المغرب ينجح في تحرير الترددات لتطوير شبكات الجيل الرابع

قبل شهور، شرعت الحكومة المغربية في الانتقال إلى البث الرقمي الأرضيTNT، عبر دعوتها لجميع المغاربة باعتماد هذا النوع من البث عوض البث التناظري أو التماثلي.
ويأتي انتقال المغرب لاعتماد البث الرقمي الأرضي بعد التزامه أمام الاتحاد الدولي للاتصالات قبل 9 سنوات، بتحرير طيف الترددات مابين 606 و862 ميغاهيرتز من الترددات فوق العالي.
وقد سبق للمدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات المعروفة اختصارا بـ”anrt”، أن دعا إلى التفكير في خطوات استباقية لتدبير الترددات وابتكار نظم جديدة لاستغلالها بشكل ناجع باعتبارها ثروة وطنية.

الترددات والجيل الرابع بالمغرب

منذ إطلاق دفاتر التحملات الخاصة بالجيل الرابع العام الماضي، والحكومة تسابق الزمن من أجل التخلص نهائيا من استغلال ترددات البث التناظري خاصة موجات UHF.
وبالعودة إلى الترددات التي منحتها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات لشركات الاتصالات من أجل إطلاق خدمات الجيل الرابع، نجد التردد 800 و1800 و2600 ميغاهيرتز.
ويستخدم التردد 2600 في المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ويحتاج إلى محطات كثيرة، حيث “ينزعج” العديد من السكان من بعض الأعمدة التي توضع ببعض الأحياء السكنية التي يقطنون بها.وكذلك الشأن بالنسبة للتردد 1800 ميغاهيرتز، لكن بدرجة أقل.
أما التردد 800 فيستخدم في المناطق الواسعة وله قدرة كبيرة على ضمان تغطية لمناطق شاسعة كالطرق السيارة والقرى والطرق الوطنية، ويمكن من الربط عبر النطاق العريض BROADBAND.
وكان المغرب قد أجل أكثر من مرة عملية إطلاق خدمات الجيل الرابع، حيث أعلنت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ANRT في مناسبات سابقة عن شروع المغرب في اعتماد تقنية الجيل الرابع، بداية 2013 ثم بداية 2014، لكن تم تأجيلها لأسباب مختلفة، وأغلبها تقنية.

شركات الاتصالات والترددات والجيل الرابع

اضطرت ميديتل لإطلاق خدمة الجيل الرابع في مدينة الدار البيضاء، وتلتها إنوي بإطلاقه في أكثر من مدينة، والاشتغال بالتردد 2600 و1800، في حين فضلت اتصالات المغرب انتظار إطلاق عروضها حتى تتم عملية التحول للتلفزيون الرقمي نهائيا، وذلك من أجل تحرير التردد 800 من البث التماثلي أو التناظري وعدم التشويش على شبكات الاتصال النقال من الجيل الرابع أو شبكات الجيل الرابع.
وبعد الانتقال رسميا إلى البث الرقمي، بداية من منتصف يونيو، ستتمكن شركات الاتصالات من تجنب التشويش على خدماتها الخاصة بالجيل الرابع، واستغلاله مستقبلا في تطوير تقنية الاتصالات النقالة.
وقام بتحيين للمخطط الوطني للترددات سنة 2013، وذلك نتيجة مقاربة استباقية أخذت بعين الاعتبار التطور التكنولوجي والتنمية السوسيو-اقتصادية بالبلاد والحاجيات المتزايدة للترددات والتي أفرزتها العديد من الأوراش الجارية، منها على الخصوص، إطلاق منح تراخيص شبكات الجيل الرابع والانتقال من البث التناظري إلى البث الرقمي، واتساع نطاق ترددات شبكات الهاتف النقال من الجيل الجديد.

الهاكا ومحاولة وقف التشويش على خدمات الجيل الرابع

وفي تطور لاحق، وضعت المديرية العامة للاتصال السمعي البصري في المناطق المستهدفة، أربعة فرق متنقلة من قسم البنيات التحتية التقنية، مجهزة بمعدات التحكم، تضم أربعة مهندسين، بالإضافة إلى فريق مكلف بالمتابعة والتنسيق، وذلك بغية تجنب التشويش على بعض المحطات التي تتواجد بمناطق لم تنتقل بعد للبث الرقمي، وذلك لعدم جاهزيتها بالشكل الكافي، ويتعلق الأمر ببعض القرى.
وينطلق تردد UHF من 300 ميغاهيرتز إلى 3000 ميغاهيرنز، وهو ما يوفر ترددات كبيرة يمكن استثمارها في عديد المجالات، خاصة في تطوير الشبكات التي تستغل فراغات ترددات التلفزيون للربط بالإنترنت.

