> تقترن هذه الدورة للمهرجان الوطني للفيلم، بالاحتفال بالذكرى الستين للسينما المغربية، ما دلالة هذا الاحتفال بالنسبة إليك؟
< الذكرى الستون للسينما المغربية، هذا رقم مهم، هناك تزايد لإنتاجنا السينمائي من الناحية الكمية على نحو مهم جدا، صار المغرب ينتج ما يقارب خمسة وعشرين فيلما سينمائيا طويلا في السنة، وهذا في حد ذاته، شيء مهم، وحاليا هناك التفكير في إعادة النظر في قوانين الصناعة السينمائية بالمركز السينمائي المغربي، لأن القانون القديم، الذي أنشئ في سنة 1947 لا يزال إلى يومنا هذا ساري المفعول دون أي يطرأ عليه أي تغيير لمواكبة مستجدات العصر الحالي، وبالتالي لم يعد هناك داع للإبقاء على مقتضيات ذلك القانون الذي كانت قد وضعته السلطات الاستعمارية.

> هل وتيرة الإنتاج تعكس القيمة الحقيقية لما ينتج؟
< يمكن بطبيعة الحال ملامسة تعدد على مستوى نوعية ما ينتج من أفلام خصوصا في السنوات الأخيرة، ظهر شباب ينتجون أفلاما قصيرة، يفوق عددها المائة في كل سنة، هذا يعني أن الخلف موجود ولا خوف على ذلك، لكن إذا استمررنا على هذا الوضع وفي ظل الشروط الحالية، فأعتقد أننا سنظل دائما مرتجلين، وسنظل دائما في المراحل الأولى، ذلك أننا للأسف ما زلنا لم نؤسس لصناعة سينمائية حقيقية. لأنه بدون صناعة لا يمكن للسينما المغربية أن تفرض وجودها أمام الإنتاج السينمائي العالمي.

> ما الذي ينبغي القيام به للنهوض بالقطاع السينمائي المغربي؟
< ينبغي إعادة النظر في الصناعة السينمائية بالمغرب، صحيح أن هناك ارتفاعا نسبيا لوتيرة الإنتاج، لكن ليس لدينا مؤسسات للإنتاج، فأغلب المخرجين يتولون مسؤولية إنتاج أفلامهم، يجب كذلك إعادة النظر في القوانين التنظيمية لشركات التوزيع، خاصة ما يتعلق بالقاعات السينمائية، لأنه إذا لم يتم الاهتمام بوضعها الحالي، فإنه لا يمكن لنا أن ننتظر تطورا ممكنا في الصناعة السينمائية، لكن بالنسبة لنا نحن باعتبارنا نقادا سينمائيين وباحثين في هذا المجال، لا يهمنا الكم بقدر ما يهمنا الكيف، فالجودة لا تزال بعيدة كل البعد عن التحقق، فمثلا حاليا يبلغ عدد الأفلام السينمائية الطويلة التي أنتجت على امتداد تاريخنا السينمائي، حوالي ثلاثة مائة وسبعين فيلما، فإذا وجدنا بينها عشرين فيلما تتوفر فيها الجودة المطلوبة، فهذا يعد في حد ذاته إنجازا، لهذا يجب إعادة النظر في كل ما يتعلق بالصناعة السينمائية: التكوين، الكتابة السيناريستية، إلفى غير ذلك..

> ما هو دور الجمعية المغربية لنقاد السينما في ظل هذه الأوضاع؟
< نحن في الجمعية المغربية لنقاد السينما، نشتغل وفق إمكانياتنا، ففي المهرجان الوطني للفيلم، نقوم بالإشراف على تسيير النقاش، نعمل على نقد الأفلام، وللجمعية برنامج سنوي، كما نحرص على الحفاظ على وتيرة إصدار المجلة المغربية للأبحاث السينمائية، وهي مجلة دورة، كما نقدم لقاءات في ما بين النقاد، أو بين النقاد والمخرجين السينمائيين، وقد ظهر جيل جديد من الشباب أصبحوا يحاولون الكتابة في السينما، ونحن نعمل على استقطابهم، بشرط أن تتوفر لديهم شروط معينة للكتابة النقدية.

لكن النقد السينمائي الحقيقي، عرف نوعا من الفتور خلال المدة الأخيرة، ما أسباب هذا الفتور؟
< على العموم هناك حضور فعلي للنقد السينمائي، يتجلى ذلك في ما تتضمنه المجلة التي نشرف عليها، من مساهمات في هذا المجال، وكذلك في الكتب التي يصدرها النقاد أنفسهم، ففي كل سنة يصدر على الأقل خمسة إصدارات نقدية، وهي نسبة مهمة، للأسف أن الصحف اليوم لم تعد تقبل المقالات النقدية الرصينة، وبالتالي لم يعد النقاد يجدون المساحات الضرورية للكتابة في الصحف، وكذلك الشأن بالنسبة للإذاعة والتلفزة، وهذا ليس مسؤولية النقاد بقدر ما أنه توجه لخط تحريري معين.

عبد العالي بركات