“مراكش: المجال والمعمار، أبحاث في التأسيس والتعمير والتنظيم” موضوع ندوة علمية بالمدينة الحمراء

شكل موضوع “مراكش: المجال والمعمار، أبحاث في التأسيس والتعمير والتنظيم”، محور ندوة علمية نظمت يوم الجمعة بقصر الباهية التاريخي بالمدينة الحمراء، بمبادرة من المركز الدولي لخدمة اللغة العربية. وعرفت هذه الندوة، المنظمة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ومجلس جماعة مراكش، وبتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين والمختصين والطلبة. وتناولت مداخلات المشاركين في هذه الندوة مواضيع من قبيل “مواد بناء مدينة مراكش العتيقة”، و”التطور العمراني والنظام الهيدرولوجي القديم في المدينة العتيقة مراكش”، و”الطوبونيميا، وجه آخر لثقافة مدينة مراكش”، و”من قضايا تاريخ أبواب مراكش المرابطية: مسألة التحقيق والتوطين”، و”صومعة مسجد الكتبية بمراكش: أسرار جمالية”، و”فن التسطير المغربي دراسة في التصميم والإبداع: سقف قصر الباهية نموذجا”. وقال رئيس المركز الدولي لخدمة اللغة العربية، البشير الكعبة، إن الندوة تأتي في إطار اختيار مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، مضيفا أن هذا الاختيار يشكل مناسبة متميزة تحمل رسالة مفادها أن الحقل الثقافي بالمغرب زاخر بالكنوز المعرفية والعلمية التي تستحق الاكتشاف وسبر أغوارها وإيلائها الرعاية والدعم والاهتمام. واعتبر أن إدراج مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لم يكن اعتباطا، وإنما لأسباب كثيرة أبرزها أن المدينة الحمراء ضاربة الجذور في التاريخ، وتكتنز مآثر شتى تحمل في طياتها أسرارا معرفية وعلمية لا يزال الكثير منها يتطلب البحث لتكتمل الصورة الكاملة لمدينة مراكش التاريخية. وأكد أن تنظيم هذه الندوة نابع من الرغبة في ضرورة الوقوف على مكامن أسرار المدينة الحمراء ومعالمها. من جانبه، أشار رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة مراكش – أسفي، سمير الوناسي، إلى أن هذا اللقاء الثقافي يندرج ضمن البرنامج العام المسطر من قبل الوزارة الوصية بمعية منظمة الإيسيسكو وجماعة مراكش احتفالا باختيار مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن الندوة تقارب مدينة مراكش من حيث البناء والتأسيس والأبواب والمعمار، وتشكل مناسبة لعرض أبحاث من شأنها أن تقدم معطيات جديدة حول المدينة الحمراء غير المألوفة من قبل. من جهته، أشار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عبد الجليل لكريفة، إلى أن الندوة تسلط الضوء على مجال مدينة مراكش وكيفية بنائها والمواد المستعملة في ذلك وخصوصية هذه المواد، وطريقة توزيع المعمار وخصوصيته الثقافية، وذلك بهدف معرفة الهوية الثقافية والمعمارية لهذه المدينة. وتم خلال الندوة الدعوة إلى ربط عمران المدينة بالبحث العلمي وبالجامعة، وإنشاء مركز وطني ومحلي للبحث في عمران الحواضر وصيانتها، وإدماج مقررات تعليمية تهتم بالخصوصية المغربية في التعمير والبناء، وكذا الجامعة والباحثين والساكنة في برامج خاصة بحماية التراث المعماري، بالإضافة إلى الاهتمام بتكوين الصناع المتخصصين في الصيانة والترميم. وعلى هامش هذه الندوة تم افتتاح معرض للوحات والصور الخاصة بمراكش، المستمر حتى نهاية السنة الجارية، والذي يتضمن لوحات عن مواد بناء المدينة الحمراء، وعينات من المواد المستخدمة في البنايات العتيقة بمراكش، ولوحات بيانية للنظام الهيدرولوجي القديم في المدينة العتيقة مراكش، وأخرى تكشف الأسرار الجمالية لصومعة مسجد الكتبية بالمدينة، ومجسمها، وكذا لوحات عن فن التسطير المغربي بسقف قصر الباهية. 

Top