
بني عياط “أرض العلم والعلماء” بهذه الكلمات الدالة، استهل منتخبون الحديث عن جماعة بني عياط بإقليم أزيلال في لقاء تواصلي، انعقد يوم الجمعة 20 مارس الجاري مع السلطات الإقليمية. وبمدرسة سيدي علي بن براهيم للتعليم العتيق الشامخة تحت أقدام الأطلس المتوسط على مساحة أربع هكتارات، كانت الانطلاقة لموكب احتضن الفاعل السياسي والديني، والفاعل الجمعوي والجماعي، وكان موضوع التواصل بين كافة الشركاء هو بعبارة أخرى” واقع الجماعة بين الأمس واليوم، وصيّغ النهوض بمركز بني عياط وتـأهيله على جميع المستويات، بما أنه أصبح يشكل، بعد الانجازات المحققة، نواةَ مدينةِ بامتياز.
وانطلاق أعلى سلطة بالإقليم، من مدرسة سيدي علي بن ابراهيم للتعليم العتيق، لعقد لقاء تواصلي مع المنتخبين بحضور المجتمع المدني والإعلام، رأى فيه المتتبعون للشأن المحلي، رسالة غير مشفرة تفيد على أن الفاعل الديني هو الآخر، يملك من القدرات والإرادة ما يجعله مؤهلا إلى الانفتاح على المحيط، والمساهمة في تدبير الشأن العام.
وهي الرسالة ذاتها التي تؤكد على دور المؤسسة الدينية، في مأسسة قيّم المواطنة، وبلورتها وفْق أسس دينية تمتح من خصوصيات الواقع، و تنهل من الثرات الديني العريق، الذي كان ولازال يرى في تقويم اعوجاج الفرد، ودعم انخراطه في المجتمع ضرورة ملحة، ورهان لم يتحقق بعد على احسن وجه.
ومدرسة سيدي علي بن ابراهيم، التي انخرطت، رغم حداتثها في تفعيل هذه الرؤى من خلال محتويات برنامجها الدراسي، الذي يجمع بين التكوين العلمي والديني، هي نموذج حداثي في اعتقاد الكثيرين للمؤسسات الدينية الحداثية التي تؤمن بقيم الاعتدال والمسامحة، و”تستنفر” كل أطرها التربوية للإنخراط في تدبير الشأن العام عبر الانفتاح على المحيط، وعقد ندوات ولقاءات تواصلية مع الفاعل الجمعوي والسياسي لترسيخ قيّم الاصالة والمعاصرة الكفيلة بتأهيل الفرد داخل المجتمع.
وجماعة بني عياط، التي تحتضن المدرسة، يقول بورجة عبد الحق، وهو مستشار جماعي، انخرطت بقوة في مسلسل الإصلاح، وفعلت عبر محطاتها التنموية محتويات الرسائل الملكية السامية الرامية الى تحسين مستوى الفرد والرفع من مردوديته، وذلك عبر انجازات تنموية همّت عمليات الربط الفردي بالكهرباء، حيث بلغت نسبة التغطية 100% ، ولازالت الجهود متواصلة لفك العزلة عن دواوير الجماعة، حيث تم ربط هذه الأخيرة بالطريق الوطنية رقم 08 الرابطة بين مراكش وفاس، كما تم ربط دواري ايت ايحيى و”وعريان”، وكذلك الطريق رقم ج2 و الطريق رقم ج5 و الطريق رقم ج7 بذات الطريق الرئيسية.
وقال بورجة، ان العديد من الطرق الأخرى، هي في طور الإنجاز، ويبقى الطموح الأكبر امام العائق المادي، هو ربط جميع الدواوير بمركز بني عياط وبمدينة افورار التي تعتبر بوابة اقليم ازيلال.
ومن جانبه أكد ابراهيم الحسناوي رئيس المجلس الجماعي لبني عياط، على أهمية السياسة الإجتماعية، التي انخرطت فيها الجماعة، والتي تروم تفعيل دور المؤسسات السوسيو ثقافية، كملاعب القرب والمراكز متعددة الاختصاصات، ودور الطالبة ودور الأمومة ..الخ.
وقال، إن الجماعة، أولت اهتماما متزايدا بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ذات الصلة بهموم الساكنة، ويبقى الإكراه الكبير الذي يعوق مسار التنمية ببني عياط، هو استكمال مشروع الصرف الصحي، وإيجاد حل ناجع لتدبير النفايات الصلبة والعادمة، وإخراج مشروع السوق الأسبوعي الى حيز الوجود .
وعلى خلاف هذا، أشار عامل الاقليم في كلمته الى بعض المشاريع التنموية المتأخرة، وعلى إشكالية البناء العشوائي، وأوْصى بضرورة تحمل كل الأطراف مسؤولياتها وبقوة في الحد من الظاهرة، ودعا إلى تكثيف الجهود من أجل تدبير ملف النفايات، ووصف جماعة بني عياط وافورار، بالمركزين الحضريين التي يجب تأهيلهما إلى مصاف المدن الحديث، وقال إن مصالح العمالة هي رهن إشارة المجلس الجماعي لدراسة مشاكل العقار، وفرض الأمن بمحيط المؤسسات، والنظر في كل الملفات العالقة على المستوى المركزي.