أهمية الجيل الرابع بالمغرب
 بعيون الخبراء

مع شروع الفاعلين الثلاثة في قطاع الاتصالات بالمغرب، في تسويق خدمة الجيل الرابع، والتأثير المحتمل لهذه التقنية على قطاع الاتصالات في المغرب وباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، قالت ماجدة لحلو قسي، مديرة التواصل والتسويق في إريكسون ERICSSON المغرب العربي، إنه لا بد من التأكيد أولا على أن الجميع في إريكسون مقتنعون تمام الاقتناع أن الإنترنيت ذي الصبيب العالي الفائق السرعة، المعروف بالجيل الرابع، أصبح حيويا بالنسبة للمغرب والمغاربة الذين أصبحوا يولونه اهتماما كبيرا متزايدا.
ولاحظت المسؤولة في إريكسو اهتماما متناميا لاستعمال الإنترنيت ليس داخل أوساط الأفراد فقط، بل أيضا هناك تزايد متسارع لاستعمال هذه التقنية في القطاعات الاقتصادية والمقاولات بشكل أوسع. وهذا الاهتمام أمر طبيعي بالنظر إلى الآفاق وفرص أعمال الكبيرة التي يتيحها في باقي دول العالم”.
وبالتالي، تورد نفس المسؤولة، أن استغلال شبكات الجيل الرابع للمتعهدين العاملين في قطاع الاتصالات سيساهم في توسيع دائرة استعمال الإنترنيت ذي الصبيب العالي النقال، والأكيد أن ذلك سيرافقه مساهمة كبيرة في ضمان توفير طريقة اشتغال أكثر فعالية، لتشمل خدمة الصحة عبر النقال والتربية والتعليم عبر النقال في مختلف مناطق المغرب، إلى جانب إطلاق الحلول الذكية في مجال النقل وحلول السلامة العمومية والخدمات المتقدمة في قطاعات الطاقة.
كما أننا في إريكسون متأكدون من أن النمو السريع لعدد مستعملي الشبكة العنكبوتية في المغرب، الذي سيتقوى لا محالة مع اعتماد تقنية الجيل الرابع، سيعزز السوق المحلي لأصحاب المشاريع المرتبطة بخدمات الإنترنت. وهو ما يحملنا على الاعتقاد أن الجيل الرابع سيكون رافعة قوية للاقتصاد المغربي.

دراسة رسمية لأهمية الجيل الرابع في الاقتصاد المغربي

أظهرت دراسة لوزارة الاقتصاد والمال المغربية صدرت حديثاً، أن “الحلول التي سيأتي بها الجيل الرابع للاتصالات ستساهم في إدخال تغيير في طبيعة النشاط الاقتصادي، عن طريق تشجيع الابتكار في خدمات المقاولات بواسطة اعتماد حلول تقنية تشاركية ستمكنها من أن تكون أكثر تنافسية وإنتاجية”.
وأوضحت الدراسة أن التحول نحو الجيل الرابع “من شأنه أن يحفز الاستهلاك الخاص في المغرب، من خلال تطوير واستعمال عروض وخدمات لها ارتباط بالتجارة الإلكترونية عبر الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية… وسيساهم في إعادة الانتعاش لأداء شركات الاتصالات بالمغرب، ويساعد في رفع رقم معاملاتها خلال العام المقبل بعد سنوات من تراجعه نتيجة تخفيض الأسعار الناجم عن احتدام المنافسة.”
وأوضحت الدراسة، التي حملت عنوان “استخدام الهواتف المحمولة من الجيل الرابع في المغرب: الفرص والتحديات”، أن تقنية الجيل الرابع “ستساهم لا محالة في تطوير العديد من النشاطات والخدمات المتباينة المتصلة بالاتصال المرئي والخدمات السحابية”.
ووصل رقم أعمال قطاع الاتصالات خلال عام 2013 إلى 32 بليون درهم (الدولار يساوي 8.24 درهم) مسجلا انخفاضاً بلغت نسبته 8 في المائة، بسبب تراجع أسعار الخدمات، وخصوصاً المكالمات.

Related posts

Top