إطلاق سراح السائقين المغاربة المختطفين في بوركينافاسو

فيما نقل خبر الإفراج عن السائقين المغاربة المختطفين في بوركينافاسو عن رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك مصطفى شعون، لم يتم تأكيد الخبر بشكل رسمي من طرف مصالح الخارجية المغربية، إلى حدود صباح أمس الإثنين.
وكان مصطفى شعون، قد أورد خبر الإفراج عن السائقين المهنيين المفقودين، نقلا عن منظمات مهنية ببوركينافاسو، كان في تواصل دائم معها، وقال على صفحته في الفايسبوك ” أنا شخصيا أتابع الموضوع بأدق تفاصيله منذ مساء يوم السبت الماضي مع ممثلي الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك ببوركينافاسو وكذلك سفارة المملكة المغربية”.
وأضاف رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك، أنه في حدود الساعة الثانية والربع بعد زوال أول أمس الأحد، توصل بمكالمات هاتفية من بوركينافاسو و النيجر والكوت ديفوار، تؤكد خبر إطلاق سراح السائقين المهنيين المغاربة و سائقين آخرين، وتريث في الإعلان عن الخبر، لكن بعدها، يقول مصطفى شعون “اتصل بي عدد كبير الفاعلين المهنيين ببوركينافاسو و أكدوا الخبر”.
إلى ذلك نفى مصطفى شعون رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك، أن يكون قد صرح لأية وسيلة إعلامية أن السائقين هم في طريقهم إلى السفارة المغربية بنيامي، أو أنهم في حالة صحية جيدة، مشيرا إلى أن الخبر الذي أورده على صفحته في الفايسبوك، وأكده في تصريح لبيان اليوم، هو من مصادر مهنية كان في تواصل معها بشكل مستمر.
وأوضح شعون في تصريح لبيان اليوم، أن السائقين الأربعة كانوا ضمن قافلة تتكون من 13 شاحنة، تحمل أعمدة كهربائية، وأنهم انطلقوا من مدينة الدار البيضاء، منذ حوالي 17 يوما، وبعد وصلوهم إلى تلك المنطقة الحدودية، طلب منهم الجيش البوركينابي الانتظار حتى يرتب عملية حمايتهم، بالنظر إلى خطورة المنطقة التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية.
وأضاف مصطفى شعون، أن واحد من السائقين الأربعة، أحس بالعياء، ولم يعد قادرا على الانتظار وقرر فجر يوم السبت المنصرم، أن يكمل الطريق بعدما أقنع زملاءه بالذهاب معه، ولم يكن يتخيل أن مصيره، سيكون بيد الجماعات الإرهابية.
وكانت السفارة المغربية في بوركينافاسو قد أكدت اختفاء السائقين المغاربة الأربعة الذين كانوا على متن ثلاثة شاحنات في الطريق ما بين بوركينافاسو والنيجر وذلك يوم السبت 18 يناير 2025 على الساعة العاشرة صباحا، بين مدينة دوري شمال شرق بوركينافاسو ومدينة “تيرا” الواقعة غرب النيجر، وهي منطقة حدودية بين البلدين، معروفة بخطورتها.
وأوضحت السفارة المغربية، في بيان لها، تناقلته وسائل إعلام دولية ومحلية، أنه فور علمها بالحادث تواصلت مع السلطات البوركنابية التي باشرت على الفور عمليتها لتحديد موقع السائقين الأربعة المفقودين، مشيرة إلى أن هؤلاء السائقين سلكوا طريقا يمر عبر منطقة معروفة بخطورتها، حيث تنشط خلايا إرهابية ومجموعات مسلحة معروفة بأعمال النهب وقطع الطريق، والتي تستهدف وسائل النقل خاصة الشاحنات، لذلك يعد المرور عبر هذا المحور (دوري تيرا) دون حراسة يعد، يعد بحسب المصدر ذاته، مغامرة غير محسوبة العواقب، لأنه طريق غير مؤمن وأن من أراد المرور به يجب أن يكون تحت حراسة الجيش أو الأجهزة الأمنية سواء بالنيجر أو بوركينافاسو.
يشار إلى أن العديد من التحليلات الإخبارية، تتهم التنظيم الإرهابي المعروف بـ “تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS)، باختطاف السائقين المغاربة، وفي حال تأكدت هذه الفرضية، ستكون عملية الاختطاف هذه، هي رابع عملية اختطاف في منطقة الساحل، والثالثة في النيجر ، في ظرف أسبوع واحد. فبعد اختطاف المدير العام السابق لمكتب المنتجات الغذائية في النيجر (OPVN )، تم الإعلان في نيامي يوم الأحد 12 يناير الجاري عن اختطاف سيدة تبلغ من العمر حوالي 73 سنة، تدعى إيفا غريتزماش وتحمل الجنسية النمساوية، وفق ما تداولت عدد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن السبعينية النمساوية، اختطفت مساء السبت 11 يناير الجاري حوالي الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، بمنطقة أغاديز شمالي النيجر، من طرف مسلحين قدموا على متن سيارة من نوع “V6”
وتنشط السيدة المختطفة في قضايا اجتماعية وتعليمية مختلفة، وتقطن أغاديز منذ نحو 20 سنة، ولم تتبن بعد أي جماعة مسلحة اختطافها.
ويأتي هذا الاختطاف، بعد أشهر على إعلان جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” بقيادة إياد أغ غالي، أنها اختطفت 2 من المواطنين الروس في النيجر، ظهرا في مقطع مصور، قالا فيه إنهما كانا يعملان لدى شركة روسية في جنوب غرب النيجر عندما اختطفتهما الجماعة.
وفق مصادر إعلامية من النيجر فقد كان يتم نقل المختطفين إلى مالي في منطقة ميناكا التي تعتبر “العاصمة” الحقيقية لتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (EIGS)، وهو ما يؤكد الشكوك التي تحوم حول هذه المجموعة الإرهابية بشأن تورطها في عملية اختطاف السائقين المغاربة، ويشير إلى توجه استراتيجي جديد يتميز بعودة عمليات الاختطاف المستهدفة.

< محمد حجيوي

Top