من فلسطين – مراسل بيان اليوم: وليد أبو سرحان
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساعيه للتقليل من تداعيات تصريحات أحد ضباطه الكبار للصحافيين، اعتبر فيها أن حرباً قريبة قد تندلع وأن قوة حماس تضاعفت، الأمر الذي أفزع المستوطنين في غلاف غزة وطلبوا تفسيراً لذلك.
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية، النقاب عن قيام قائد المنطقة الجنوبية “إيال زامير” بلقاء قادة مستوطني الغلاف الخميس الماضي، وذلك في محاولة للتهدئة من روعهم والتقليل من أهمية تصريحات ضابط الجيش. كما بعث رئيس مجلس مستوطنات “شاعر هنيغيف” برسالة تهدئة هو الآخر لمستوطنيه قال فيها إن “الأوضاع على ما يرام وأنه يثق بأن أمنهم بأيدي أمينة”.
وفي ذات السياق، توالت ردود مستوطني الغلاف الغاضبة رداً على تصريحات الضابط التي وصفوها بمسلسل الرعب متهمين الجيش بالتواطؤ مع الحكومة للقيام بحملة رعب جديدة، في الوقت الذي يعجز كلاهما عن إيجاد حل واقعي لمشكلة المواجهة مع القطاع.
وجاء على لسان أحد مستوطني الغلاف ويدعى “أرنون حازوني”، وتعقيباً على تصريحات الضابط أن ما يجري عبارة عن مسلسل رعب موجه من إنتاج مكتب نتنياهو لإخافة السكان ليس أكثر.
أما ” أوري رتسون” فقد علق على تصريحات الضابط قائلاً ” كفى تخويفاً، فلا يوجد لديهم طائرات أو دبابات أو سلاح ثقيل”، في حين رأى “دافيد كوهن” أن مسلسل التخويف بدأ من جديد وأن الجوقة ينقصها قيام عضو الكنيست ورئيس مجلس مستوطنات أشكول الأسبق حاييم يلين بالتصريح بضرورة القيام بشيء لأن أمن السكان مفقود.
وأعرب “شمعون جولان” عن سخريته من تصريحات الضابط عندما قال، إن وحدة حماس الخاصة أصحبت تضم آلاف الجنود، قائلاً إن هذا الأمر لا يمكن تصديقه فكيف تكون وحدة خاصة بآلاف الجنود، معتبراً هذه المبالغة تشبه القول بأن وحدة جولاني تعتبر لواء نخبة على حد تعبيره.
من جهتها، زعمت القناة العبرية العاشرة، الجمعة الماضي، أن هناك خلافات بين قيادة الجناحين السياسي والعسكري في حركة “حماس” وهو ما قد يتسبب في التصعيد على جبهة قطاع غزة على غرار العملية العسكرية في صيف 2014.
وحسب القناة، فإن محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس وهو الرجل الأقوى في قطاع غزة كما زعمت، دخل مؤخرا في خلافات مع القيادة السياسية للحركة وخاصةً إسماعيل هنية بشأن الأوضاع في قطاع غزة والعلاقة مع إيران وحزب الله، حيث يرغب الضيف بإعادة العلاقات مع هذه الاطراف مجددا، فيما تتجنب القيادة السياسية وخاصةً هنية وخالد مشعل ذلك.
ووفقا للقناة، فإن حماس في غزة تعاني كثيرا، لا سيما على صعيد توفير التمويل والدعم المالي، ولذلك يفضل الضيف عودة علاقات حركته مع إيران وحزب الله، مشيرة الى أن هذه الخلافات تتسع أكثر بسبب الوضع العام في قطاع غزة، ولذلك، فإن الضيف مهتم بالتصعيد عبر مواجهة جديدة وهو لا يرغب في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، في حين أن هنية يرغب باستمرار الهدوء في قطاع غزة رغم الأوضاع الصعبة وهو يفضل إعادة بناء المنازل المدمرة.
وترى القناة، أن هذه الخلافات تقلق إسرائيل خاصةً أنها كانت مماثلة للظروف التي سبقت محاولة حماس تنفيذ هجوم عسكري على حدود غزة وهو ما أدى فيما بعد للعملية العسكرية الواسعة. وذكرت القناة العبرية العاشرة، مساء الجمعة الماضي، أنه سيتم قريبا، الكشف لأول مرة عن معلومات سرية بشأن حادثة ما في قطاع غزة. ولم توضح القناة مزيدًا من التفاصيل، وذلك فيما يبدو انتظارا منها للحصول على موافقة الرقابة العسكرية عما ستكشف عنه.
وبينما لمحت القناة إلى أنه تم تنفيذ عملية خاصة داخل قطاع غزة، يدور الحديث بشكل أكبر عن أن الأمر يتعلق بكشف نفق هجومي ضخم وسط أحد أهم الكيبوتسات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، والذي كان يُعد لتنفيذ عملية اختطاف إسرائيليين من خلاله، وهو الأمر الذي دفع ضابطا كبيرا للخروج بتصريحات أثارت القلق بشأن الحرب المقبلة المتوقعة على غزة.
وكشفت مصادر فلسطينية مؤخرا، أن فصائل المقاومة الفلسطينية صعدت خلال الايام الماضية تواجدها الامني وجهدها العسكري داخل مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة تحسبا من إقدام جيش الاحتلال على مغامرة غير محسوبة ضد قادة المقاومة أو محاولات اختطاف لعناصر فاعلة فيها.
