العزف على أوتار وحدة المغرب الكبير في مهرجان بنجرير الثقافي

أوضح محمد الناجي مدير مهرجان “أوتار” الذي تسهر على تنظيمه مؤسسة الرحامنة، والذي من المرتقب أن تعقد دورته الثانية خلال الفترة الممتدة من سادس إلى تاسع أبريل الجاري بمدينة بنجرير،

أن هذه الدورة ستولي اهتماما خاصا للطاقات الشابة في مختلف التعابير الفنية، وعيا بأن هذه الطاقات عادة ما لا تنال نصيبها من الرعاية من لدن الجهات المسؤولة عن القطاع الثقافي، مع أنها تشكل منجما، يجدر ببلادنا الافتخار به.
وقد تم الحرص-كما جاء التذكير بذلك خلال الندوة التي عقدتها اللجنة المنظمة مساء الجمعة الماضي- على أن يتم استحضار التراث الغنائي للمغرب الكبير بشكل خاص، في سبيل تحقيق الوحدة المغاربية المنشودة وتكريس قيم التسامح والتعايش.
هكذا ستتولى نخبة من الأصوات الغنائية التي فرضت وجودها على الساحة الفنية خلال الآونة الأخيرة، أداء ذخيرة الأغنية المغاربية: سيؤدي سعد المجرد “الجرح قديم” و”علي جرى” و”أصحاب البارود”، أما إيمان كركيبو ؛ فستقوم بأداء “ريحة البلاد”، و”الحرم يارسول الله”، و”ياموجة غني”، وسيؤدي نورالدين الطيبي “سمرا ياسمرا”، و”زوج حمامات”، و”عيني ميزاني”، كما ستؤدي هناء الإدريسي “واك دلالي” و”نجمة قطبية”، و”خيي خيي”، وستتولى طاقات شابة أخرى كذلك، أداء أغاني متنوعة من التراث المغاربي.
وستضفي مشاركة الشاب خالد، نكهة خاصة على هذا المهرجان، سيما وأنه سيؤدي أغنية مشتركة مع الشباب الذين يحيون مختلف السهرات الغنائية لهذه الدورة.
وملصق المهرجاناستعرض كمال لحلو خلال هذه الندوة، أسماء القطاعات العمومية والخصوصية التي أبت إلا أن تحتضن المهرجان، معتبرا أن هذا الدعم من شأنه، ليس فقط إنجاح التظاهرة الثقافية، بل الذهاب أبعد من ذلك، من خلال تنمية منطقة الرحامنة، التي تحتضن هذه التظاهرة.
واعتبر محمد أمسكان – عضو الإدارة الفنية للمهرجان-  أن ما يميز هذه التظاهرة كونها تهتم بإبراز الذاكرة المغاربية المشتركة، في مواجهة الممارسات التشويهية التي تعمد إليها القنوات الخليجية في حق هذه الذاكرة، من خلال تقديمها بطقوس لا علاقة لها بهذه الدخيرة الفنية.
وأكد طارق -المسؤول عن البرمجة السينمائية- على أن أفلام هذه الدورة، تتماشى مع روح المهرجان، من حيث حضور البعد المغاربي، بل إن هناك بالفعل أعمالا مشتركة بين مجموعة من بلدان المغرب الكبير في هذا الشأن، ويتجلى الهدف من هذه البرمجة، في إحياء الحركة السينمائية بمدينة بنجرير، سيما وأنه كانت هناك نوادي سينمائية، غير أنها ظلت معطلة، كما سيتم في السياق ذاته، تنظيم ورشات في مجالات الصورة والمونطاج والإخراج، وإقامة مائدة مستديرة حول العمل السينمائي المشترك، وفي الأفق، ستتم العناية بتنظيم قافلة سينمائية ومسابقات بالإضافة إلى مهرجان مستقل، خاص بالسينما.  
كما أشار بقية أعضاء الإدارة الفنية، إلى أن معايير اختيار الفنانين المشاركين، كانت صارمة، وقد مرت في ظروف جيدة وخالية من الزبونية، غير أن الملفت للانتباه، في هذه الدورة، أنه تم تعيين مصممة أزياء لإعداد ألبسة الفنانين المدعوين للمشاركة، فضلا عن تزيينهم من حيث الماكياج والحلاقة وما إلى ذلك.
وتم التنبيه من جهة أخرى إلى أنه منذ الدورة الأولى لهذا المهرجان الذي تحتضنه مدينة بنجرير، حصل تحول في الوعي الثقافي بهذه المنطقة، وبدأت تظهر هناك فورة ثقافية وحماس للإبداع، وهذا يشكل تحديا، سيما وأن هذه المنطقة بالذات تعد فقيرة وجافة.
ويتبين من خلال فقرات البرمجة العامة للمهرجان، أن هناك غنى وتنوعا، يغري بالمتابعة، حيث نجد- فضلا عن مشاركة المطربين المغاربة الشباب- حضورا للوحات فنية من بوليوود، ولأغاني صوفية تقليدية، ومعرض تشكيلي جماعي خاص بفنانين محليين، وعروض سينمائية، وعروض أخرى خاصة بالفروسية، ولقاء فكري حول منطقة الحوز، كما سيقوم الحاج عبد المغيث والحاجة الحمداوية بأداء نماذج من ذخيرتهما الغنائية.
وتحل المطربة الموريطانية الشهيرة معلومة بنت الميداح ضيفة شرفية لهذا المهرجان، وبالمناسبة عبرت عن ابتهاجها بحضورها، واعتبرت هذا المهرجان احتفالا عظيما، وأن دعمها غير مشروط له، وأنه يمكن بفضل الإرادة، القيام بأعمال كبيرة، مهما كانت الوسائل بسيطة.  
ومن المرتقب كذلك إنتاج أغنية جماعية خاصة بالمهرجان.

Top