مدرب منتخب كرة القدم طارق السكتيوي: نطمح لتتويج مسارنا بميدالية أولمبية نستحقها

في المنطقة المختلطة التي تعطي للصحفيين الحق في ملاقاة اللاعبين وأفراد الطاقم التقني، نصطدم في كل مرة بحالتين مختلفتين…

ففي حالة الفوز نتمكن من محاورة اللاعبين وأخذ تصريحات، أما عند الهزيمة كما حدث أمام أوكرانيا وإسبانيا، فلا أحد يقف بالممر الخاص بهذا الغرض، كما يمتنع الجميع عن الأداء بتصريحات أو تقديم أراء، باستثناء الحارس منير المحمدي والمدرب طارق السكيتيوي…

وفي هذا الإطار حاورنا للمرة الثانية هذا المدرب الشاب الذي يواصل مساره بكثير من الإصرار والتحدي والرغبة في كسب مكانة خاصة على مستوى التدريب.

ومباشرة بعد مباراة إسبانيا كان لنا هذا الحوار الذي باح من خلاله بكثير من المعطيات، والمعاني التي يمكن أن تخلف الكثير من القراءات…

أي قراءة للمدرب طارق السكيتيوي، للمباراة ضد إسبانيا، وأسباب الهزيمة غير المستحقة؟

كان لدينا إيمان قوي بقدرتنا على التأهل إلى النهائي والمنافسة علي الميدالية الذهبية. لكننا اصطدمنا بخصم عنيد ومتمرس، ولديه لاعبون بمؤهلات ذهنية وتقنية كبيرة جدا، كما يتمتعون أيضا بالخبرة.

صراحة لم تكن مقابلة سهلة. كان هناك فريقان على أرضية الملعب، فريقان يعيان ما يجب فعله سواء دفاعيا أو هجوميا.

وكما قلت سابقا بأن المباراة ستلعب على بعض التفاصيل، وهذا ما حدث فعلا. وفي العشرين دقيقة الأولى قمنا بعدة أخطاء تكتيكية، وكنا متسرعين بإهدار كرات عديدة.  أصلحنا فيما بعض هذه الأمور، ودخلنا في المباراة بشكل أفضل. تمكنا من التسجيل من ضربة جزاء. بعدها أدرناها بطريقة جيدة اطوار المواجهة، خصوصا الـ12 دقيقة الأخيرة، حيث قمنا بخفض الإيقاع إلى أن أنهى الحكم الشوط الأول.  

في الشوط الثاني أصلحنا بعض الأشياء وعلمنا أن الخصم سيكثر من الحملات الهجومية في محاولة العودة في المقابلة، لكن كنا مستعدين من الناحية التكتيكية. حاولنا محاصرتهم في منطقة لعبهم المفضلة وحاولنا على قدر الإمكان تعقيد مأموريتهم في مساحة الخطر. ورغم أنهم استحوذوا على الكرة وخلقوا عدة هجمات، فخطورتهم لم تكن كبيرة جدا في الشوط الثاني.

ولكن هدف التعادل الإسبان أربك نوعا من أداء المنتخب المغربي؟

أظن أن الهدف الذي سجلناه أيقظهم وجاء في وقت كنا الأفضل من حيث التركيز والهجمات المرتدة. أعتبر النتيجة درسا للاعبين الشباب، لكي يعلموا أن هناك ظروف تفرض عليك اختيارات معينة وليس عييا أن تقوم بتشتيت الكرة في إحدى اللحظات، ورفع الإيقاع. كنا سنكون في غنى عن الهدف الذي جعلهم خطرين وأدخلهم في مرحلة قوة لمدة 12 إلى 15 دقيقة. الحمد لله لم يسجل علينا هدف، وبعدها رفعنا الإيقاع أكثر ونحو الأمام لكي نرغم الخصم لكي يرسل الحارس كرات طويلة للوسط وصوب المهاجمين.

فقد نجحنا في ذلك، وحصلنا على الكرة بنجاح. وفي الوقت الذي أصبحنا فيه أفضل، استمرت المباراة إلى حدود الدقيقة التي تمكن الإسبان من التسجيل من خلال سهو في التغطية لمساحة 5 خطوات. الهدف كان صعبا وجاء في وقت حرج وسيء بالنسبة لنا. لم يترك لنا المجال حتى لردة الفعل، رغم أننا حاولنا ذلك.

فقد أخرجنا مدافعا وأقحمنا مهاجما، لكن الوقت كان قصير لكي تكون هناك ردة فعل. عموما هناك حسرة كبيرة جدا، ولكن علينا الانتقال إلى أمر آخر في أسرع وقت لأنه تنتظرنا مقابلة يوم الخميس وتنظرنا ميدالية أولمبية، وسنحاول أن نمنح المغرب ميدالية سنكون عبرها قد أنجحنا بنسبة 90-95 في المائة هذه المشاركة.

خلقتم الكثير من الفرص وفشلتم في التسجيل، ما هي الأسباب في نظرك، خاصة أنه كان بمقدورنا التقدم بعدما أدرك الخصم التعادل؟

قلة التركيز أو الضغط أو الرغبة الكبيرة في التسجيل. أعتقد أنها كلها عوامل لعبت دورا من الناحية السيكولوجية على اللاعبين. فأحيانا الإرهاق الذهني يؤثر على أدائك مثلا في التمرير أو التسديد. كما قلت صنعنا فرصا كثيرة. وهنا أتذكر رأسية ريتشارسون وأيضا تسديداته ومتابعة بن الصغير وفرصتين للزلزولي. حقيقة كان بإمكاننا على الأقل أن نخرج متعادلين.

لاحظنا أيضا أن المنتخب الإسباني ركز على الجهة اليسرى من الدفاع، والتي جاء منها هدف التعادل، كما أنهم واصلوا اللعب عليها بعد ذلك، ألم يكن ممكنا أن تنتبهوا إلى هذه النقطة؟

ماذا سأقول؟ لقد قاموا بتغييرات في الرواقين الأيمن والأيسر بإشراك لاعبين قادرين على الصعود والعودة إلى منطقتهم. كما قلتم استغلوا الجانب الأيسر من دفاعنا، لكننا كنا خطرين في المرتدات. هذا كان خيارا يتوجب علينا القيام به. أحيانا تلعب وقف ما يتوفر لك في دكة البدلاء، وكما يقال “فوق طاقتك لا تلام”.

كيف ستواجهون مصر في مباراة المركز الثالث؟

سندافع عن حظوظنا بغض النظر عن هوية الخصم. إنها ميدالية برونزية. ويجب أن نكون أذكياء نعود إلى أرض الوطن بهذه الميدالية. وأيضا حتى لا تذهب هذه المجهودات التي قام بها اللاعبون هباء.

وماذا عن دور الجمهور ؟

لدينا أعظم جمهور في العالم. بكل صراحة أشكرهم كثيرا. وإذا كان لديهم بعض الإحباط، فلأننا لم نستطع إسعادهم.

حاوره بمرسيليا: محمد الروحلي

Top