وأوضحت المصادر، أن حرب معلومات وجهد استخباري حقيقي يدور الان بين المقاومة والاحتلال وهو يشبه الحرب الناعمة فعلا ولا تقل ضراوة عن الحرب الحقيقية منوهة الى ان اي حماقة يقدم عليها الاحتلال ستكلفه غاليا .واوضحت أن أجهزة أمن المقاومة ستكشف قريبا عن محاولة للاحتلال لفعل ما بغزة تم افشاله دون ان تدلي بمزيد من التفاصيل.
***
عريقات يطالب بفتح سجون الاحتلال أمام التفتيش لبحث أوضاع الأسرى
> رام الله
طالب مسؤول فلسطيني كبير السبت الماضي، المؤسسات الحقوقية الدولية بفتح السجون الإسرائيلية أمام التفتيش، للتعرف عن كثب على أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخلها. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن «إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، تشكل خطراً على منظومة القيم والقوانين العالمية، ويتجلى ذلك في تشريعاتها العسكرية المشوهة التي وضعت الانتهاكات بحق الأسرى في إطار القانون». وأوضح عريقات، أن ملف الأسرى يشمل فصولاً كاملة عن معاناتهم المتواصلة، بما في ذلك ملف الأسرى المرضى والإهمال الطبي، واعتقال الأطفال، والمحاكمات غير العادلة، والتعذيب، وغيرها من الوثائق التي تثبت تورط إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الأسرى. وأضاف، أن قضية الأسرى تشكل ركيزة أساسية لأي حل عادل وشامل مع إسرائيل في المستقبل، لما تمثله القضية من اعتبارات سياسية وحقوقية وإنسانية. وطالب عريقات برفع الحصانة عن منتهكي قواعد القانون الدولي والإنساني، وإطلاق سراح جميع الأسرى دون قيد أو شرط.
وشدد على ضرورة استثمار جميع الجهود والإمكانيات السياسية والقانونية والدبلوماسية الدولية، لإسناد قضية الأسرى وملاحقة الاحتلال في المؤسسات والمحافل الدولية وفضح ممارساته وانتهاكاته التي يرتكبها بحقهم.
ويحتفل الفلسطينيون كل عام بيوم الأسير الفلسطيني، الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في 17 أبريل عام 1974 خلال دورته الـ12 التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، واعتبر يوما وطنيا للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال.
***
عشراوي: قضية الأسرى حقوقية وقانونية وإنسانية وعلى المجتمع الدولي التدخل للإفراج عنهم
> رام الله
طالبت د. حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال دون قيد أو شرط، مؤكدةً على أن قضية الأسرى تقف دائما على رأس سلم أولويات القيادة، وأن موقف منظمة التحرير ثابت ومستمر في متابعة قضيتهم والدفاع عن حقوقهم وصون كرامتهم وضمان تحريرهم وعودتهم لبيوتهم وذويهم، وملاحقة إسرائيل قانونياً وسياسياً في المحاكم والمحافل الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، ومحاسبتها ومساءلتها على الانتهاكات التي ترتكبها بحق شعبنا الفلسطيني بما فيهم الأسرى.
جاء ذلك في بيان صحفي لها ، بمناسبة اليوم الوطني للأسير الفلسطيني الذي صادف الاحد، حيث أقر المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1974، خلال دورته العادية، يوم السابع عشر من أبريل من كل عام يوماً وطنياً للوفاء للأسرى وتضحياتهم، ولنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم، ويوماً للوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة .
كما طالبت عشراوي في بيانها، إسرائيل بتحمل مسؤولياتها تجاه قضيتهم العادلة وتحقيق مطالبهم الإنسانية المكفولة بالشرائع والقوانين الدولية، واحترام خطواتهم النضالية المشروعة إلى حين الإفراج عنهم، من خلال وقف سياسات القهر والتعذيب، والإهمال الطبي المتعمد وتوفير العلاج اللازم والغذاء والتعليم، وتسهيل زيارات ذويهم، وإلغاء قانون الاعتقال الإداري والتوقف عن الاعتقال السياسي وسياسة العزل الانفرادي، وإطلاق سراح جميع النواب وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وخالدة جرار، والالتزام بالمعايير والقوانين الدولية في معاملتهم، كما طالبت إسرائيل بالأفراج الفوري عن جثامين الشهداء التي تحتجزها عنوةً.
وفي ذات السياق، دعت عشراوي المجتمع الدولي بما في ذلك مؤسساته الرسمية وعلى وجه الخصوص مجلس حقوق الإنسان الدولي وجميع المنظمات الحقوقية، الى مساءلة إسرائيل على انتهاكاتها بحق الأسرى ومخالفتها للقانونين الدولي والإنساني، وتنفيذ نظام رقابة وحماية صارم في متابعة وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقالت: «إن إسرائيل بمصادرتها الحق بالحرية وانتهاجها لمختلف اشكال التعذيب، وتشريعها قوانين فاشية تنتهك الأعراف والاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة سنة 1949، واتفاقية فيينا ومؤتمر لاهاي عام 1907، وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية عام «1960.