مدرب غادر وآخر قادم …

أعلن فريق الرجاء البيضاوي بداية هذا الأسبوع عن انفصاله مع المدرب  التونسي لسعد جردة الشابي، بعد ثمانية أشهر من الإشراف على الإدارة التقنية للفريق الأخضر، توج خلالها بلقبي كأسي محمد السادس والاتحاد الإفريقي.
القرار اتخذ على عجل، خلال اجتماع عقد على خلفية مجموعة من التطورات، وخاصة التصريحات الإعلامية التي أدلى بها المدرب التونسي، بعد مباراة الديربي أمام الوداد، والتي انتقد فيها التعاقدات التي أبرمها الفريق مع اللاعبين الأجانب.
والملاحظ أن التعاقد مع هذا المدرب الذي خلف جمال السلامي خلال شهر أبريل من السنة الجارية، لم ينعم بالثقة المطلوبة من طرف محيط النادي، إذ كان دائما عرضة للانتقاد وكثرة الملاحظات، إلى درجة وجد نفسه مهددا على الدوام بالإقالة، كما أكد ذلك في تصريح للصحافة، عقب التوصل إلى قرار الانفصال بالتراضي.
ولعل التساؤل الأزلي الذي يقفز إلى واجهة الأحداث، يهم المعايير التي تتحكم في أسس الاختيار، والمعطيات التي يتم الاحتكام إليها، لحظة مناقشة السير الذاتية الخاصة بالمدربين المرشحين، وهل تمت استشارة أطر تقنية متمكنة؟…
أسئلة تبقى دائما بدون أجوبة شافية، والمؤكد أن الإشكال لا يهم الرجاء وحدها، بل يشمل الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، حيث يغيب احترام التخصص، وانفراد الرئيس بكل السلط، بما في ذلك الجانب التقني الذي يتطلب التخصص والاعتماد على تقنيين أكفاء.
فعندما قررت إدارة الرجاء التعاقد مع الشابي، هل بنت اختيارها على أسس واضحة ومعطيات مضبوطة ومدروسة؟ اختيار لابد وأن يراعي خصوصيات النادي، وتركيبة تشكيلته، مع مراعاة إمكانياته، كتجربة وكمسار مهني…
فإذا كان الجواب بنعم، فكيف وضع هذا المدرب دائما، ومنذ التعاقد معه، بخانة المؤقت والمهدد في أي لحظة بالإقالة؟
المتعارف عليه، أن هناك دورا مؤثرا للوسطاء في عملية التعاقدات، سواء تلك الخاصة باللاعبين أو المدربين على حد سواء، لكن المشكل الحقيقي، يتعلق بالطريقة التي تتعامل بها إدارات الأندية مع هؤلاء الوسطاء، بمن فيهم الدخلاء الذين ازداد عددهم، وكثر تواجدهم بكل الفضاءات والمواقع، حيث اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد المتتبع قادرا على التمييز بين الصالح والطالح، وبين الرسمي والمزور، وبين المعتمد الرسمي، وبين “الشناق” الظاهر/ الخفي.
إدارة الرجاء لم تتأخر في الإعلان عن اسم المدرب الجديد، وهو البلجيكي مارك فيلموتس، ويبدو أن المفاوضات كانت تباشر منذ مدة، والدليل على ذلك السرعة التي أعلن بها عن خليفة لسعد الشابي، بعد ساعات فقط من الانفصال عنه.
لتتكرر مرة أخرى نفس الأسئلة، بخصوص المنطقات وأسس الاختيار؟…

>محمد الروحلي

Related posts

Top