كانت لجريدة “بيان اليوم”جولة بأحد أسواق بيع المواشي شمال مدينة الجديدة، حيث وقفت على تفاصيل وأسباب ارتفاع أسعار أكباش عيد الأضحى.
وأرجع عدد من الكسابة أسباب الغلاء إلى ارتفاع أثمنة العلف، وتملص الدولة من دعم صغار الفلاحين أو عدم توصل البعض منهم بالدعم المخصص لهم، أو لهزالته وعدم كفايته للفلاحين الكسابة الذين يملكون عددا مهما من رؤوس الماشية
ينقسم الشارع المغربي بين من يصف أسعار أضحية العيد على بعد أقل من شهر بالمرتفعة وبين فئة تتوقع تراجع أثمنة الكباش،مع اقتراب العيد معزية ذلك إلى كون فئة من الشناقة وأيضا الكسابة تنتظر اقتراب العيد مما سيغرق الأسواق برؤوس الأغنام وبالتالي سيكون المواطن أمام كثرة العرض، الأمر الذي قد يجعل الأسعار تتراجع ولو بشكل طفيف.
لكن في انتظار هذا التوقع البعيد التحقق يبدو أن حمى غلاء الأسعار لحد الساعة ترهب المواطن البسيط وتثقل كاهل الفئة ذات الدخل المحدود أو الهشة منها ،على اعتبار أن الأسعار التي يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تثير الرعب ، وإذا ما ظلت على حالها ستجعل أغلب الأسر الفقيرة في مازق حقيقي، بل قد ترمي به في أزمة مالية لن تزول تبعاتها بسهولة ، علما أن من بين المواطنين من يفكر في اقتناء الأضحية عن طريق سلف أو بيع بعض الأثاث المنزلية .
واللافت أن الأسعار لم تقتصر على المحروقات أو مواد المعيشة الأساسية، بل امتدت لتشمل أضاحي العيد التي تعرف ارتفاعا غير مسبوق على بعد أقل من شهر عن حلول عيد الأضحى، هذا الارتفاع الذي قد يحرم أسرا من الاحتفال بهذه الشعيرة الإسلامية.
وللاقتراب أكثر من الثمن الحقيقي للأضحية كانت لجريدة “بيان اليوم”جولة بإحدى الأسواق المغربية الواقعة شمال مدينة الجديدة، حيث وقفت على تفاصيل وأسباب ارتفاع أسعار هذه الأضاحي، التي أرجع الكسابة أسباب هذا الغلاء إلى ارتفاع أثمنة العلف، وتملص الدولة من دعم صغار الفلاحين أو عدم توصل البعض منهم بالدعم المخصص لهم، أو لهزالته وعدم كفايته للفلاحين الكسابة الذين يملكون عددا مهما من رؤوس الماشية .
وزاد من حدة ارتفاع أثمان الأعلاف التي أدت هي الأخرى لارتفاع صاروخي في أثمنة الأضاحي ، ثم تبعات سنة الجفاف الذي ضرب المغرب هذه السنة. حيث أدى انعدام التساقطات المطرية، إلى عدم توفر أعشاب من شأنها أن تغني الفلاح عن الأعلاف ،الشيء الذي لم يتحقق مما ساهم في تفاقم وضعية صغار الفلاحين ، ليجدوا أنفسهم مجبرين على شراء مزيد من مواد العلف المختلفة كـ”الفول والفصة والتبن” بأثمنة تزيد عن السنة الماضية.
ولتقريب الصورة أكثر كان لزاما أن تستفسر بيان اليوم أصحاب ضيعات تسمين الأغنام للوقوف أكثر عن الأسباب المباشرة لارتفاع الأسعار، إذ يقر صاحب ضعية بإقليم الجديدة وجود زيادة في ثمن الأكباش مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعا أسباب ذلك إلى كون الكساب (بائع المواشي) اقتنى الأغنام بأثمنة غالية أيضا.
ويبرر باعة الأغنام ارتفاع الأسعار في الأسواق مقارنة بتلك المسجلة العام الماضي إلى عدة عوامل أهمها تكلفة تربية الأغنام بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار الأعلاف في السنوات الأخيرة، إضافة إلى تخلي العديد من المربيين على هذا النشاط، مما تسبب في قلة الإنتاج، إضافة إلى عوامل أخرى.
والواقع أن أسعار الأضحية الحقيقية لهذه السنة تتراوح الواحدة منها من نوع “الصردي” مثلا ما بين 3500درهم إلى6000 درهم للرأس الواحد، بزيادة تتراوح ما بين 700 درهم إلى1000 درهم للرأس الواحد، والبيع بأقل من ذلك المبلغ حسب الفلاحين، قد يعود عليهم بالخسارة بالنظر ما صرفوه من مبالغ هامة من اجل تسمينها.
وأعرب أغلب المواطنين الذين ينتمون إلى أسر قليل الدخل أو يكاد ينعدم مدخولها على أنهم في ورطة حقيقية لتأمين قوت يومهم ،فما بالك بادخار مصاريف العيد ، وأن أغلب هذه الأسر تتمنى لو أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أوامره للحكومة بمساعدتها على اقتناء أضحية العيد أو إلغائه نهائيا.
عبدالله مرجان