بعد إقصاء المنتخب المغربي الأول تحت إشراف الناخب الوطني، وليد الركراكي، من دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا “الكوت ديفوار 2023″، على يد جنوب إفريقيا (0-2)، يتواصل الحديث عن خيبات ونكسات العناصر الوطنية في العرس القاري، دورة بعد أخرى .
ويبقى الأهم عند المهتمين بالشأن الرياضي المغربي سواء أكانوا جمهورا أو مدربين أو لاعبين سابقين، هو تعويض مسلسل الإخفاق واستغلال إقامة النسخة القادمة من النهائيات الإفريقية 2025 التي ستقام بالمملكة المغربية.
حول سؤال ماذا ستستفيد المملكة المغربية من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية، قام القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، بإعداد مادة رياضية دسمة سينشرها على شكل حلقات يقدم من خلالها زوايا معالجة لاعبين دوليين سابقين وأطر وطنية، وإعلاميين لمختلف القضايا الرياضية الراهنة بالمغرب، واستشرافهم لمستقبل الكرة المغربية وتصوراتهم لما ستكون عليه الدورة القادمة من كأس أمم افريقيا التي سيحضى المغرب بشرف تنظيمها.
الدولي السابق عزيز بودربالة: نسخة “الكان 2025” ستكون استثنائية
من دون شك أن تنظيم المملكة المغربية لكأس أمم إفريقيا سنة 2025 مرتبط أشد الارتباط بالمساهمة في إنجاح كأس العالم بمعية البرتغال وإسبانيا سنة 2030، وبالتالي نجاح النسخة المونديالية رهين بالاستفادة من البنى التحتية والملاعب الرسمية وملاعب التدريبات التي أعيد إصلاحها وتدشينها قبل موعد الكأس الإفريقية.. يمكن التأكيد في هذا الجانب أن كأس الأمم الإفريقية في نسختها الـ 35 أصبحت تعطي إشعاعا كبيرا للبلد المنظم عبر وضع المنتخبات المشاركة في فنادق متواجدة ضمن المدن الكبيرة على سبيل المثال، الدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش وطنجة وأكادير..
الإتحاد الإفريقي لكرة القدم قبل إسناد الدورة للمملكة المغربية اعتمد مكتب دولي ألماني من أجل وضع تنقيط نهائي فيما يخض شبكة المواصلات والملاعب والفنادق والمطارات، الشيء الذي لن يعيق تنقل المنتخبات والجماهير بين المدن بسهولة تامة..
الحمد الله، المغرب يحتوي الآن على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء والمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، والملعب الكبير لمراكش، وملعب أدرار بأكادير، وملعب ابن بطوطة بطنجة وملعب فاس الكبير بالإضافة ملاعب مخصصة لخوض التداريب اليومية، وهذا يعتبر مكسبا واستفادة للمملكة المغربية توفرها على ملاعب تتوافق ومعايير الإتحاد الدولي لكرة القدم.. المغرب يسابق الزمن من أجل تنظيم ثاني نسخة إفريقية بعد الأولى سنة 1988 وكما هو معلوم كنا بإمكاننا أن ننظم ثاني الدورات سنة 2025، لكن المغرب وضع أحقية الإنسان قبل التظاهرة الرياضية بعدما تفشى مرض “إيبولا” الفتاك في تلك الفترة..
37 سنة من الانتظار من أجل أن تكون البلد المنظم، الآن تتزامن النهائيات مع اقتراب كأس العالم 2030 والأهم هو استغلال والاستفادة من أخطاء النسخ السابقة، لتنظيم دورة استثنائية بالأراضي المغربية والتي ستمثل لا محال القارة الإفريقية أحسن تمثيل..
يمكن الحديث في هذا الجانب عن استفادة المغرب من تحسين صورته عالميا، عندما استقبل منافسات كأس العالم للأندية نسختين متتاليتين، وكأس أمم إفريقيا للسيدات، وكأس أمم إفريقيا للاعبين أقل من 23 سنة ودوري أبطال إفريقيا للرجال والسيدات..
المغرب بدأ في تأسيس البنى التحتية من أجل المساهمة في بناء جيل جديد من لاعبي كرة القدم المغربية وتطعيم كرة القدم الوطنية سواء المنتخبات السنية أو الفرق الممارسة بمختلف الأقسام.. الجميع يتذكر تحفة كروية إسمها مركز محمد السادس بالمعمورة احتضنت تداريب ريال مدريد عندما كان مشاركا في نهائيات كأس العالم للأندية وبالتالي هذا المركب أعطى إشعاعا ورغبة لدى الكثير من المنتخبات والفرق إقامة معسكراتها التدريبية بالمغرب..
كأس الأمم الإفريقية 2025 ستكون فرصة للجماهير الزائرة من أجل التعرف على تراث حضاري عريق، وموقع جغرافي استراتيجي، ومناظر طبيعية جذابة، إضافة إلى بنية سياحية وفندقية مهمة، إذ تلعب السياحة دورا مهما في اقتصاد البلاد، حيث تشكل أحد أهم مصادر العملة الصعبة، كما تمكن من توفير مناصب الشغل وتطوير قطاع البناء ودعم الصناعة التقليدية وإنعاش المدن الشاطئية”.
>إعداد: عادل غرباوي