توج، أول أمس السبت، المخرج نوفل براوي المغرب، بالدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، بجائزتي السيناريو (سمير فريد) ولجنة التحكيم (نور الدين الصايل) عن فيلمه «كاس المحبة».
وعبر نوفل براوي في كلمة مقتضبة له، عن شكره الخاص لجمهور مهرجان خريبكة الذي ظل محتضنا له طيلة مساره الفني والإبداعي، حيث أهدى هذا التتويج للشعب المغربي والفلسطيني.
ويحكي «كاس المحبة» عن لقاء أربعة رفاق كانوا ينتمون إلى منظمة يسارية، قادهم القدر إلى اللقاء من جديد، بعد انقطاع التواصل فيما بينهم لسنوات، وسيشكل هذا الحدث نقطة فارقة في حياتهم التي ستنتهي إلى اللا متوقع.
وفازت المخرجة الرواندية مريم بيرارا بالجائزة الكبرى (عصمان سامبين)، عن فيلم «العروس»، إلى جانب حصولها على الجائزة الرمزية للجنة تحكيم النقد السينمائي. ويتناول هذا العمل قصة فتاة تعرضت للاختطاف نتيجة الأوضاع الأمنية، وأجبرت قسرا على الزواج، لتجد نفسها أسيرة شخص لا ترغب فيه، بعدما كان حلما دراسة الطب.
وعادت جائزة الإخراج (ادريسا ويدراووغو) في مسابقة الأفلام الطويلة لـ FFICAK، لفيلم «كواليس» للمخرجة التونسية عفاف بنمحمود والمخرج المغربي خليل بنكيران، والذي تم توجيه تنويه خاص له كذلك، من لجنة دونكيشوط.
وأشار تقرير لجنة تحكيم الأفلام الطويلة ولجنة تحكيم دونكيشوط، أن «كواليس» الذي يحكي عن فرقة مسرحية تجوب مدن المغرب لتقدم عروض الرقص فوق الخشبة، استطاع أن يتناول الموضوع بشكل فني وجمالي يحترم معايير الإنتاج الفيلمي، لهذا استحق التتويج بالجائزتين معا.
ومنحت لجنة تحيكم الأفلام الطويلة، جائزة أحسن دور نسائي (أمينة رشيد)، للممثلة الكاميرونية ستيفام توم، عن دورها الرئيسي في فيلم «عندما تحطم السدود»، للمخرج موزينغ ديريك تين، وذلك عن لعبها دور المحامية التي تجد نفسها في مواجهة أحد أكبر عمليات النصب في بلدها، وتوضع أمام الوفاء لقاسمها القانوني ومواجهة ما يحدث، أو الرضوخ للواقع والاستسلام لحماية نفسها وعائلتها.
ومن جهة أخرى، توج الممثل السينغالي أمادو ديوب، بجائزة أحسن دور رجال (محمد بسطاوي) عن دوره في فيلم «كبش سادا» للمخرج باب بونام لوبي، الذي يحكي عن قصة تشبث الطفل سادا بكبش عيد الأضحى، ليضطر والده إلى البحث عن اقتناء كبش آخر رغم قلة ذات اليد، قبل أن يقرر في الأخير عدم إحياء هذه الشعيرة، حتى لا يحرم ابنه سادا من صداقة الكبش التي تكونت بينهما.
وفاز فيلم «صمت الكمنجات» للمخرج المغربي سعد الشرايبي بالجائزة الرمزية دونكيشوط التي تمنحها لجنة عن الأندية السينمائية المنضوية تحت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، حيث اختار الشرايبي في هذا العمل، الاهتمام بالتراث الموسيقي المغربي لا سيما الملحون.
وعلى مستوى مسابقة الأفلام القصيرة، فاز الفيلم المالي «والون وولا» للمخرج فوسينيي مايغا بالجائزة الكبرى (نجيب عياد)، في حين حصل الفيلم الكونغولي «لوبي إيكوسيمبا» للمخرج كومبوكا مايين، على جائزة لجنة التحكيم (بولان سومانو فييرا)، واهتدت اللجنة إلى توجيه تنويه خاص للفيلم الروندي «طائر بلا أجنحة يطير» للمخرج ريمي ريموغابي.
وقال الحبيب المالكي، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، إن الدورة 24، شهدت مشاركة مجموعة من المخرجين والممثلين وكل الفاعلين في الصناعة السينمائية في إفريقيا.
وأكد الحبيب المالكي أن FFICAK بات منصة للقاء المبدعين الأفارقة الذين يطورون النقاش حول المواضيع الإنسانية المشتركة التي يجب أن تحضر في الأعمال السينمائية، ومن ثم الرفع من مستوى الفن السينمائي داخل القارة.
وأشار المالكي إلى أن جل الأفلام التي شاركت في هذه الدورة، التي نظمت من 11 إلى 18 ماي الجاري، اهتمت بقضايا الإنسان الإفريقي، في هذا الحدث الاستثنائي الذي اختير هذه السنة أن تكون مكرمته السينما المالية.
من جهته، تحدث عز الدين كريكان مدير المهرجان، عن الصعوبات التي واجهت إدارة FFICAK، في إنجاح هذه الدورة والإعداد لها، منذ شهر يونيو 2023.
ووجه عز الدين كريكان، تحية خاصة، لكل الجهات التي بقيت مدعمة للمهرجان ولم تتخل عنه، خصوصا أنه أصبح لقاء إفريقيا بامتياز، يستقبل ضيوفا من مختلف البلدان، مشددا على أنه لولا الدعم المتواصل لما استمرت جمعية النادي السينمائي خريبكة في تنظيم المهرجان.
وشهد حفل اختتام هذه الدورة من المهرجان، تكريم الممثلة الإيفوارية ناكي سي سافاني، التي قالت إنها فضلت الحضور لمهرجان خريبكة، على أن تذهب لمهرجان «كان» بفرنسا الذي ينظم من 14 إلى 25 ماي.
وعبرت ناكي سي سافاني عن شكرها لهذا الاهتمام من قبل المهرجان الدولي للسينما الإفريقية التي ليست غريبة عنه، بحكم مشاركتها في دوراته أيما مرة، مشددة على ضرورة الحفاظ على هذا التقليد الذي يجمع بين مهنيي وصناع السينما من مختلف دول القارة.
خريبكة: يوسف الخيدر