المتضررون يطالبون السلطة بالتدخل للقضاء على مظاهر «البدونة»
انتقد عدد من المواطنين القاطنين بحي الرجاء 2 بمدينة سوق السبت بإقليم الفقيه بن صالح، الطريقة التي تعاملت بها السلطات المحلية، في شخص باشا المدينة وقائد المقاطعة الثالثة وعناصر الأمن، مع شكاية تطالب برفع الضرر عنهم وعن أسرهم. وقال هؤلاء الذين لازالوا يتوفرون على نسخة من شكاية قديمة سبق وأن وضعوها بين أيدي السلطات المحلية بالمدينة، أن الموضوع الذي من أجله اشتكوا لازال قائما، وان السلطات خالفت وعدها بتركها للمشتكى بهم وهم ثلاثة أشخاص يُحوّلون حياتهم إلى جحيم، بفعلهم الذي لا يليق وتطلعات عائلاتِ ترغب في حياة مُتمدّنة.
وأكد المتضررون أيضا أن المشتكى بهم الذين يتوفرون على قطيع كبير من الغنم ومجموعة من الكلاب، يساهمون في تفشي العديد من الأمراض ذات الصلة بالتنفس وأمراض العيون، وفي انتشار الجراثيم، وقالوا إن كلابهم الضالة تُهدد يوميا فلذات أكبادهم وباقي أطفال المدارس والنساء.
وتساءل المشتكون عن أسباب تحدي المعنيين في أكثر من مرة للسلطة المحلية والجهر برفضهم الإذعان لأوامرها بإزالة العشوائيات التي تأوي الغنم، مهما كانت الظروف ومهما تزايدت الاحتجاجات بدعوى أن هناك استفحال للدور السكنية العشوائية وهناك فوضى في القطاع بكل أرجاء المدينة، وهُم عموما ليسوا حالة استثنائية تستوجب الإذعان لقرارات السلطة المحلية.
وتعتبر حالة المشتكى بهم واحدة من عشرات الحالات المتواجدة بسوق السبت، وقد سبق للسلطات المحلية وخاصة قائد المقاطعة الأولى أن شن بمعية باقي قوى الأمن، حملات على كافة المخالفين للمعايير التي يقتضيها مفهوم المدينة، واشرف على هدم عشرات الأسوار وأعطى مهلة حينذاك للعديد من الأسر من أجل التكفل بنفسها بإزاحة كل زيادة تُشوّه صورة المدينة. ولقي هذا الإجراء حينذاك ترحيبا من طرف المتتبعين وغالبية المواطنين.
إلا أن الملاحظ أن المخالفين ما لبثتوا أن عادوا بعد ذلك لنفس الخروقات المشوهة المنظر العام، وباتت قرارات السلطة نتيجة لذلك، مجرد حبر على ورق، حيث عادت كل الحالات الاستثنائية المشينة إلى سابق عهدها، وبرزت العديد من العشوائيات الخاصة بتربية المواشي والأبقار ونبتت الأسوار المصنوعة من الأشواك والقصدير والقصب في الأزقة وأمام المباني، وتحوّلت ساحات المدينة نتيجة ذلك إلى مراعي عمومية.
والآن، وبعد استفحال الظاهرة باتت الساكنة تأمل في عودة نشاط السلطة إلى سابق عهده والضرب من جديد على كل من يساهم في اجترار سلوكيات وعادات العالم القروي بالمدينة. وقد برزت إلى جانب ذلك نداءات على صفحات المواقع الاجتماعية “، تطالب بضرورة محاربة ظاهرة “بدونة” المدينة وتفعيل وظيفة الأجهزة الأمنية في هذا الإطار.