أعرب صناع سينما التحريك بإيطاليا عن قلقهم إزاء الوضعية الإنتاجية التي تعيشها سينيماهم جراء ما تعانيه من مشاكل في التمويل.. جاء ذلك خلال ندوة أقيمت بمقر المعهد الفرنسي، أول أمس الثلاثاء 14 ماي الجاري، في إطار فعاليات مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك (فيكام) التي انطلقت الجمعة الماضي واختتمت أمس الأربعاء..
ومعلوم أن إيطاليا، التي حلت هاته السنة ضيفة شرف على المهرجان، الذي يحاول كل سنة استقطاب تجربة مهمة في سينما التحريك العالمية، تعتبر من البلدان الغنية والعريقة فنيا، فقد أحدثت ثورة فنية في عصر النهضة، سواء في الرسم أو النحت أو العمارة، مع عباقرة مثل ليوناردو دافينشي، ساندرو بوتيتشيلي، مايكل أنجلو ورفاييل..
وشارك في الندوة كل من كريستيان ديفيتا، وأندريا مارتينيوني، وأليساندو راك، وجيانلويجي طوكافوندو، وسالفادور بيكورارو.. وأجمع هؤلاء المتدخلون على أن إيطاليا، بالرغم من أنها تعتبر بلدا معروفا بالرسم والنحت والفوتوغرافيا، إلا أنها لا تعترف بسينما التحريك، لأنهم يرون هذا النوع من الأفلام والمخصص للأطفال فقط، فنا هامشيا.
وبالرغم من أن هناك انفتاحا على التكنولوجيا الجديدة في سينما التحريك، والتي تعتبر مكلفة جدا، إلا أن الأغلبية يفضلون إنتاج سينما التحريك عن طريق الرسم، لأن معظم المخرجين تلقوا تكوينهم في مدارس الفنون الجميلة.
وناقش ضيوف شرف هاته السنة، مسألة أخرى بالأهمية بما كان، وهي أن إيطاليا لا توفر أي تمويل لهذا النوع من الأفلام، أي سينما التحريك، لهذا يضطر المخرجون لجلب التمويل من بلدان أخرى وبطرق أخرى.. مثل كريستيان دو فيتا، الذي استطاع خوض تجربة التكنولوجيا الجديدة في أفلام التحريك، لأنه هاجر إلى بلدان أخرى قدمت له دعما ووفرت له الإمكانيات اللازمة لهذا النوع من الفن البصري. ولعل ما يجعل سينما التحريك الإيطالية تكتسي صدى عالميا، هو مشاركة المخرجين الإيطاليين بأفلامهم في مهرجانات عالمية مثل مهرجان .Annecy
وخلص المتدخلون إلى القول بأن إيطاليا رغم أنها تخصص جائزة سينيماتوغرافية مهمة اسمها «جائزة دافيد دزناتيللو» إلا أن سينما التحريك غير واردة ضمن قائمة الأفلام المتنافسة وليس هناك قسم مخصص لجوائز في سينما التحريك.
جدير بالذكر أن مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك (فيكام)، والذي أقيم في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 ماي الجاري بمدينة مكناس، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ينظم من طرف «مؤسسة عائشة» بشراكة مع المعهد الفرنسي بمكناس وبدعم من وزارة الثقافة. وقدم المهرجان، خلال هذه الدورة، برمجة متنوعة وغنية منها مسابقة لأفلام التحريك القصيرة والطويلة، بالإضافة إلى مجموعة من اللقاءات وورشات العمل. وقد جرى أيضا تكريم كل من حميد السملالي، الذي يعتبر من رواد سينما التحريك بالمغرب، والمخرج الأمريكي بيل بليمتون.
مبعوثا بيان اليوم إلى مكناس:
متابعة: سارة صبري
تصوير: طه ياسين شامي