الدُّرُّ الْمَنْثُورُ مِنَ الْمَأْثُور

شِثْرِيَّاتٌ Proèmes

29
نَدِيمِي

يَا نَدِيمِي قُمْ فَإِنَّ الدِّيكَ صَاحْ
غَنِّ لِي بَيْتاً وَنَاوِلْ كَأْسَ رَاحْ
لَسْتُ أَسْلُو عَنْ حَبِيبِي لَحْظَةً
هَلْ إِلَيْهِ نَظْرَةٌ مِنِّي تُبَاحْ
بَذْلُ رُوحِي فِي هَوَاهُ هَيِّنٌ
يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى عِنْدَ الصَّبَاحْ
قَاتَلَتْنِي لَحْظَةٌ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ
أَسْكَرَتْنِي عَيْنُهُ مِنْ دُونِ رَاحْ
..
قَدْ كَفَتْنِي نَظْرَةٌ مِنِّي إِلَيْهِ
مِنْ بَهَائِي فِي غَدَاةٍ فِي رَوَاحْ
هَامَ قَلْبِي فِي هَوَاهُ كَيْفَ هَامَ
رَاحَ رُوحِي فِي قَفَاهُ أَيْنَ رَاحْ؟
لَمْ يُفَارِقْنِي خَيَالُ مِنْهُ قَطُّ
لَمْ يَزَلْ هُوْ فِي فُؤَادِي لَا بَرَاحْ
إِنْ يَشَأْ يُحْرِقْ فُؤَادِي فِي النَّوَى
أَوْ يَشَأْ يَقْتُلْ، لَهُ قَتْلِي مُبَاحْ!
……………………………….
إحدى قصائد الشاعرة الإيرانية الشهيدة قرة العين الطاهرة فاطمة البارغاني، داعية العقيدة البابية- البهائية، والناشطة في مجال تحرير المرأة، خلعت الحجاب على الملأ، اعتقلت وأعدمت سرا إذ خنقت وأحرقت وطرحت في بئر، كتبت الشعر بالفارسي والعربي وأحيانا كانت تخلط بينهما في القصيدة الواحدة، وفور إعدامها أحرقت معها ثيابها وكتبها وآثارها وأشعارها التي لم يبق منها غير القليل الجميل من هذا القبيل، على سبيل الأسف والقرف والمثال والدليل على جمال النضال ونضال الجمال الذي لم يستطع إنقاذ نفسه فكيف يمكنه “أن ينقذ وحده العالم كله” على حد قول دوستويفسكي بلسان بطله الأمير “الأبله”. وللذكر، في الشعر الروسي مسرحية شعرية للشاعرة إيزابيلا غرينيفسكايا بعنوان ” الباب” عن حياة ومواقف مؤسس المعتقد البابي مع التركيز على الشاعرة الطاهرة قرة العين، وقد مثلت المسرحية في بطرسبورغ عامي 1904 و1916.

> شعر: إدريس الملياني

Related posts

Top