كوريا الجنوبية تعلن عن أكبر تدريبات بالذخيرة الحية والشمال صامت

أعلنت كوريا الجنوبية أول أمس الأربعاء عن مناورات عسكرية برية وبحرية تتضمن أكبر تدريبات على الإطلاق بالذخيرة الحية قرب كوريا الشمالية بينما كان التوتر قد بدأ يتراجع في شبه الجزيرة الكورية بعد هجوم بيونجيانج على جزيرة كورية جنوبية. وتأتي التدريبات التي تجري غدا الخميس وتشارك فيها المدفعية وطائرات مقاتلة وأكبر عدد من الأفراد في تدريب في زمن السلم بعد تدريب بالذخيرة الحية للمدفعية الكورية الجنوبية يوم الاثنين على جزيرة يونبيونج الواقعة قرب الحدود البحرية بين الكوريتين ومن المرجح أن تثير حنق بيونجيانج.
وقال البريجادير جنرال جو أون شيك في بيان «سنتأكد من توجيه ضربة موجعة إذا حاول الشمال تكرار الموقف الذي حدث عند القصف المدفعي لجزيرة يونبيونج».
ولم يرد أي رد فعل من كوريا الشمالية وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية تقارير عن زيارة الزعيم كيم جونج إيل لمحطة للطاقة. كما أعلنت كوريا الجنوبية أنها بدأت يوم الأربعاء تدريبات بالذخيرة الحية تستمر ثلاثة أيام قبالة ساحلها الشرقي.
ولم يذكر مسؤول إعلامي بوزارة الدفاع في سول تفاصيل لكن وكالة أنباء يونهاب قالت إن التدريبات تجرى على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوبي الحدود البحرية مع كوريا الشمالية ويشارك فيها ما لا يقل عن ستة زوارق بحرية. وعرضت كوريا الشمالية هذا الأسبوع السماح بعودة مفتشي الأمم المتحدة على برنامجها للأسلحة النووية مما صعد تكهنات بشأن استئناف المحادثات السداسية لنزع سلاحها. وتنفس العالم الصعداء لمرور الأزمة.
وسئل ضابط في الجيش الكوري الجنوبي ما إذا كان القصف المدفعي لجزيرة يونبيونج الشهر الماضي وراء التدريبات البرية الجديدة فقال «نعم.. أنها استعراض للقوة في مواجهة هذا». وذكر أن بلاده قامت بتدريبات في أكثر من 50 مناسبة لكن حجم التدريبات الجديدة لم يسبق له مثيل.
وستجري التدريبات في منطقة بوتشيون على بعد يقل عن 50 كيلومترا إلى الشمال من قلب العاصمة الجنوبية سول.
وأجرت كوريا الجنوبية مزيدا من التدريبات بالذخيرة الحية في الجزيرة يوم الاثنين مما زاد المخاوف من نشوب حرب شاملة ولكن كوريا الشمالية لم ترد. وبدلا من ذلك عرضت قبول المفتشين النوويين الذين قامت بطردهم من قبل.
ولكن محللين قالوا انه لم يعرف مدى حرية الحركة التي ستتاح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لان كوريا الشمالية حدت من رقابتهم في الماضي. وأضافوا أيضا أن مصدر القلق الرئيسي هو ما إذا كانت هناك مواقع نووية أخرى غير معروفة خارج يونجبيون.
وتشتبه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في أن كوريا الشمالية لديها مزيد من المواقع الجاهزة لتخصيب اليورانيوم خارج يونجبيون وهو المجمع الذي يعد محور برنامج أسلحة البلوتونيوم الكوري الشمالي.
وقالت كوريا الشمالية التي رفضت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2002 وطردت المفتشين في أبريل الماضي إنها لا تريد تخصيب اليورانيوم إلا للمستوى المنخفض المستخدم في صنع وقود لبرنامج مدني للطاقة النووية. ولكن من أجل التحقق من ذلك تحتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حرية اطلاع مستمرة دون قيود على كل أنشطة كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم.
ومازال مجلس الأمن الدولي يواجه طريقا مسدودا في جهوده لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية ولكن امتناع كوريا الشمالية عن الرد على مناورات كوريا الجنوبية يوم الاثنين الماضي بالإضافة إلى العرض المتعلق بالمفتشين النوويين أتاحا فرصة لالتقاط الأنفاس.

Top