بدون بهرجة أو حب الظهور…

يخوض اليوم المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات، المباراة النهائية للبطولة العربية التي تحتضنها حاليا السعودية، حيث سيواجه منتخب الكويت أحد مفاجآت هذه الدورة.

ويكتسي هذا الموعد أهمية خاصة بالنسبة للعناصر الوطنية، باعتباره فرصة للدفاع عن اللقب الذي يوجد بحوزته للمرة الثالثة على التوالي، وتكريس تفوقه المطلق على المستوى العربي والإفريقي، عززه بالوصول إلى مصاف الثمانية الكبار خلال مونديال ليتوانيا سنة 2021.

مسار “هشام ووليداتو”، يحطم كل أرقام التفوق، ففوزه البين على حساب منتخب السعودية بنصف النهاية، يعد  الخامس عشر على التوالي في هذه البطولة، حيث لم يتلق أية خسارة طيلة نسخ 2021 و2022 و 2023.

كما أن لقب أفضل لاعب خلال كل المباريات، احتكر من طرف “أسود الأطلس”، إلى درجة أن المختصين على الصعيد العالمي، أصبحوا يدرسون بدقة الأسلوب المتبع  من طرف هذا المدرب المغربي، ويقيمون حصصا للوقوف على تفاصيل الطرق، المتبعة من طرف المنتخب المغربي، في كل التظاهرات سواء عربية أو قارية، وحتى دولية…

والكل يعرف أن الفضل يعود بالدرجة إلى المدرب هشام الدكيك، رائد هذه اللعبة، والذي عرف كيف يستفيد من الإمكانيات المهمة المتوفرة، والثقة المطلقة الممنوحة له من طرف رئيس الجامعة فوزي لقجع، ليقود نهضة كروية غير مسبوقة في التاريخ…

وكدليل على شغفه وحبه الكبير، قبل أن تكون مهنته الأساسية، تحمله المشاق والظروف الصحية الصعبة، ليكون في الموعد، فقبل أسابيع فقط أجرى عملية جراحية دقيقة، ودون أن يقضي فترة النقاهة الضرورية، تحامل على نفسه، ودخل مع المنتخب في استعدادات مكثفة للمشاركة بالبطولة العربية.

والكل يتذكر أيضا، كيف شارك مع المنتخب بكأس العالم بتايلاند سنة 2012، رغم حادثة السير الخطيرة التي تعرض لها مع أفراد المنتخب، والتي نجا منها بأعجوبة، ورغم ذلك أصر على قيادة الفريق، وهو يعاني من آثار جروح غائرة بالرأس ومختلف أطراف جسمه…

وهو الآن يواصل المسار بتفان وغيرة وطنية، بدون بهرجة أو استعلاء أو حب الظهور، ويمثل حاليا قيمة وطنية لا تقدر بثمن، قائد حقيقي، يساهم في بناء جسر عبور بالنسبة للأجيال القادمة…

برافو هشام، واصل فأنت فعلا قدوة للشباب الباحث عن المجد الحقيقي، بفضل الاجتهاد وحب العمل والتضحيات، وليس أمثال الباحثين عن “البوز الخاوي”…

محمد الروحلي

Top