مراجعة الحرب في أفغانستان تظهر تقدما أمريكيا يمكن أن يتلاشى وأوباما يقر بأن هزيمة تنظيم القاعدة ستستغرق وقتا

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس الخميس إن زيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان أدى إلى تحقيق «تقدم كبير» في كبح تمرد طالبان وإضعاف نشاط القاعدة التي حذر من أن هزيمتها ستستغرق وقتا. وفي الوقت الذي يكشف البيت الأبيض عن مراجعة لإستراتيجيته في أفغانستان, قال أوباما إن تنظيم القاعدة «مختبئ» وأصبح يجد صعوبة في تجنيد وتدريب العناصر والتخطيط لهجمات. إلا أنه نبه إلى أن «هزيمة القاعدة ستستغرق وقتا, والتنظيم ما زال عدوا صلبا لا يعرف الرحمة ومصمما على مهاجمة بلادنا».
وأكد الرئيس الأميركي التزامه بالبدء في سحب القوات الأميركية من البلد الذي تستمر فيه الحرب منذ تسع سنوات, ابتداء من يوليو المقبل, إلا أنه أضاف أن الانسحاب لن يستكمل قبل العام 2014. وأضاف أن مراجعة الإستراتيجية تؤكد أنه «من أجل الحفاظ على هذه المكاسب مع مرور الوقت, هناك حاجة ملحة إلى تحقيق تقدم سياسي واقتصادي في أفغانستان». وحذر البيت الأبيض في تقرير المراجعة من أن المكاسب التي تحققت خلال العام الماضي «هشة» ويمكن أن تتبدد. وجاء في المراجعة التي طال انتظارها أن القيادات البارزة في القاعدة في باكستان أصبحت أضعف الآن من أي وقت مضى منذ العام 2001. إلا أن المراجعة افتقرت إلى التفاصيل والأدلة الداعمة, ولم تشتمل على الانتقادات الموجهة إلى حكومتي باكستان وأفغانستان والتي ظهرت في الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس خلال الأشهر الماضية.
وتأتي المراجعة, وهي ثمرة شهرين من التقييم لكافة جوانب الإستراتيجية الأميركية للحرب, بعد عام شهد أعلى عدد من القتلى بين صفوف الجنود الأجانب وارتفاع عدد القتلى من المدنيين الأفغان. وجاء في استعراض غير سري للوثيقة أن «الأهم أن كبار قادة القاعدة في باكستان أصبحت اضعف كما أصبحت تحت ضغوط متواصلة أكثر من أي وقت منذ فرت من أفغانستان في عام 2001». وأضافت المراجعة «في باكستان نحن نضع الأسس لشراكة إستراتيجية تقوم على الاحترام والثقة المتبادلين من خلال زيادة الحوار وتحسين التعاون وتعزيز برامج التبادل والمساعدة».
وجاء في المراجعة انه «في أفغانستان توقف الاندفاع الذي حققته طالبان في السنوات الأخيرة في معظم أنحاء البلاد, وتمت السيطرة عليه تماما في بعض المناطق الرئيسية, رغم أن هذه المكاسب لا تزال هشة ويمكن أن تتبدد».
وجاءت هذه المراجعة التي كشف عنها أوباما والى جانبه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس, كتقرير ينقل صورة عن الحرب ولم يحمل تغييرا كبيرا في الإستراتيجية.
وبدا الهدف من التقرير منح أوباما فرصة للبدء في الانسحاب المشروط الذي وعد به للقوات الأميركية في يوليو 2011, وتبديد مخاوف الجيش الذي يرى انه من المبكر جدا البدء في سحب أعداد كبيرة من الجنود من البلد المضطرب.
وجاء في المراجعة أن إحراز تقدم سيسمح بالبدء في «انسحاب مسؤول» للقوات الأميركية من أفغانستان والبالغ عددها نحو 100 ألف جندي, بحلول يوليو المقبل, رغم أن التسليم التام للمسؤوليات الأمنية للقوات الأفغانية لن يتم حتى العام 2014 على اقل تقدير. وتحدث التقرير بحذر عن باكستان, حليفة الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب, في أعقاب انتقادات بشان سلامة الأسلحة النووية الباكستانية وغيرها من مجالات السياسة التي كشفت عنها الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس وغيرها من الوثائق.

*

*

Top