“الفلك الذي يظل صامتا” .. عرض مسرحي من اندونيسيا فريد من نوعه

اعتبر الأستاذ إبراهيم فدادي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي اختير له عنوان “المسرح والجنون” تميز، في يومه الثالث (الأربعاء 3 يوليوز 2024)، بعرض مسرحية إندونيسية فريدة من نوعها تحت عنوان “الفلك الذي يظل صامتا”، والتي جسدت تقاليد وثقافة إندونيسيا من خلال الصمت والحركات المسرحية البارعة، مؤكدا، في تصريح لبيان اليوم، أن الهدف الأساسي من المهرجان هو تلاقح الثقافات وتبادل الأفكار بين الشباب المغربي والشباب العالمي..

وأوضح فدادي، في حديثه للجريدة، أن المهرجان يستضيف 70 ممثلة وممثلا من مختلف الدول، كل دولة تحمل ثقافتها الخاصة وحضارتها وطريقتها الفريدة في التعامل مع المسرح.

وأكد فدادي أن بعض العروض تقدم دون كلام ودون حوار، وفي صمت تام، ولكنها تصل إلى الجمهور الذي يتفاعل معها بشكل كبير، مبرزا أن المشاركين المغاربة يقدمون صورا مشرقة عن المسرح المغربي، ويسلطون الضوء على التراث المغربي وتاريخ المغرب وحضارته، مما يظهر قيمة حضارتنا وثقافتنا المغربية، ونوعية الفرجة التي يقدمها المسرح المغربي.

عرض مسرحي من اندونيسية 2

 ومن جانبها، أبرزت كورنياسي زيتون،  مخرجة العرض المسرحي الأندونيسي “سباي إن كابا” من معهد الفنون الإندونيسي في بادانغ بانجانغ، أن “سباي إن كابا” هو اسم إحدى الشخصيات النسائية في قصتها.

وأكدت كورنياسي زيتون، القاطنة غرب سومطرة، بإندونيسيا، في حديث للجريدة،  أن العرض يستند إلى حكاية أو قصة من منطقة المينانغكابو، وخاصة مينانغكابو غرب سومطرة.

وأشارت زيتون إلى أن الممثلين على الركح يظهرون الشخصية من خلال الرقص والغناء والموسيقى باستعمال الأدوات المستخدمة وأجسادهم، مبرزة أن الأداء مستوحى من “رانداي”، إحدى المسرحيات التقليدية في غرب سومطرة، حيث يقوم الممثلون بخلق شخصيات يمكنها الرقص وسرد القصص من خلال أغانيهم.

وأعربت زيتون أن الممثلين يستكشفون الصوت من خلال الأدوات المستخدمة، ذكرت منها الصواني، والكراسي، اولأطباق، محدثين موسيقاهم الخاصة عبر الهمهمة والتصفيق باليدين والجسم والطرق بالأقدام.

 وأكدت المتحدثة ذاتها أنه إذا تم تقديم الموسيقى التقليدية باستخدام الكمان، فإنها تقدم فقط في البداية والنهاية كمدخل للراوي، مشددة على أن هذا الأداء يوفر لونا آخر مجسدا قوة المرأة المينانغكابوية.

 وعبرت كورنياسي زيتون أن مشاعر الغضب والانتقام لا يجب أن يواجها بالموت، ولكن بتعليم درس عن الغرور والأشخاص الذين يؤلهون غير المعقول، مشيرة أن شخصية سباي ينبغي أن تقاتل ضد التحرش والإساءة.

وفي هذا الصدد، شددت زيتون على أن الجمهور كان سعيدا ووقف للتصفيق طويلا في نهاية الأداء واستمر ذلك إلى غاية نهاية العرض، مؤكدة من جهة أخرى أن الجمهور أراد أولا معرفة أو تفسير قصة الأداء، وربما رأى العرض لأول مرة من خلال فنون القتال (سيلات في إندونيسيا)، وكان فضوليا للغاية حيث أن سباي هي إحدى الشخصيات الفولكلورية من مينانغكابو، غرب سومطرة، وتروي الحكاية كيف يمكن للمرأة التعبير عن رأيها وتفكيرها ومشاعرها حول أحداث تجربتها الخاصة أو مشكلات مجتمعها.

دنيا بنلعم (صحافية متدربة)

Top