القاص المغربي أحمد بوزفور يوقع مجموعته القصصية الجديدة “إني رأيتكما معا”

بكثير من الاحتفاء والترحيب حظيت المجموعة القصصية الجديدة “إني رأيتكما معا” لرائد القصة المغربية الحديثة، أحمد بوزفور، التي وجد فيها عشاق القصة القصيرة بالمغرب وخارجه، “شهقة إبداعية” جديدة، و”إضافة مائزة” للمكتبة المغربية والعربية.
وبكثافة توافد زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته ال26 على رواق ناشر الإصدار الجديد، دار توبقال للنشر، الذي احتضن حفل توقيع كتاب “انتظروه بفارغ الصبر”، مستغلين المناسبة لاقتناء العمل وتوثيق اللحظة بصور إلى جانب الأديب بوزفور الذي يلقبه النقاد ب”شيخ القصة المغربية”، والاحتفاء بالمولود الجديد الذي ينضاف إلى مجاميعه القصصية التي صدرت طبعة جامعة لها بعنوان “ديوان السندباد”.
التلهف الذي كان باديا على وجوه الزوار ممن يعرفون الرجل من أصدقائه وطلبته وعشاق الأدب، والصور التي التقطوها إلى جانب صاحب “النظر في بحيرة القلب”، سرعان ما انتقلا إلى حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كأن كل واحد من أصحابها يقول لبوزفور ولمجموعته القصصية الجديدة، “لقد كنت في معرض الكتاب بالدار البيضاء، وإني رأيتكما معا”.
واحد من هؤلاء الذين احتفوا بالقاص وكتابه نشر صورته في لحظة التوقيع مرفوقة بتعليق يقول فيه “رفقة أحمد بوزفور، حيث السرد يصلي في محراب القصة”، فيما وصفت واحدة من طالباته إصدار العمل الجديد ب”الخبر الذي يسر القلب”.
من جانبه، علق القاص المغربي، فؤاد زويريق، على الحدث قائلا إن “من الكتاب والمبدعين العرب القلائل الذين نسعد بجديدهم في عالم الكتابة والإبداع، شيخ القصة القصيرة أحمد بوزفور الذي يجمع جميع من في داخل المغرب وخارجه على أنه استثنائي في مجاله”، معتبرا أن كل إصدار جديد له هو “شهقة إبداعية تبعث فينا روح الأمل من جديد”.
ويضيف زويريق تعليقا على منجز بوزفور إن “كل مجاميعه عوالم متفردة، تلتصق بمخيلتك، وتتشبث بأفكارك، عوالم تبحث عن إنسانية الإنسان داخل شخصياتها وأحداثها، تمنحك الاستمرارية في استيعاب الفكرة بتذوق راق دون أن تصاب بالتخمة”، معتبرا أن هذه العوالم التي تستخدم الخيال والتخيل “بعفوية إبداعية، وأسلوب متقن، ولغة مميزة راقية، هي التي جعلتنا ننتظر جديده بفارغ الصبر (..) هنيئا للخزانة المغربية والعربية” بهذا الإصدار الجديد.
وبالنسبة للمسرحي المغربي، عبد الجبار خمران، فإن “كل إصدار قصصي جديد لسندباد القصة القصيرة بالمغرب، المبدع أحمد بوزفور، هو حدث أدبي وثقافي استثنائي وحتما إضافة مائزة للمكتبة المغربية والعربية”.
الباحث أحمد جوهري، كتب بمناسبة إصدار “إني رأيتكما معا” يقول “هنيئا لديوان السرد المغربي والعالمي بالمولود الجديد للمبدع أحمد بوزفور” الذي تتميز كتاباته ب”سلاسة المزج بين الثقافة العال مة في أرقى درجاتها اللغوية والبلاغية الفنية، والثقافة الشعبية في أدنى مستوياتها الشفوية والطبيعية والوحشية”.
الاحتفاء بجديد سندباد القصة المغربية جاء من خارج المغرب أيضا، حيث كتب القاص السعودي، عبد الله ناصر، يقول “يعود سي أحمد بوزفور في إصدار جديد عن توبقال للنشر (..) هذا خبر سعيد، وقد وعدت نفسي إذا هي أحسنت التصرف أن أشتري لها هذا الكتاب وقد وعدتني هي أيضا ألا تخيب ظني هذه المرة”.
ومن أجواء المجموعة القصصية، جاء في مقتطف على ظهر غلافها “عليه أن ي دخل هذا الصوت في القصة التي يكتبها ليخمده. يضعه في آخر القصة؟ سيبدو طافيا على السطح كإصبع زائدة. ينبغي أن يجعله في أول القصة. وربما خلالها أيضا. على هذه الشجرة أن تتحرك قبل أن تترنح. عليها أن تصادق كل أشخاص القصة. أن تتجاوب معهم، وتصبح جزءا من هويتهم. هل يجعلها تترنح؟ ولماذا تترنح؟ لأنها في مهب الريح؟ تتمايل إذن. في الترنح نوع من التداعي. المترنح آيل للسقوط”.
ولد القاص أحمد بوزفور سنة 1945 بقبيلة البرانس القريبة من مدينة تازة، ودرس بجامعة القرويين بفاس. والتحق بسلك التدريس الجامعي حيث درس الشعر الجاهلي وألف فيه مقالات ودراسات إلى جانب ميدان اهتمامه الأساسي: القصة.
ونشرت أولى قصصه “يسألونك عن القتل” سنة 1971، لتتوالى بعدها المجموعات القصصية من قبيل “النظر في الوجه العزيز” (1983)، و”الغابر الظاهر” (1987)، و”الزرافة المشتعلة (قراءات في القصة المغربية الحديثة)” (2000)، و”صياد النعام” (1993)، و”ققنس” (2002)، و”نافذة على الداخل” (2013)، و”النظر إلى بحيرة القلب” (2017).
يشار إلى أن الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب والرياضة إلى غاية 16 فبراير الجاري، تعرف مشاركة 703 عارضين من المغرب والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، سيقدمون عرضا وثائقيا متنوعا يغطي مجمل حقول المعرفة ويتجاوز عدد العناوين المعروضة فيه 100 ألف عنوان.

> عبد اللطيف أبي القاسم (و.م.ع)

Related posts

Top