افتتاح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء تحت شعار “المسرح والجنون”

قال إبراهيم فدادي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء: “إن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، ينظم هذه السنة في وقت تشهد فيه مدينتنا تحولات جذرية في جميع المجالات، لا سيما في مجالي الفن والثقافة، نظرا لانخراط وزارة الثقافة والشباب والتواصل وولاية الدار البيضاء ومجلس مدينة الدار البيضاء وجهة الدار البيضاء – سطات في المشاريع الثقافية والفنية الكبرى، وتخصيص ميزانية كبيرة لهما، وهو دليل على الأهمية القصوى التي بدأ يوليها الفاعلون السياسيون لهذين القطاعين الحيويين كرهان استراتيجي لتنمية المدينة والجهة”.
وأكد إبراهيم فدادي خلال كلمته الافتتاحية، أول أمس الاثنين، خلال حفل افتتاح الدورة السادسة والثلاثين للمهرجان الذي اختير له عنوان “المسرح والجنون”، بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء، أن اختيار اللجنة المنظمة لهذا الموضوع، ينبع من إيمانها بأن الجنون كدرجة عليا من الإبداع لا يصل إليه إلا من يملك ناصية التجربة ومستوى عال من الخيال، مشددا على أن الجنون هو ما يجعل الإبداع الفني بلا حدود، والإبداع الإنساني خلاقا بامتياز.
وأشار فدادي، إلى أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، الذي ينظم بين 1 و7 يوليوز، يعتبر مدرسة بالدرجة الأولى، يتعلم فيها طلبة الجامعة ممارسة المسرح كفن من فنون الفرجة، بدءا من الوقوف أمام الجمهور واكتساب الثقة بالنفس، والاحتكاك مع الشباب من مختلف جامعات العالم، وصولا إلى نشر قيم التسامح والمحبة والجمال.
واعتبر المتحدث ذاته، أن: “المسرح ليس مجرد موهبة، وإنما وسيلة تمكن الشباب من ولوج عالم الشغل بالمسرح، وقد نجح العديد من خريجي المهرجان في امتهان التمثيل أو اختيار مهن مرتبطة بالمسرح”.
وأبرز إبراهيم فدادي، أن الهدف من تقديم عروض مسرحية من مختلف القارات الثقافية، وفي الأحياء الشعبية لمدينة الدار البيضاء ومدن الجهة، ليس فقط الترفيه، بل التفاعل مع الشباب الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في الأنشطة الثقافية داخل الجامعات.
من جهته، أفاد فتاح الديوري، مدير المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء، بأن المهرجان هذا العام “شهد تغييرا في إدارته ولجنته المنظمة، ومع ذلك تمكنا بفضل تفانينا الفريد من إعداد برنامج فني وعلمي جدير بالاهتمام والمتابعة، برنامج يستجيب لفلسفة المسرح الجامعي الذي يشهد تطورا ملموسا يوما بعد يوم على مستوى التنظير والتطبيق، وكذلك على المستوى التجريبي والفني والجمالي والتقني”.
وأوضح الديوري أن هذا التطور لم يكن ممكنا لولا وجود مهرجانات مسرحية جامعية دولية تفتح السبل أمام الفن والإبداع الإنساني الطموح والمتفائل الباحث عن أفق أكثر جنونا، وكذا التجارب المسرحية التي تلغي كل الحدود الجغرافية، وجنون الحياة اليومية وتقلباتها يأسر فيه المبدعون خيال الجماهير حول العالم بإبداعاتهم الفريدة.
وأكد أن هذه الدورة تتيح لطلبة ومحترفين من مختلف القارات الالتقاء، رغم اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم وأعراقهم، حيث يبقى المشترك الإنساني الذي يجمعهم هو الفن والإبداع، مشيرا إلى أن برنامج الدورة 36 يتضمن بالإضافة إلى العروض المسرحية، عددا من الورشات التكوينية لفائدة الطلبة وهواة المسرح حول التمثيل والارتجال والجسد والفضاء.
وشدد فتاح الديوري، على أهمية استمرار الدعم والتفاعل من جميع الشركاء والمشاركين لإنجاح هذه الدورة، وضمان استمرار تطور المسرح الجامعي كمنصة للإبداع والتبادل الثقافي.
من جانبها، أبرزت رئيسة اللجنة الداعمة رابحة صالح، أهمية الاتفاقية الجديدة لدعم المهرجان، والتي تساهم في إدماج الطلاب في التكوينات وتخفيف البطالة.
ومن جهته، دعا الفنان المسرحي عبدالحق الزروالي الذي تم تكريمه خلال حفل الافتتاح إلى جانب الممثل عز العرب الكغاط والصحافية فضيلة أنور، إلى ضرورة الاستثمار في هذا المهرجان، الذي يعتبر إضافة للمشهد المسرحي بالمغرب.
وأشار الزروالي في تصريح لجريدة بيان اليوم إلى أهمية استغلال مثل هكذا مناسبات للترحم على الرواد، مذكرا بأن “الإنسان عابر” وأن الأهم هو أن يترك بصمته التي لا تمحى، مشددا على أن المهرجان مبادرة طيبة، و”تحية لمن يدعمه ماديا ومعنويا لضمان استمراره”.
وأشار رائد المسرح الفردي بالمغرب إلى أن عنوان المهرجان “المسرح والجنون”، ينبغي أن يتحول ليصبح “المسرح جنون”، لأن “المسرح في حد ذاته جنون”.

< دنيا بنلعم (صحافية متدربة)
> تصوير: طه ياسين شامي

Top