أصدر المشاركون يوم الأربعاء الماضي، في ختام فعاليات النسخة الثانية ل”المعرض البيداغوجي للمدن الذكية على المستوى الإفريقي” بأكادير، التي أختير له شعار: “المدينة الذكية في خدمة المواطن العربي الافريقي”، مجموعة من التوصيات ستشكل بدون شك خارطة طريق لانخراط مدننا في منظومة المدن الذكية مستقبلا، في مقدمتها وجوب رقمنة خدمات قطاع السياحة بجهة سوس ماسة، ثم تدشين رسمي للمدينة الذكية المصغرة على مساحة 3000 متر مربع في قلب الجامعة الدولية لأكاديرواعتبار المنتدى العربي للمدن الذكية شريك أساسي في تنظيم النسخة الثالثة بمراكش سنة 2025..وأجمع المشاركون ضمنهم خبراء ومهندسون وصناع قرار وباحثون ومبتكرون، أن المعرض كان فرصة حقيقية لتقديم حلول ملموسة ومبتكرة للتحديات الكبرى للمدينة الذكية مستقبلا، على مختلف الجوانب المرتبطة على وجه الخصوص، بالحكامة السياسية والسياحة الذكية، والتنمية المستدامة وانتقال الطاقة والتحول الرقمي والسلامة والأمن، وتسهيل التنقل الحضري، واستمرارية الخدمات المقدمة المواطنين.
وعرفت الجلسة الافتتاحية لهذا المعرض البيداغوجي، الذي عقدت يوم الثلاثاء الماضي، إلقاء عدة كلمات، أكدت على ضرورة العمل على انخراط جهة سوس ماسة ضمن المدن الذكية مستقبلا.
كريم أشنكلي: موضوع المدن الذكية أصبح يفرض نفسه على الجميع
ثمن كريم أشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة، مبادرة الجامعة الدولية لأكادير وباقي الشركاء على تنظيمهم لهذا العرض، وعلى حسن اختيارهم لموضوع المدينة الذكية، لكونه موضوعا تم الاشتغال عليه في إطار رؤية تم إعدادها وتبنيها في برنامج التنمية الجهوية. وأضاف في افتتاح أشغال هذا المعرض، أن موضوع المدن الذكية أصبح يفرض نفسه على الجميع، داعيا إلى العمل جميعا من أجل إنجاح الجهوية المتقدمة أو ماأسماه بالذكاء الجماعي والجهوي الذي يتم الإشتغال عليه حاليا، على حد تعبيره.
لطفي بناني: تنظيم المعرض بجهة سوس ماسة دعم قوي لمسار هذه الجهة
قال المهندس لطفي بناني، مدير مكتب الإستشارة والهندسية ” اينوفاتيل انجنييريينغ” ، إن تنظيم هذا المعرض بجهة سوس ماسة، تحت رعاية وزارة الانتقال الطافي والتنمية، المستدامة هو دعم قوي لمسار هذه الجهة بصفة عامة ولمدينة أكادير بصفة خاصة، والتي تشهد في السنوات الأخيرة، طفرة نوعية ساهمت في الرفع من جاذبية الوجهة السياحية والاقتصادية لهذه المدينة، التي حظيت ببرنامج للتنمية الحضرية مابين 2020و2024، وهو ورش ملكي غير بشكل ملحوظ معالم هذه المدينة الجميلة، مما انعكس إيجابيا على الحياة اليومية للساكنة، حيث سيلاحظ كل زائر أو مقيم بهذه المدينة الأوراش الكبرى المفتوحة والتي تهم البنيات التحتية بالأساس.
وأضاف المهندس لطفي، أن المعرض مناسبة سانحة للتفكير في تطوير البنيات الفوقية لهذه المدينة لجعلها مدينة ذكية بامتياز، قبل المرور إلى باقي المدن بالجهة، من خلال العمل مع المنتخبين أي السياسيين والسلطات الإقليمية والمحلية، لتنفيذ مشاريع ذكية بها، أي الانخراط في المدن الذكية، خصوصا وأن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم واقعا حتميا.
