إضراب شامل في الضفة الغربية تضامنا مع غزة ورفضا للإبادة الجماعية

ساد إضراب عام، أمس الاثنين، كافة مناحي الحياة في مدن ومخيمات وبلدات الضفة الغربية المحتلة، تضامنا مع قطاع غزة وللضغط من أجل وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وكشفت تقارير صحافية، أن الإضراب شل كافة مناحي الحياة الاقتصادية والمواصلات والمؤسسات الحكومية والأهلية في الضفة الغربية، وسط تحضير للمشاركة في مسيرات غضب. كما أغلقت المدارس الحكومية والخاصة والمؤسسات المصرفية أبوابها.

ودعت، يوم الأحد، القوى والفصائل الفلسطينية في بيان “للإضراب الشامل في كل مناحي الحياة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وبمشاركة المتضامنين مع قضيتنا وأحرار العالم يوم الاثنين 7 أبريل 2025”.

ودعت إلى “إنجاح الإضراب العالمي من أجل إعلاء الصوت وتسليط الضوء على مذابح وجرائم الاحتلال البشعة بقتل المدنيين الأطفال والنساء والتدمير بهدف تهجير أبناء شعبنا”.

وطالبت بتحرك عاجل لوقف حرب الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، “في ظل فشل المجتمع الدولي في فرض عقوبات على الاحتلال أو محاسبة حكومته الإرهابية”، وفق بيان القوى والفصائل الفلسطينية.

وفي سياق متصل، أدانت فلسطين، الأحد، قرار إسرائيل إغلاق مدارس “الفرقان” الخاصة بالقدس، ودعت إلى حماية أطفال المدينة المحتلة.

جاء ذلك في بيان صدر عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، تعقيبا على إعلان بلدية القدس إغلاق تلك المدارس.

وأدانت الوزارة “انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق المؤسسات التعليمية، واستهداف المدارس في القدس”.

وعبَّرت عن “استنكارها الشديد إزاء إعلان (قسم) المعارف الإسرائيلية (في بلدية القدس) إغلاق مدارس الفرقان التابعة لمديرية القدس (الفلسطينية)”.

ودعت وزارة التربية الفلسطينية، “كافة المؤسسات الدولية والحقوقية إلى اتخاذ موقف واضح تجاه هذه الانتهاكات المتواصلة”.

كما دعت إلى “العمل على توفير الحماية لأطفال فلسطين والقطاع التعليمي، وفضح هذه الممارسات بشتى الطرق والوسائل”.

ووفق البيان، فإن مدارس الفرقان “تقدم التعليم لنحو 1200 طالب وطالبة، في جميع المراحل التعليمية من الروض وحتى الثانوية العامة”.

وأعلن، الخميس، قسم المعارف العربية في بلدية القدس الإسرائيلية، على صفحته بـ”فيسبوك”، أنه تقرر إغلاق مدرسة الفرقان، بزعم أنها “تعمل دون ترخيص وبشكل مخالف للقانون”.

فيما حمّل اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس البلدية مسؤولية مصير 1200 طالب وطالبة، “جراء قرار الإغلاق ومن ثم بقائهم في البيوت والشوارع بعيدين عن مقاعدهم الدراسية”.

وعلى صعيد آخر، تواصل السلطات الأمريكية، إلغاء تأشيرات طلاب وخريجين ممن شاركوا في مظاهرات وفعاليات تضامنية مع فلسطين، شهدتها الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وازداد زخم إلغاء تأشيرات الطلاب والخريجين في أعقاب الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية شهر يناير، والذي يمكّن السلطات من إعداد تقارير عن الطلاب الأجانب “الذين يشاركون في أنشطة معادية للسامية” واتخاذ خطوات “إذا لزم الأمر” لترحيلهم.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، ألغت السلطات الأمريكية تأشيرات مئات الطلاب الذين يدرسون في أبرز الجامعات الأمريكية أو ممن أنهى تعليمه مؤخرا.

وأكد رئيس جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس خوليو فرنك، في بيان له، أن تأشيرات 6 طلاب حاليين و6 خريجين تم إلغاؤها.

كما أعلنت جامعة كاليفورنيا أن 6 من طلابها تأثروا بالأمر التنفيذي، في حين ذكرت جامعة ستانفورد أن القرار طال 4 طلاب و2 من خريجيها أيضًا.

وأفادت وسائل الإعلام بإلغاء تأشيرات 4 طلاب دوليين يدرسون في جامعة كولومبيا، التي قادت مظاهرات الجامعات الداعمة للشعب الفلسطيني في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأمريكي وقع في 30 يناير أمرا تنفيذيا يتعلق بـ”مكافحة معاداة السامية”، يفتح الباب أمام ترحيل الطلاب الذين يدعمون فلسطين في الولايات المتحدة ويشاركون في احتجاجات مختلفة في هذا الإطار.

كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 27 مارس إلغاء تأشيرات ما لا يقل عن 300 طالب أجنبي، زاعماً أنهم “يدعمون حركة حماس”.

يذكر أن آلاف الطلاب في عدة جامعات أمريكية نظموا مظاهرات سلمية لعدة أشهر عام 2024 تستهدف إسرائيل والإدارة الأمريكية التي قدمت لها الدعم غير المشروط، مع استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في غزة.

وفي 25 مارس الماضي، اعتقلت السلطات الأمريكية طالبة الدكتوراه التركية رميساء أوزتورك، في ولاية فيرمونت.

يذكر أنه في 9 مارس المنصرم، اعتقلت السلطات الأمريكية الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية في غزة.

كما كان الباحث الهندي في جامعة جورج تاون، بدر خان سوري، مطلوبا للترحيل بزعم نشر “دعاية حماس ومعاداة السامية”، لكن القاضية الأمريكية باتريشيا توليفر جايلز أوقفت القرار.

وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتشهد غزة هذا التصعيد العسكري المتواصل من قبل الجيش الإسرائيلي، وسط تدهور تام في الوضع الإنساني والصحي مع فرض تل أبيب حصارا مطبقا عليها، متجاهلة كافة المناشدات الدولية لرفعه.

وبالتزامن صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 945 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

Top