مجمع الفوسفاط

أشرف جلالة الملك بإقليم الفقيه بنصالح على وضع الحجر الأساس لإنشاء «مغسلة الحلاسة»، وهي الأكبر من نوعها في العالم، وستساهم في رفع طاقة الإنتاج بفضل التدابير الجديدة التي طورها المجمع الشريف للفوسفاط في مجال التخصيب، كما ترأس جلالته أيضا افتتاح مغسلة ثانية بمنطقة مراح لحرش بإقليم خريبكة.
إن الخطوة المشار إليها تمثل واحدا من أضخم مشاريع المجمع، وتأتي ضمن ظرفية دولية مساعدة في مجال تصدير الفوسفاط، ما يجعل الإقدام على استثمار كبير من هذا الحجم خلاصة قراءة منتبهة لمميزات هذه الظرفية، ويحسب ذلك لفائدة مسؤولي وخبراء «الأو. سي.بي».
أما الميزة الثانية التي تضمنتها تفاصيل المشروع، فهي إعلان المؤسسة أنها ستسند أمر إنجاز 65 في المائة من أشغال المشروع إلى مقاولات مغربية، وهذه الخطوة تأتي لتعزز مبادرات أخرى أطلقها مجمع الفوسفاط، عبر مبادرة «مهارات م.ش.ف»، ومن خلال  مواكبة مشاريع الشباب المحدثة لفرص الشغل، وأيضا دعم التمدرس وغيرها…
وهناك مسألة أخرى لافتة للانتباه أيضا في المشروع الجديد، وهي أن م.ش.ف لن يستعمل إلا المياه المستعملة لمدينة خريبكة، ولتحقيق ذلك أنجز بنية تحتية لهذه الغاية، حيث أحدث محطة لمعالجة المياه العادمة ستوفر خمسة ملايين متر مكعب من الموارد المائية، وتسخر أساسا في غسل وتخصيب المعدن الخام للفوسفاط، وهذا ما سيساهم ليس فقط في نقص الضغط المائي، وإنما أيضا في توفير الطاقة، وفي الحد من تلوث الجو، وكل هذا المجهود يندرج ضمن سعي المؤسسة إلى مضاعفة إنتاجية منشآتها المنجمية والصناعية، من دون الرفع من استهلاك المياه، حيث يتوقع أن يصل مستوى التقليص إلى 15 في المائة.
إن المعاينات الثلاثة، التي أوحى بها المشروع الاستثماري الجديد للمجمع الشريف للفوسفاط، تؤكد ريادته، وقدرته على صنع النجاح، ومن ثم تتأكد الحاجة إلى تثمين النجاح المذكور بما يحوله إلى قاطرة للإقلاع والتنمية ليس فقط في المناطق المنجمية، وإنما في البلاد كلها.
لقد أعلنت المؤسسة أنها خصصت أزيد من 25 مليار درهم لدعم استثماراتها الصناعية في خريبكة في أفق عام 2020، كما أنها تهدف إلى مضاعفة قدرة استخراج الفوسفاط إلى 55 مليون طن، وإلى تحسين الإنتاجية والتقنيات الصناعية بغاية خفض التكاليف بنسب تتراوح بين 30 و 40 في المائة.
وتعتبر هذه المبادرات والمشاريع، خاصة التي تستهدف منطقة خريبكة وساكنتها وشبابها، من تجليات التفاعل الإيجابي للم.ش.ف مع أوضاع ومطالب الساكنة المجاورة، وتعبيرا عن هوية مواطنة للمقاولة الحريصة على تقوية مرتكزات التنمية المحلية في محيطها الصناعي والمنجمي والاجتماعي.
[email protected]

Top