حل الكنيست الأسبوع المقبل وإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل

اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت مع وزير الخارجية يائير لابيد على حل الكنيست (البرلمان) الأسبوع المقبل، وإجراء انتخابات جديدة هي الخامسة في البلاد خلال أربع سنوات.
وصوّت الكنيست بالإجماع على الحل في قراءة أولية لمشروع القانون الذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه الأسبوع المقبل، وبناء على ذلك سيتولى وزير الخارجية يائير لابيد (58 عاما) رئاسة الحكومة المؤقتة خلفا لرئيس الوزراء نفتالي بينيت، حتى إجراء الانتخابات.
في البداية، شقّ يائير لابيد طريقه إلى النجومية من خلال شاشات التلفزيون الإسرائيلي وصفحات الصحف، كمحلل سياسي وناشط اجتماعي، قبل أن يختار التوجه إلى عالم السياسة.
وولد لابيد في مدينة تل أبيب عام 1963 للكاتب والصحافي يوسف لابيد، أما والدته شلوميت لابيد فكانت أديبة. ويقول الموقع الإلكتروني لحزب “هناك مستقبل”، “لسنوات عديدة كان لابيد صحافيا ومقدم برامج تلفزيونية ومبدعا وكاتبا”.
وأضاف “ألّف لابيد 11 كتابا من أكثر الكتب مبيعا، من أبرزها كتاب ‘ذكريات بعد موتي’ الذي كتبه عن مسار حياة والده الراحل، والذي تصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعا، 100 مرة”.
وقبل دخوله السياسة، كان لابيد نشطا في العديد من المنظمات الاجتماعية، بما في ذلك جمعية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعية الأطفال المعرضين للخطر للأطفال المصابين بالتوحّد. وكان لابيد قد أمضى شبابه ما بين إسرائيل وبريطانيا.
ودخل والده، الذي ولد في يوغسلافيا السابقة، أيضا المعترك السياسي حيث تولى وزارة العدل قبل وفاته في العام 2008. وكان يائير لابيد قد عمل محررا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كبرى الصحف الإسرائيلية، في العام 1988 عندما كان عمره 25 عاما.
في البداية، شقّ يائير لابيد طريقه إلى النجومية من خلال شاشات التلفزيون الإسرائيلي وصفحات الصحف، كمحلل سياسي وناشط اجتماعي، قبل أن يختار التوجه إلى عالم السياسة.
وعندما قرر لابيد مغادرة الصحافة ودخول المعترك السياسي في يناير 2012، كان وجها مألوفا للكثير من الإسرائيليين. وفي ذات العام، أسس حزب “هناك مستقبل” الوسطي الذي ما زال يتزعمه، وتشير استطلاعات الرأي العام  إلى أنه الحزب الثاني في إسرائيل.
ويقول الحزب على موقعه الإلكتروني “في قلب الرؤية الأيديولوجية لحزب هناك مستقبل، يكمن تغيير أولويات دولة إسرائيل ووضع الطبقة الوسطى في مركز النشاط الاقتصادي، والحفاظ على المساواة في العبء والحقوق والالتزامات لمواطني الدولة، وتعزيز التعليم، والسعي من أجل التسوية السياسية مع الفلسطينيين”.
على إثر ذلك فقد مثّل لابيد أملا لمئات الآلاف من الشبان الإسرائيليين. لكنّ علاقاته لم تكن جيدة مع الأحزاب الدينية اليهودية.
وفي انتخابات الكنيست العامة عام 2013، كان “هناك مستقبل” مفاجأة الانتخابات، عندما حصل على دعم أكثر من نصف مليون ناخب، وأصبح ثاني أكبر حزب في الكنيست بـ19 مقعدا.
وفي عام 2013، أُدرج المراسل لابيد في قائمة مجلة تايم من بين أكثر 100 شخص تأثيرا في العالم. وفي ذات العام، انضم لابيد إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، كوزير للمالية، ولكنّ الحكومة لم تدم طويلا، إذ تم الإعلان عن حلّها في نهاية العام 2014، استعدادا للانتخابات في مارس 2015.
وحصل حزب “هناك مستقبل” على 11 مقعدا في تلك الانتخابات، ولكنّ لابيد فضّل هذه المرة البقاء في المعارضة. وفي العام 2020 أصبح زعيما للمعارضة في الكنيست.
وأجرت إسرائيل منذ أبريل عام 2019 أربعة استحقاقات للكنيست، بداية من التاسع من أبريل من ذلك العام، ثم في السابع عشر من سبتمبر من نفس العام، ثم في الثاني من مارس عام 2020، وأخيرا في الثالث والعشرين من مارس من العام الماضي.
ولم تسفر أي من الانتخابات الأربعة الماضية عن نتائج واضحة وحاسمة في ما يتعلق بالمشهد السياسي، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية طاحنة نتيجة تشكيل حكومات هشة لا تستند على دعم قوي داخل الكنيست، وأصبح أي انشقاق بسيط داخل الائتلاف الحكومي يهدد بانهيار الحكومة بأسرها، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة على مدار الثلاث سنوات الماضية.
وفي مايو 2021 تم تكليفه بتشكيل الحكومة بعد فشل زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في تشكيلها، وهو ما نجح فيه بإعلانه في الثالث عشر من يونيو من نفس العام تشكيل “حكومة تناوب” مع رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت.
وحسب الاتفاق، تولى لابيد حقيبة الخارجية إلى جانب منصب رئيس الوزراء البديل، حيث كان من المقرر أن يتولى رئاسة الحكومة نهاية العام القادم. ونص اتفاق بينيت ولابيد على أن يتولى الأخير رئاسة الحكومة، في حال تم حلّ الكنيست، إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وستكون إسرائيل على موعد مع انتخابات مبكرة جديدة، وسيتحدد خلال الأسبوع المقبل موعدها الدقيق، ومن المحتمل إجراؤها بين أواخر سبتمبر وأوائل نوفمبر المقبل، بينما تفيد تقارير بأنها ستُجرى في الخامس والعشرين من أكتوبر المقبل.
وحتى موعد هذه الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة في ضوء نتائج تلك الانتخابات، سيصبح لابيد رئيس الوزراء رقم 14 في تاريخ دولة الاحتلال. ويعرف لابيد بمواقفه السياسية الوسطية، إذ أشار في العام الماضي إلى أنه ليس سرا دعمه لخيار حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

Related posts

Top