فضاء معرض الكتاب

تحتضن مدينة الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة من سادس إلى سادس عشر فبراير الجاري، الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
ومن خلال إلقاء نظرة على فقرات البرنامج الثقافي للمعرض وكذا كمية العناوين المعروضة للبيع وعدد المدعوين لتنشيط فعاليات هذه التظاهرة الثقافية الدولية، لا نكاد نسجل أي إضافة نوعية، أو أي تميز ملموس.
لقد راكم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء عدة دورات، أكثر من عقدين من الحضور، وبالتالي من المفروض أن يكون قد بلغ مستوى من النضج يجعله يقدم إضافات ويعمل على الرفع من قيمة حضوره، سيما وأنه يراهن على أن يكون من بين أهم المواعيد السنوية في مجالي النشر والكتاب على الصعيد العالمي.
إن الحلقة الأضعف في هذا الملتقى السنوي، تتمثل في الفضاء الذي يقام به المعرض في حد ذاته. إن مساحته لا تعكس حقيقة الطموحات والشعارات التي يرفعها المنظمون. ألم يكن أجدر بوزارة الثقافة – مادامت هي الساهرة على تنظيم المعرض – أن يكون لها فضاء خاص، يليق بهذه التظاهرة الثقافية ذات الإشعاع الدولي؟
فضاء يحتضن أنشطة في مجالات ثقافية مختلفة على مدار السنة، مع الحفاظ بطبيعة الحال على الموعد السنوي المتمثل في معرض الكتاب والنشر.
فضاء أرحب، كما هو حال أغلب معارض الكتاب في مختلف دول العالم، في مصر وفرنسا وألمانيا ودبي.. وغيرها من الدول.
لقد أثير موضوع فضاء المعرض في الندوة الصحافية التي أقامها وزير الثقافة بمناسبة الإعداد لتنظيم الدورة الحالية، لكن ردوده لم تكن مقنعة، حيث ركزت على ما هو سطحي: نظافة المرافق الداخلية، وضع كاميرات داخل فضاء المعرض وفي محيطه لأجل الحفاظ على الجانب الأمني والتنظيمي..
اللافت للانتباه أنه اعتبر ذلك بمثابة إضافات نوعية، في حين أنها لا تعدو أن تكون من بين أبسط الضروريات التي يمكن توفيرها للزوار.
هناك حاجة ماسة إلى فضاء يستوعب القدر الكافي من الأروقة، فضاء يسمح للزائر بأن يتجول في هذه الأروقة بنوع من اليسر والسلاسة، فضاء لائق بكرامة الإنسان، فضاء يعكس بالفعل الغنى الثقافي والحضاري لبلادنا، فضاء يراعي البعد الجمالي والفني، سيما وأنه يرتبط بعرض الكتاب وتداول النقاش حول قضايا الفكر والمعرفة والإبداع.
تبقى نقطة أخرى لا بد من إثارتها، وهي المتعلقة بالسعر المخصص لولوج هذا الفضاء في حد ذاته، إنه سعر كان ينبغي أن يكون رمزيا، لأجل تشجيع الناس على ارتياده والتزود منه بالثقافة والمعرفة.

عبدالعالي بركات

[email protected]

الوسوم , ,

Related posts

Top