملة بشراكة بين الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان ومؤسسة محمد الخامس للتضامن وودادية أطباء الأسنان بمراكش.
سعيد ايت اومزيد
تصوير عقيل مكاو