ووجه بالمناسبة شكره لكل الداعمين والشركاء، والذين يرجع إليهم الفضل الكبير، في نظره، في توفير كل شروط إقامة هذا المعرض، وخص بالذكر، والي لولاية جهة سوس ماسة والسلطات المحلية، ومجلس جهة سوس ماسة والمجلس البلدي لأكادير والراعي الرسمي للمعرض، شركة إسمنت المغرب، ومسؤولي الجامعة الدولية لأكادير، الذين ساهموا بشكل كبير في توفير فرص إنجاح هذه النسخة الثانية.
بن عزون: المدينة الذكية لها هوية خاصة بها
قال نبيل بن عزون رئيس الكونفدرالية الاستشارة والمهندسين، إن المدينة الذكية لها هوية خاصة بها و تحافظ عليها بذكاء ويحلو فيها العيش وتستتب فيها السكينة والطمأنينه وتتمحورالأشغال فيها حول أنسنة التفكير والتدابير، وأن الأدوات الإلكترونية والرقمنة البحثة هي التي تجعلها ذكية. وأضاف في مداخلته، أن المهندس المواطن هو الذي يجعل تلبية حاجيات المواطن المحلية في صلب مخرجات أعماله ويشتغل بذكاء وتفاعل وتناغم مع جميع المتدخلين الآخرين.
الياس مجدولين: البعد الافريقي للمعرض حاضر من خلال طلبة البلدان الافريقية
أما الدكتور الياس مجدولين نائب الرئيس المكلف بالشؤون الأكاديمية والبحث العلمي بالجامعة الدولية لأكادير، فاعتبر أن مساهمة الجامعة تنبني على ثلاث أبعاد، الأول في نظره، يتجلى في البعد البيداغوجي، والبعد الثاني يتمثل في إدماج الطلبة الافارقة في هذا المعرض، والبعد الثالث هو البعد العلمي. وأوضح بالمناسبة، أنه بالنسبة للبعد البيداغوجي، فالمعرض فرصة أولا لتبسيط المفاهيم التي تتأسس عليها المدن الذكية، سواء للمنتخبين أوالفاعلين الجمعويين أوالطلبة أوالأساتذة وكل من يهتم بالشأن العام.
وأضاف أيضا، أن البعد البيداغوجي فرصة مفتوحة في وجه جميع الطلبة، سواء طلبة الجامعة الدولية أو طلبة جامعات أخرى بجهة سوس ماسة، لزيارة المعرض والتعرف على الشركات والمقاولات التي تقدم خدمات تقنية وتكنولوجية في مجال المدن الذكية، وفرصة للقاء الأساتذة بهؤلاء الفاعلين. أما البعد الافريقي فيتمثل في نظره، في حضور مجموعة من البلدان الافريقية ، حوالي 20 بلدا، من خلال طلبتهم المتواجدين بمختلف الجامعات والمعاهد الدولية بأكادير.
سميرة الدحيات: التحرك سريعا نحو التحول الرقمي أصبح حاجة ملحة
وباسم المنتدى العربي للمدن الذكية، قالت مديرته العامة، سميرة الدحيات، إن أكثر من نصف سكان العالم في المدن، اليوم، وبحلول العام 2050، سيعيش حوالي سبعة من كل عشر أشخاص في المدن التي ستمثل أكثر من 70 بالمئة من انبعاثات الكربون في العالم وتمثل أيضا 60إلى 80 بالمئة من استهلاك الطاقة.
وأوضحت في كلمتها، أن التحضر السريع أدى إلى تحديات إضافية مثل الإزدحامات المرورية وتلوث المياه ونقص الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة ونقص سلاسل التوريد ومشاكل التغير المناخي، وأن كل هذه التحديات مشتركة عالمية وما يرتبط بها من قضايا صحية.
وأكدت في هذا الصدد، أن المنتدى العربي للمدن الذكية، من منظوره، العمل في التكنولوجيا والتحول الرقمي للمدن الذكية، في أفق التحرك سريعا نحو التحول الرقمي الذي لم يعد خيارا، بل أصبح حاجة ملحة نظرا لما يشهد العالم من تحديات ولا سيما بعد جائحة كوفيد 19 أو الكورونا،ثبث أن التكنولوجيا كانت السبيل الوحيد لاستمرارية الحياة وضمان استمرارية عمل القطاعات المختلفة لتوفير الخدمات للمواطنين إضافة إلى مواكبة التطورات والتغيرات والاستفادة من التجارب وتحديدا في قطاعي الصحة والتعليم.
حسن عربي