بلينكن يلتقي عباس في رام الله ويعرب عن حزنه لمقتل فلسطينيين أبرياء

عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة عن “حزنه” لمقتل فلسطينيين “أبرياء”، محذرا من أن الفلسطينيين يواجهون “تقلصا في أفق الأمل”.
وحث المسؤول الأميركي خلال لقائه الرئيس محمود عباس في ختام جولة دبلوماسية سعى خلالها لخفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الطرفين إلى العمل على تجنب إراقة الدماء. وصفت الأمم المتحدة العام 2022 بأنه الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة منذ العام 2005. وقتل 35 فلسطينيا برصاص إسرائيلي منذ مطلع العام الحالي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ العام 1967، وبينهم مسلحون ومدنيون وأطفال، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر الجانبين الرسمية.
وجاءت زيارة بلينكن بعد عدة أيام على قتل فلسطيني لسبعة أشخاص بينهم طفل خارج كنيس يهودي في القدس الشرقية إثر مقتل عشرة فلسطينيين خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الخميس قال الجيش إنها استهدفت نشطاء في حركة الجهاد الإسلامي.
وقال بلينكن “اسمحوا لي أن أبدأ بالإعراب عن تعازينا وحزننا على مقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في تصعيد العنف خلال العام الماضي”.
وأقرت إسرائيل في حالات محدودة قتلها عن طريق “الخطأ” غير مقاتلين خلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف “يعاني الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء من انعدام الأمن المتزايد والخوف المتزايد في منازلهم وفي مجتمعاتهم وفي أماكن عبادتهم”.
وقال بلينكن وإلى جانبه عباس “نشهد الآن على صعيد الفلسطينيين، تقلصا في أفق الأمل وليس توسعا وهذا يحتاج أيضا إلى تغيير في نظرنا”.
وتابع “نعتقد أن من المهم اتخاذ خطوات للتخفيف من حدة التصعيد ووقف العنف وتقليل التوترات ومحاولة أيضا إيجاد الأسس لمزيد من الإجراءات الإيجابية للمضي قدما”.
كذلك حث بلينكن السلطة الفلسطينية على تعزيز “مساءلتها”.
زيارة بلينكن إلى رام الله الثلاثاء وإسرائيل التي وصلها الاثنين مقررة منذ فترة طويلة وقد بدأ جولته إلى المنطقة الأحد من مصر.
وأصبحت الزيارة ملحة مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ بضعة أيام.
وردد بلينكن مرارا دعم الولايات المتحدة قيام دولة فلسطينية وهو احتمال ضئيل في ظل حكومة إسرائيلية يمينية.
أشار بلينكن خلال حديثه لصحافيين في القدس قبل مغادرته إلى “أفكار بناءة” حول كيفية “خفض حالة الغليان” من دون أن يخوض في تفاصيلها لكنه أشار إلى أن كبار المسؤولين في فريقه سيبقون في المنطقة ليروا “كيف يمكن أن تحرز هذه الخطوات تقدما فعليا”.
من جهته حمل الرئيس عباس إسرائيل “”مسؤولية ما يحدث اليوم”.
ودان وزير الخارجية الأميركي الاثنين احتفال الفلسطينيين بـ “الأعمال الإرهابية التي تودي بحياة أبرياء”.
قبل توجهه إلى رام الله، التقى بلينكن وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد يوآف غلانت الذي أشاد “بالتعاون الأميركي الإسرائيلي” وشكر الوزير الأميركي على “دعمه الثابت للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”.
في سياق متصل، استقبل عباس الثلاثاء في رام الله رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إنهما نقلا “رسائل دعم وتضامن” كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني مع “فلسطين وشعبها الشقيق والحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأكد عباس على أهمية استمرار التنسيق مع الجانبين المصري والأردني وأعرب عن “شكره للجهود التي تبذلها كل من مصر والأردن للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
والاثنين قال بلينكن في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو في القدس الغربية “نحض جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد”.
وقال “نريد أن نتأكد من وجود بيئة يمكننا فيها كما آمل في مرحلة ما، أن نوفر الظروف للبدء باستعادة الشعور بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء”.
وتزداد مخاوف الدخول في دوامة جديدة مع تصاعد العنف.
وفي أعقاب الهجمات الأخيرة، أعلنت حكومة نتانياهو، إجراءات تهدف إلى معاقبة عائلات منف ذيها “الإرهابيين” من حقوق من مثل إلغاء الضمان الاجتماعي، في موازاة تسهيل حصول المواطنين الإسرائيليين على تصاريح لحمل الأسلحة النارية.
ورفعت درجة تأهب القوات الإسرائيلية، بينما أعلن الجيش تعزيز قواته في الضفة الغربية، في وقت توالت الدعوات الدولية إلى ضبط النفس.
وأكد بلينكن التزام الولايات المتحدة حل الدولتين وقال إنه يعارض أي إجراءات أحادية الجانب تحول دون ذلك.
وعدد بلينكن ضمن هذه الإجراءات “توسيع المستوطنات أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وأعمال الهدم والطرد وتغيير الوضع القائم في الأماكن المقدسة وبالطبع التحريض على العنف أو الموافقة عليه”.
وتعد السياسات المثيرة للجدل مثل توسيع المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين على رأس جدول أعمال حكومة نتانياهو الجديدة التي توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

أ.ف.ب

Related posts

Top