سلبية الانشغال باحتفالات المونديال…

كان المدرب الوطني وليد الركراكي، ذكيا عندما اعترف بعدم اقتناعه، بالمستوى العام الذي قدمه، الفريق الوطني المغربي لكرة القدم خلال مباراته الإعدادية ضد منتخب الرأس الأخضر، مساء الاثنين الماضي بالرباط…

ولم يقف وليد عند حد الاعتراف بعدم قدرة مجموعته، على تجاوز المنظومة الدفاعية التي طبقها مدرب الخصم، بل انتقد حتى أداء بعض اللاعبين، محملا نفسه مسؤولية حدوث هفوات وأخطاء، أثرت على مردود عناصر معينة، للتنافسية أو تعاني من الإرهاق…

ما قاله الركراكي خلال ردوده على أسئلة الصحفيين،  سواء تلك الأسئلة المتميزة منها، أو الضحلة وما أكثرها، يفسر حجم التذمر الداخلي الذي يشعر به، وشعوره أيضا أن هناك عملا لم ينجز في العمق…

فقد تبين أن مكونات المنتخب، لم تشتغل بجد منذ العودة من مونديال قطر، حيث انشغل الجميع بالاحتفالات المتعددة، ودسامة المنح المقدمة، ومردود عقود الإشهار، إلى درجة أن هذه الفترة طالت أكثر من اللازم، وأصبحت تقارب السنة…

صحيح أن الافتخار بما تحقق، يعد حقا من الحقوق المشروعة، وأن المجهود الاستثنائي الذي بذل أثناء المونديال القطري، يستحق الإشادة والتنويه، بحكم القيمة الدولية التي وصل إليها، إلا أنه لابد من إنهاء هذه المرحلة، وعدم الاستكانة بأريحية المرحلة، من مختلف المستويات.

تبين بالملموس أن الطاقم التقني، بقيادة وليد لم يشتغل بما يكفي، استعدادا لمرحلة ما بعد المونديال، فحتى المباريات الإعدادية لم تخرج عن أجواء كأس العالم، ولم يكن هناك أي تحضير للمواجهات القادمة المختلفة جملة وتفصيلا، سواء من الناحية التكتيكية أو التقنية ونوعية الخصوم..

فخلال مباراة بيرو، ظهر العجز واضحا،  ولم يتمكن أصدقاء حكيم زياش، من فك شفرة الدفاع المنتخب البيروفي، إلا أن هذا الإخفاق لم يحرك المدرب الركراكي، وجاء الفوز على حساب منتخب البرازيل، خلال المباراة الاستعراضية، ليعمق الإشكال الذي لم تنتبه له كل مكونات الطاقم التقني…

فالتعادل السلبي ضد منتخب “الكاب فيردي” مساء الاثنين، أظهر حقيقة ما ينتظر “أسود الأطلس” خلال  المراحل القادمة، وبالدرجة الأولى كأس إفريقيا للأمم القادمة بكوت ديفوار…

وكما يقال فإن الوصول إلى القمة صعب، أما الحفاظ عليها فأصعب بكثير، وهذا ما على كل مكونات النخبة المغربية، أخذه بعين الاعتبار، فسقف الطموحات ارتفع، وكل الأوساط الرياضية تنتظر تألقا بالمونديال الإفريقي، وهذا لن يتحقق إلا بمواصلة العمل بالجدية المطلوبة، وضمان حماية المنتخب من تدخل الوكلاء والسماسرة والوسطاء من مختلف الاتجاهات…

محمد الروحلي

Top