يبدو أن سعيد الناصري المسؤول الأول عن نادي الوداد الرياضي البيضاوي، تضايق كثيرا من ردود الفعل الغاضبة الصادرة عن الأوساط الودادية، احتجاجا على الموسم الصفري، الذي خرج به هذا النادي العريق، رغم لعبه على أربع واجهات، منها مونديال الأندية، عصبة الأبطال الأفريقية، الدوري المحلي، وأخيرا كاس العرش التي ودعها بمرارة على يد الغريم الرجاء.
وكدليل على عدم تقبل الرئيس غضب وانتقادات الجمهور، التعجيل بإصداره بلاغا فاجأ الجميع، يعلن فيه عن عقد جمع عام يوم الثلاثاء القادم، وفتح باب الترشح لمنصب الرئاسة، في أجل أقصاه سبعة أيام.
وبالرغم من نفي الناصري، بكون القرار مفاجئ ومتسرع، ومجرد رد فعل على حملة الغضب التي تجتاح أوساط الوداديين، فإن الحيثيات المرافقة لهذا القرار، تؤكد بالفعل أن الرئيس لم يأخذ الوقت الكافي، من حيث الإعداد والتحضير واحترام الآجال القانونية، والتي تنص على وجوب الإعلان عن عقد جميع عام، في أجل لا يقل عن 15 يوما، بالإضافة إلى إعداد مسبق للتقارير المالية العالقة منذ ثلاث مواسم، وضبط لائحة المنخرطين ومدى استيفائهم للآجال القانونية، ومنح مهلة كافية لمن يرى في نفسه القدرة على الترشح، وغيرها من الشروط والترتيبات الواجب توفرها، حتى يمر الجمع العام في ظروف مناسبة، يليق بناد تاريخي كالوداد…
إنها بالفعل خطوة تعجيزية، هدفها الحيلولة دون فتح المجال، أمام التغيير الذي تطالب به فئة كبيرة من الوداديين، بل خطوة محبطة، لأن الأمور لا يمكن أن تأخذ بكل هذه السطحية والاستخفاف بروح المسؤولية.
هكذا وبدون سابق إنذار، تتم الدعوة لعقد جمع عام انتخابي في ظرف أسبوع، مع أن مطلب عقد الجمع ظل معلقا لمدة ثلاث سنوات خلت، بدعوى عدم توفر الوقت الكافي لعقده، وضغط الالتزامات، وبقدرة قادر توفرت فجأة هذه الظروف في ثلاثة أيام فقط، أي مباشرة بعد الخسارة أمام الغريم التقليدي، وما ترتب عن ذلك من سخط وتذمر وغضب…
كل المعطيات تؤكد أن التغيير الذي يطالب به جزء كبير من الوداديين لن يحدث غدا، وأن الناصري باق بمكانه، وسيتقدم أمام الجمع الذي لن يجد مرشحا لخلافته، وستتم المطالبة ببقائه وسيتم التصفيق بحرارة، عوض التصويت بمسؤولية وتجرد، تصفيق وتهليل إعلانا عن استمراره على رأس النادي، وستنتهي حالة غضب قادت إلى الإعلان لأول مرة عن فتح باب الترشح لرئاسة الوداد، منذ سبع سنوات، أي منذ صيف سنة 2014، التاريخ الذي عرف تحمل الناصري مسؤولية الرئاسة، بعدما ظل نائبا لعبد الإله أكرم لعدة سنوات…
المؤكد أن حصيلة الناصري تعد إيجابية، إلا أنها عوض أن تفتح المجال أمام الهيكلة وتقوية النادي من الداخل والوضوح في التعامل واحترام التخصصات، وفتح المجال أمام الكفاءات، استغلت فترة النجاح على مستوى النتائج لاختزال تسيير ناد كبير كالوداد، في رأي واحد ومصدر واحد، وجهة واحدة.
وإذا كان هناك معارضون يزداد عددهم، كلما ازدادت الأخطاء، فإن جزء كبير أيضا من الوداديين يريدون استمرار الناصري، مخافة من حدوث انهيار، في غياب بديل جاهز ، لكن لسان حالهم يقول: “سي سعيد حنا معاك، ولكن خلي الما مين يدوز….”

>محمد الروحلي