رد فعل بئيس من وادو

فجأة وبدون سابق إنذار، خرج الدولي المغربي السابق عبد السلام وادو بتغريده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعلن فيها دعم المرشح الجزائري خير الدين زطشي في سباق لعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم.
دعم وإن كان لا وزن له، ولا قيمة يرجى منها، سواء من حيث التصويت أو حتى من جانب الدعاية التي من الممكن أن تفيد المرشح الجزائري، فإن خلفياتها واضحة من حيث الأسباب والمسببات، التي دفعته إلى دعم هذا المرشح بالذات، في مواجهة المغربي فوزي لقجع.
وادو الذي دشن بداية غير موفقة كمدرب لكرة القدم، في تجربة لأشهر معدودة مع مولودية وجدة، تمت إقالته بعد فشل ذريع في قيادة الفريق، وتسبب في مشاكل مع أغلب المكونات، قال في تدوينته المثيرة للجدل، إن زطشي: “الرجل المناسب في المكان المناسب، رجل قادر على تطوير الكرة الإفريقية بنزاهته وصدقه، وقيم عمله وتواضعه وقبل كل شيء معرفته بالنظام الكروي”. انتهى كلام سي عبد السلام.
وصف لم يصدر حتى عن أغلب الأوساط الرياضية بالجزائر، سواء أكانوا مسيرين أو لاعبين حاليين أو سابقين، حتى رجال الإعلام، إلا أن وداو كان له رأي آخر، ورؤية مختلفة تماما، نعرف جيدا دوافعها البئيسة وأسبابها الحقيرة تماما.
المؤكد أن وادو صاحب المستوى الجد متوسط، منحه المغرب فرصة اللعب دوليا، واستفاد إلى أبعد الحدود من الصفة الدولية، التي لم يكن يحلم بها، حتى ولو انتظر نداء الناخب الفرنسي طيلة سنوات عديدة، إلا أنه اختصر المسافة، حيث تحول بسرعة إلى لاعب دولي، يحظى بالأسبقية على مستوى التعاقدات، سواء بأوروبا أو بالخليج العربي.
استفاد وادو كثيرا من الصفة من الناحية المالية، كلاعب بفضل انتمائه للمنتخبات المغربية، وبعدما رغب في التحول إلى مدرب لكرة القدم، عاد مرة أخرى للمغرب، باحثا عن الجهة التي يمكن أن تمنحه هذه الصفة الجديدة، فلقي كل الترحاب من إدارة مولودية وجدة، إلا أنه ومباشرة بعد توقيع عقد لمدة أربع سنوات، دون أن تحدد له أهداف أو غايات محددة، طغى وتجبر، ناسيا أنه مجرد مدرب مبتدئ، تغيب الكثير من الأشياء المفروض توفرها في مدرب، له القدرة على قيادة فريق بالقسم الأول للبطولة الاحترافية.
حدث ما حدث، تم الطلاق بعدما تنكر لاتفاق أبرم بينه الرئيس محمد هوار، وبتزكية من فوزي لقجع، مع العلم أن حضور رئيس الجامعة، كان بطلب من وادو نفسه، إلا أن تنكره للاتفاق، ورفض المصادقة على عقد جديد، بأهداف رياضية محددة، مما عجل برحيله، ليختار اللجوء إلى المحاكم.
كل هذه المعطيات لا دخل لها في انتخابات (الكاف) المقبلة، إلا أن صاحبنا اختار ربط الأشياء ببعضها، مفضلا الخروج بموقف مخالف، كرد فعل مرفوض، وتصفية حسابات غير مقبولة، وفي ظرف حساس جدا، يخيم على العلاقات المغربية الجزائرية.
وادو فضل الخروج بموقف “انتحاري”، جلب عليه سخط الجميع داخل المغرب وخارجه، سيجعله مستقبلا شخصا منبوذا، وغير مرحب به من طرف كل الأوساط الرياضية على الصعيد الوطني، دون الحديث عن جهات مسؤولة رأت في تصرفاته طعنا لليد التي مدت إليه، في وقت كان في حاجة إلى من يمد له يد العون.
وإذا عرفنا أن وادو، وهو يحمل القميص الوطني كثيرا ما كان وراء تفجير مشاكل داخل الفريق الوطني، وهو في عز المشاركة بالتظاهرات القارية والدولية، والجمهور الرياضي لم ينس أبدا اليوم الذي حزم حقائبه ورحل عن المنتخب أثناء المشاركة بكأس إفريقيا للأمم سنة 2002 بمالي.
ندعو وادو في الأخير إلى تتبع نتائج الانتخابات، ليعرف حصيلة الأصوات التي سيحصل عليها مرشحه الجزائري الذي أعلن دعمه له، في مواجهة مواطنه فوزي لقجع، صاحب المسار الناجح والتأثير القوى والقيمة الحقيقية، داخل قارة ترى فيه الرجل المسؤول والمناسب، القادر على إسماع صوت أفريقيا عاليا داخل المنظم الدولي…

>محمد الروحلي

الوسوم , , , ,

Related posts

Top