إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

< إعداد: عبد الصمد ادنيدن

الحلقة الرابعة

الدكتور مودن مصطفى.. اضطرابات النوم في رمضان

مع حلول شهر رمضان المعظم يعرف نمط حياة الإنسان تغييرا ملحوظا خصوصا في الأكل والنوم حيث ينقل إلى نمط ليلي…
إن للنوم دور أساسي في المحافظة على التوازن العضوي والنفسي للجسم، لذلك وجب تنضيمه كما وكيفا للحفاظ على هذا التوازن، توجد في دماغ الانسان ساعة بيولوجية تنظم النوم، ويقوم الجسم بتغيرات فيزيلوجية هامة، ففي الليل تنخفض درجة الحرارة الجسمية وينخفض مستوى الكورتيزول وترتفع نسبة إفراز الميلاتونين مما يسهل الدخول في النوم حيث يحصل العكس مع ظهور النهار.
في شهر رمضان الأبرك يحدث تغيير مفاجئ في عادات النوم والأكل، فينقلب النهار ليلا والليل نهارا ضدا على الفطرة التي فطرنا الله بها، فيكثر السهر ليلا مما ينتج عنه نقص حاد في ساعات النوم الليلي، مما يسبب الخمول واضطرابات جسمية في النهار يربطها الشخص بالصيام، فرغم محاولة الصائم تعويض نومه كما في النهار إلا أن الدراسات العلمية أثبتت رداءته من حيث الجودة.
إن الإفراط في الأكل وتغيير مواعيده من النهار إلى الليل ينتج عنه زيادة إنتاج الطاقة خلال الليل والذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم فيزداد الإنسان نشاطا وحيوية، وعدم الشعور بالرغبة في النوم خلال الليل، بينما في النهار خلال الصيام تنخفض درجة حرارة الجسم مما يؤدي إلى الشعور بالنعاس والخمول.
ومن أجل نوم سليم خلال هذا الشهر المبارك وجب علينا:
– تجنب التغيير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ؛
– الاهتمام بالنوم الليلي والحصول على ساعات كافية منه؛
– الاهتمام بانتظام مواعيد الأكل وتجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة وذات السعرات الحرارية العالية.