دخلت أكثر من 900 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أول أمسالإثنين، أي أكثر من العدد المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ الأحد الماضي، وفقا لأرقام أعلنتها الأمم المتحدة.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى “تواصل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في إطار زيادة المساعدات للناجين. الاثنين، دخلت 915 شاحنة إلى غزة، وفقا للمعلومات الواردة من السلطات الإسرائيلية وجهات ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار”، في إشارة إلى قطر ومصر والولايات المتحدة.
وفي اليوم الأول للهدنة، أعلنت الأمم المتحدة دخول 630 شاحنة، بما في ذلك 300 إلى شمال القطاع، في حين يواجه سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة وضعا إنسانيا كارثيا.
ومدى أشهر ندّدت الأمم المتحدة بعراقيل موضوعة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بعد 15 شهرا على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وتستمر المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس 42 يوما يفترض أن تتيح تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني. بموجب الهدنة تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا إلى داخل غزة يوميا.
وأظهرت بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دخول 2892 شاحنة مساعدات إلى غزة في ديسمبر. وتُسقط المساعدات على جانب غزة من الحدود، حيث تلتقطها الأمم المتحدة وتوزعها.
لكن العصابات واللصوص يجعلون ذلك صعبا. وتظهر بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 2230 شاحنة مساعدات- بمعدل 72 شاحنة يوميا- تم التقاطها في ديسمبر ، بينما كان متوسطها اليومي 51 من أول يناير إلى الخامس منه.
ودمرت إسرائيل جزءا كبيرا من غزة، ونزح سكان القطاع الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة مرات عدة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع الإنساني بأنه “كارثي”.
وأبلغ غوتيريش مجلس الأمن الدولي الاثنين بأن الأمم المتحدة لا تزال تواجه “عقبات وتحديات وقيود كبيرة”. وقال إن المنظمة الدولية وجماعات الإغاثة والقطاع الخاص بحاجة إلى وصول سريع وآمن ودون عوائق إلى مختلف مناطق القطاع.
وأضاف أمام المجلس المكون من 15 عضوا “يجب إتاحة التأشيرات والتصاريح وغيرها من الظروف المواتية سريعا للسماح بزيادة الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها. نحن بحاجة إلى المعدات التقنية والحماية والاتصالات اللازمة”.
وقال غوتيريش إن على إسرائيل وحماس أن ينسقا مع الأمم المتحدة في الوقت المناسب وبطريقة فعالة حتى تتمكن من القيام بعملها الإنساني. وأضاف “هذا يشمل أيضا استعادة النظام العام والسلامة لمنع نهب الإمدادات الإنسانية”.
وحث الدول على استقبال الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي، داعيا كذلك إلى دخول إمدادات تجارية كافية إلى غزة وإزالة الذخائر المتفجرة.
وفي سياق متصل، أعلنت قطر الإثنين عن خطط لتزويد غزة بعد وقف إطلاق النار بالموارد عبر “جسر بري” في معبر كرم أبوسالم، الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة الفلسطيني الساحلي.
وبعد إرسال 25 شاحنة وقود إلى غزة الاثنين، أعلنت قطر عن خطط لتزويد غزة بـ3.3 مليون غالون (12.5 مليون لتر) من الوقود خلال الأيام العشرة المقبلة، حسبما أفادت وزارة الخارجية القطرية. ويهدف الوقود لتوفير الخدمات الأساسية وتشغيل المستشفيات والملاجئ.
وخلال فترة الحرب التي استمرت نحو 16 شهرا، عبرت غالبية المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم، رغم أنه تم إغلاقه بشكل متقطع بسبب الخلافات حول نوع المساعدات التي يمكن السماح بدخولها إلى القطاع. وكانت إسرائيل قد فرضت سابقا قيودا على دخول بعض المعدات، بحجة أنه قد يتم استخدامها لأغراض عسكرية من قبل حماس.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت نحو 1200 شخص في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب، فيما تشير وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 47 ألف فلسطيني لقوا حتفهم في الصراع.
المساعدات الإنسانية تتدفق على غزة أكثر من المتوقع
الوسوم