لا تراجع ولا استسلام

فجر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، صباح أمس الاثنين مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أعلن عن رفض القرارات الصادرة عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بخصوص الأحداث التي رافقت تنظيم كأس إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر.
كان لقجع محقا مائة في المائة، في اتخاذ قرار استئناف القرارات الأخيرة بخصوص «الشان» بنسخته الجزائرية، والتوجه إلى لجنة الاستئناف التابعة لجهاز (الكاف)…
لقجع أوضح خلال مروره ببرنامج «مارس أطاك» بمحطة (راديو مارس) أن القرارات غير منصفة بالمرة، ولا تصل لحجم الأضرار التي لحقت بالمغرب، كدولة ذات سيادة، كما لم تعالج الخروقات الكبيرة المرتكبة من طرف الحكام الجزائريين.
فمباشرة بعد صدور بلاغ لجنة التأديب، استكملت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إجراءات ملف الطعن، والاعتراض عليها أمام لجنة الاستئناف التابعة لـ (الكاف)، مثلما يخول لها القانون، بل يمكن اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (الطاس)، في حالة عدم اتخاذ عقوبات في حق الجانب المخالف، كما تنص على ذلك قوانين (الكاف) نفسه.
معلوم أن بلاغ هذه اللجنة، أوضح أن المغرب، ليس مسؤولا عن أسباب غياب منتخبه عن التظاهرة، كما أقر بارتكاب خروقات فادحة خلال حفل الافتتاح، بتصريف الحسابات السياسية أثناء تظاهرة رياضية، وهو ما تحرمه كل قوانين التنظيمات والهيئات الرياضية الدولية.
ورغم الإقرار بوجود كل هذه الخروقات وعلى جميع المستويات، فإن لجنة (الكاف)، قررت عدم معاقبة الاتحاد الجزائري، رغم وضعه عراقيل مع سبق الإصرار والترصد، للحيلولة دون سفر المنتخب المغربي في رحلة خاصة، انطلاقا من الأراضي المغربية، ووصل التمادي درجة عالية من الخطورة، بعد الخطاب السياسي الذي ألقاه المرتزق الجنوب إفريقي حفيد نيلسون مانديلا خلال ما سمي بحفل الافتتاح بطولة.
قال لقجع خلال نفس الحلقة: «سنطالب بالبث عاجلا في هذا الاستئناف، لأن نسخة أمم أفريقيا للناشئين وشيكة في نفس البلد (الجزائر) وينبغي توضيح الصورة، إذا لم يتم إنصافنا فلن يكون لدينا خيار سوى اللجوء لهيئات رياضية دولية أعلى».
فجهاز (الكاف) بضعفه الواضح للعيان سعى فقط إلى إرضاء الخواطر، وتهدئة الأوضاع، عوض تطبيق حرفي للقانون، لكن ليس على حساب مصالح المغرب، وقيمته وسيادته وقضاياه الأساسية.
فالسيناريو البئيس والمتخلف الذي أعدته الطغمة العسكرية المتسلطة على رقاب الشعب الجزائري، لا يجب أن يبقى بدون عقاب، وإلا سيتم التشجيع مستقبلا على ارتكاب خروقات أخرى، وتحويل التظاهرات الرياضية داخل القارة الإفريقية، إلى منصة لتصفية الخلافات السياسية، ومهاجمة الدول الأعضاء…
برافو، وليتواصل الصمود بنفس القوة والصلابة، في الدفاع عن الحضور المغربي، بقيمة وعنفوان، والانتصار الدائم لقيم العدالة، وتكافؤ الفرص والإنصاف…

>محمد الروحلي

Related posts

Top