بشاعة القتل في سوريا

دماء أشقائنا في سوريا تستمر في النزيف، والقتل يقترفه النظام الحاكم في حق شعبه…
في كل يوم تنقل لنا الأخبار مجازر جديدة، وصورا للقمع الوحشي والدموي المرتكب في حق مواطنين أبرياء سواء من طرف القوات النظامية بشكل مباشر أو على يد (الشبيحة) التي يسخرها النظام. يوم الجمعة أقدمت سلطات دمشق على منع سكان حماه من أداء صلاة الجمعة في المساجد، وهي اليوم مدينة محاصرة وتحت النار، وقد خرج عشرات الآلاف من السوريين في تظاهرات تضامنا مع أهالي حماه، قوبلت بالرصاص، وخلفت قتلى بالعشرات وجرحى بالمئات، كما بوشرت اعتقالات وسط نشطاء حقوقيين وسياسيين ومواطنين بسطاء.
إن ما يحدث في سوريا منذ أسابيع، سواء في حماه أو مناطق أخرى، يمثل جرائم حقيقية ضد الإنسانية تستحق موقفا أقوى من المجتمع الدولي ومن البلدان العربية حماية للشعب السوري، وضغطا على النظام البعثي هناك حتى يرضخ للمطلب الشعبي من أجل التغيير في البلاد.
المذابح التي يقترفها النظام السوري في حق شعبه تؤكد فشل هذا النظام في إقناع السوريين بواسطة الصوت المرتفع فقط والشعارات القومجية المدغدغة للعواطف، وتؤكد الوجه الحقيقي للنظام الذي لم يغيره تغير أجيال الحكام، وبقي على الجمود نفسه والانغلاق ذاته.
اليوم، مهما كانت جرائم النظام السوري بشعة، فإن المؤكد أنه فقد كل شرعية له على الأرض وفي قلوب الناس وفي أعين العالم، وبالتالي فإن مرحلة سياسية تاريخية تختتم في المنطقة، وتستعد لتخلي المكان لمرحلة جديدة، وليس بالقمع الوحشي ولا بالقصف المدفعي يمكن وقف مد الطموح الشعبي للتغيير وللديمقراطية.
لم تفضح مجازر النظام السوري فقط النظام الجاثم على صدور السوريين في دمشق وزيف شعاراته و»ممانعته»، إنما فضحت أيضا بعض أبواقه المنتشرة في البلدان العربية، بما في ذلك هنا في المغرب، وهؤلاء ليسوا أقل «بلطجية» من شبيحة القتل هناك.
لماذا صمت اليوم هؤلاء؟ لماذا لم يخرجوا للشوارع تنديدا بالجرائم المقترفة في حق أبناء سوريا؟  لماذا لم يصدروا بلاغات ولم يسارعوا إلى القنوات التلفزيونية؟ لماذا التضامن يحلو لهم مع تونس ومع مصر وليس مع سوريا ولا حتى مع اليمن؟
إن السقوط المتوالي للديكتاتوريات العربية يعني أيضا سقوط مأجوريها المنتشرين في البلدان العربية وأبواقها المرابضة كـ «خلايا نائمة»، وسيأتي أوان انفضاح وجوه هؤلاء وأيضا جيوبهم.
بالنسبة لنا في المغرب، عندما نتابع ما يجري في دول عربية لم يحسن حكامها الإنصات للنبض الشعبي، ندرك حجم مسؤوليتنا كلنا في حماية تميزنا المغربي واستقرار البلد، وذلك بالإصرار على الإصلاحات وليس بالتراجع عنها أو فرملة دينامياتها.
على الجميع أن يحسن القراءة في تطورات المحيط.
[email protected]

Top