يُرتقب أن تبدأ يومه الجمعة 29 مارس 2024، بالساحل المغربي الجنوبي الممتد من مدينتي أكادير إلى الداخلة مناورات بحرية تقوم بها القوات المسلحة الملكية وتمتد لثلاثة أشهر، في سياق الاستعدادات التي تقوم بها المملكة المغربية بالنظر للتحولات الجيوستراتيجية في المنطقة. وكذا وسط توجس لدى الإسبان خاصة في جزر الكناري بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسبانية، بعد أقلب من سنة على آخر مناورات امتدت من فاتح شتنبر إلى نهاية دجنبر 2023.
وبحسب صحيفة “canarias7” الإسبانية، فإن “المناورات التي سيقوم بها المغرب على بعد 125 كلم من سواحل الأرخبيل “تثير قلق” حكومة جزر الكناري”، حيث ” أعرب المتحدث باسم السلطة التنفيذية ألفونسو كابيلو عن قلق حكومة جزر الكناري إزاء هذه المناورات التي ينظمها المغرب من جانب واحد في المياه القريبة جدا من جزر الكناري”.
كما كشفت صحيفة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية عن “وثائق صادرة عن مندوبيات الصيد البحري بمدن مثل سيدي إفني والعيون أو الداخلة، تُفيد بأن البحرية الملكية المغربية ستنفذ مناورات بحرية بجنوب البلاد وفي مياه الصحراء المغربية، حيث ستقام من 29 مارس إلى 28 يونيو يوميا من الساعة 7 صباحا إلى 8 مساءا”، مضيفة أن “البحرية الملكية المغربية تمتلك ست فرقاطات و20 زورق دورية، وتعتبر من أفضل السفن في إفريقيا”.
وتقام المناورات البحرية تزامنا مع تنظيم تمرين “الأسد الإفريقي 2024″، المزمع تنظيمه من 20 إلى 31 ماي المقبل بمناطق أكادير، وطانطان، وطاطا، والقنيطرة، وبن جرير وتيفنيت، والذي يهدف إلى توطيد التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة للبلدان المشاركة، بهدف النهوض بالسلم والأمن والاستقرار بالمنطقة.
وتعليقا على الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير الأمني والإستراتيجي، إن “البحرية الملكية، قامت بإشعار الصيادين المغاربة، من أجل الابتعاد من نقط محددة من المقرر أن تشهد إجراء مناورات عسكرية ضخمة طيلة ثلاثة أشهر، ويتعلق الأمر بسواحل أكادير، سيدي افني، العيون، الداخلة والكويرة، وهذه المناورات خاصة بالمنطقة العسكرية الجنوبية فقط”، مضيفا “أنها تدخل في إطار المناورات الروتينية والاعتيادية، التي تقوم بها البحرية الملكية من أجل الرفع من جاهزية قواتها، خاصة وأن المغرب سبق وأن سطر حدوده البحرية وفق القانون الدولي، فمن المنطقي أن تقوم البحرية الملكية بدورها في حماية المجال البحري الوطني بشكل واسع، من كل التهديدات والمخاطر المحدقة بالتراب الوطني، فضلا عن دورها الأساسي في حماية الثروات الطبيعية كجبل تروبيك وغيره. كما أن هناك العديد من عمليات التنقيب عن الغاز والنفط وغيرهما قد انطلقت كذلك في الفترة الأخيرة، لتشمل كل سواحل المناطق الجنوبية”.
وأضاف الطيار في حديثه مع جريدة بيان اليوم، أن “هذه المناورات تعاملت معها الصحافة الإسبانية خاصة منها اليمينية وكذا حكومة جزر الكناري، بخطاب يقوم على التهويل، وهو موقف ليس بالجديد”، مضيفا أن “نفس الأمر بالنسبة وقع لمناورات بحرية عسكرية سابقة، كالمناورات المشتركة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، والتي نُظمت إحدى مراحلها قبالة جزر الكناري، لذلك كان من المنتظر أن تقوم الصحافة الإسبانية اليمينية وأطراف داخل الحكومة الكنارية، بترويج خطاب يستند على تخويف الشعب الإسباني من قدرات المغرب العسكرية بمناسبة أي مناورات عسكرية تقوم بها المملكة”.
كما أكد المتحدث نفسه، أن “هذه المناورات العسكرية تأتي كذلك في إطار ممارسة المغرب لسيادته على أقاليمه الجنوبية وعلى مجاله البحري، ولا يحتاج إلى إشعار أي جهة سواء تعلق الأمر بإسبانيا أو موريتانيا بحكم أنها تجرى في مجاله البحري”، مبرزا أن “توقيت إجراءها له دلالات خاصة، فهي رسالة موجهة لكل المحاولات السياسية خاصة منها الصادرة من بعض الجهات المعادية داخل هياكل الاتحاد الأوروبي التي دأبت على التشكيك في سيادة المغرب على صحرائه”.
وأوضح الطيار أن “هذه المناورات العسكرية البحرية تبتغي الرفع من جاهزية العنصر البشري في القوات البحرية بشكل عام، واستعمال الذخيرة الحية ومختلف أنواع الأسلحة المتطورة التي تعتمد التقنيات الدقيقة”، موضحا أنها “تأتي كذلك بعد إعلان الملك محمد السادس عن مشروع مبادرة الأطلسي الإستراتيجية وما يتطلبه ذلك من إجراءات أمنية تعزز ثقة كل الأطراف المنخرطة في المبادرة، إضافة إلى أن عزم القوات المسلحة الملكية على إنهاء وضع المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، والذي يستدعى هو الآخر الرفع من جاهزية القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها”.
< أنس معطى الله