زيارة حزبية خاصة

اكتسى تخليد التنظيم الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بالدار البيضاء لليوم العالمي للمرأة هذه السنة طابعا حميميا لم يخل من بهاء.
قام المناضلون يزيارات مودة واحتفاء لأرامل وأسر القادة التاريخيين للحزب في بيوتهم، حملوا الورود وحلوى العيد وعبارات المحبة لهن، وتأسس العناق بين الأجيال التي ما بدلت تبديلا، وفرضت الذاكرة عمقها على الأمكنة وعلى العقول، وكانت اللحظات تتيح استعادة الصفاء وعزة النفوس.
في المنازل لم تحضر الأرامل والبنات لوحدهن، ولم يقم بالزيارة فقط المناضلات والمناضلون المستمرون اليوم على الدرب ذاته، إنما حضر الراحلون بدورهم في الكلمات وفي البال وفي العزائم…
في المكان لم تكن بعيدة روح الكبير عبد السلام بورقية، ولم تغب روح الأنيق المناضل شعيب الريفي، ولم ينس كل الحاضرين نضالية وألفة الحاج أحمد السربوتي، وأحس الكل بأن روح الزعيم علي يعته تطل من عل وتخاطب الجميع من فسحة السماء.
عيدكن سعيد وبهي أيتها الرفيقات…
عيدنا مبارك وموصول بمحبة الرفاق وبمودة الإصرار و…بالذاكرة.
قيلت العبارات بلغات مختلفة ، لكنها خرجت كلها من قلوب يوحدها صدق النيات والمشاعر.
في ثنايا البهاء والاحتفال، روت الزوجات والبنات ذكرياتهن عن الكبار اللذين رحلوا…
كم كانت معتزة ليلى يعته بإصرار الوالد على أن تمارس مهنتها داخل الوطن برغم كل الصعاب، وكم كانت ممتنة له، وهي تعتز بما تشهده البلاد من دينامية إلى الأمام…
لم تنس أسرة القيدوم بورقية نضالية الوالد وصلابة الموقف والمبدأ، وتذكر أرملة شعيب المناضل الوفي مساره في الحزب وفي الوطن وفي الحياة…، وكم كانت أرملة الحاج السربوتي بدورها قوية العزة والاعتزاز بمسار الراحل وبتاريخه وبحزبه وبشعبه…
وصلت تحية المناضلين إلى قلوب مضيفيهم، وتبادل الكل الذكريات والتحايا والدموع، وتوحد الجميع على مطلب واحد، أن يستمر نضال الحزب والرفاق أقوياء موحدين من أجل تقدم البلاد ورقيها، ومن أجل ترسيخ الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
وقرر أعضاء الحزب في الدار البيضاء أن يتواصل ود الذاكرة ويمتد إلى رفيقات أخريات، والى أسر أخرى في القادم من الأسابيع…
كانت في البال أسر الراحل الكبير عبد العزيز بلال، والمناضلة التي لم تخرج من خاطر وعقل المناضلين مليكة البلغيثي، وكل الآخرين والأخريات…
عندما يدخل مناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية  اليوم بيوت الرواد المؤسسين، ويجتمعون بأسرهم، فهم يتذكرون أيضا أن هؤلاء الكبار الذين غيبهم الموت عنا، كانوا، بمعية رفاقهم وداخل حزبهم، هم من أسس لأفكار ثامن مارس في هذه البلاد، وكان الآخرون يسخرون حينها منهم، وبعضهم اليوم لا يتردد، وبلا خجل، في المزايدة على حزب ساهم بعض هؤلاء في تأسيسه قبل حوالي سبعين سنة.
للراحلين إذن الرحمة وشكر التأسيس والبداية.
لأسرهم زهر العيد وتحية الود الجميل.
[email protected]

Top