في أفق “كان المغرب 2025 ” الحلقة الأولى-

بعد إقصاء المنتخب المغربي الأول تحت إشراف الناخب الوطني، وليد الركراكي، من دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا “الكوت ديفوار 2023″، على يد جنوب إفريقيا (0-2)، يتواصل الحديث عن خيبات ونكسات العناصر الوطنية في العرس القاري، دورة بعد أخرى .

ويبقى الأهم عند المهتمين بالشأن الرياضي المغربي سواء أكانوا جمهورا أو مدربين أو لاعبين سابقين، هو تعويض مسلسل الإخفاق واستغلال إقامة النسخة القادمة من النهائيات الإفريقية 2025 التي ستقام بالمملكة المغربية.

حول سؤال ماذا ستستفيد المملكة المغربية من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية، قام القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، بإعداد مادة رياضية دسمة سينشرها على شكل حلقات يقدم من خلالها زوايا معالجة لاعبين دوليين سابقين وأطر وطنية، وإعلاميين لمختلف القضايا الرياضية الراهنة بالمغرب، واستشرافهم لمستقبل الكرة المغربية وتصوراتهم لما ستكون عليه الدورة القادمة من كأس أمم افريقيا التي سيحضى المغرب بشرف تنظيمها.

محمد أبوسهل: “كان 2025 ” دورة بأبعاد سياسية ووطنية

تنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2025 بالمغرب كان رهانا مغربيا وحلما من أحلام بلادنا.. فقد تميزت سنة 2008 بالرسالة الملكية التي تلاها تقديم إستراتيجية لتنظيم السياحة المغربية تلح على ضرورة الاعتماد على التظاهرات الرياضية والمشاركة فيها من أجل تنمية السياحة في بلادنا..

اليوم، وبعد الإعلان عن تنظيم كاس أمم إفريقيا 2025، عقب سحب كل من نيجيربا والبنين ملفيهما وانسحاب الجزائر.. لم يعد يفصلنا سوى 500 يوم عن تنظيم النهائيات الإفريقية.

سنراهن على المدرب وليد الركراكي رغم الفشل في قيادة الأسود لتتويج ثان.. فقد أقصي المنتخب المغربي من الدور الأول من كأس أمم إفريقيا الكوت ديفوار.

ولاشك أن المسؤولية ستكون كبيرة ومزدوجة على هذا المدرب. فالمغرب، كبلد، يريد أن ينظم وينجح النهائيات من أجل الإعداد الجيد لتنظيم كاس العالم 2030..

كما أنه يرغب في إنجاح دورة 2025 لكونها ستكون برهانات متعددة.. اقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا، وأيضا أخلاقيا تجاه أفريقيا التي عاد إلى إتحادها بقرار من جلالة الملك وبأسلوب ملكي يغلب الأخلاق السامية التي تعتبر مصلحة إفريقيا فوق مصلحة الدولة المغربية..

 الهدف الأول ليس هو تنمية المغرب فقط بل تنمية إفريقيا ككل بحكم أن المغرب ينتمي للقارة الإفريقية..

يمكن في هذا الجانب أن نشير إلى أن تاريخ تنظيم التظاهرة بين 20 يوليوز و21غشت، هو شهر مهم للمغرب الذي يتوفر على بنيات تحتية وملاعب وطرق ومواصلات.. هناك أشياء أخرى سيعيشها الوطن في هاته الفترة إذ ستصادف نسخة كأس أمم إفريقيا عيد العرش في 30 يوليوز، و14 غشت ذكرى استرجاع وادي الذهب والداخلة، و20 غشت ثورة الملك والشعب، و21 غشت نهائي كأس أمم إفريقيا عيد الشباب..

المغرب نظم الكأس الإفريقية وقام بعديد المحاولات من أجل تنظيم الكأس، لكنه لم يستطع أن يقنع الكاف واللجان المكلفة.. الآن التنظيم في المغرب سيكون رائعا وسيساهم في التمنية وهي محطة أولية قبل تنظيم كأس العالم 2030 بمعية البرتغال وإسبانيا..

يمكن القول أن المهمة سياسية بالدرجة الأولى للأوراش التي يستغل عليها المغرب من أجل مزيد من الإشعاع الدولي والريادة على المستوى الإفريقي، فهل لوليد الركراكي القدرة على ربح المغرب الرهان؟ وهل يكون استفاد من أخطاء الدورة السابقة؟..

الدرس كان كبيرا في الكوت ديفوار، الآن المغرب شارك في 19 دورة، خاض 77 مباراة، عنده 31 انتصارا، و26 تعادلا، وسجل 92 هدفا ودخلت مرماه 86 هدفا.. قبل خوض الوديتين شهر مارس الجاري أنغولا وموريتانيا أشرف الناخب الوطني على المنتخب الوطني في 24 مقابلة ودية ورسمية.

هنا، نجحنا على مستوى كأس العالم ونريد أن ننجح على صعيد كأس إفريقيا كفريق منافس ومنظم للنهائيات، المهمة ستكون صعبة للوطن فيما يخص الأدوات والآليات، فهل سيعمل الركراكي على إنجاح الرهان المشاركة والتنظيم في آن واحد في بلادك..

اختيار التوقيت في الصيف من طرف الجامعة ليس بالصدفة، لأن المغرب كبلد سياحي يعرف حركة غير مسبوقة من طرف السياح من داخل وخارج المملكة المغربية.. التنظيم جاء في وقت جيد والجامعة والركراكي والجماهير مطالبة بإنجاح الدورة الصيفية..

إنجاز: عادل غرباوي

Top