مذكرة تفاهم الوداد والرجاء.. فبأي ذنب قتلت؟

لوح رئيس فريق الرجاء البيضاوي عادل هالا بجر رئيس فريق الوداد البيضاوي هشام أيت منا إلى لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية والمغربية لكرة القدم وإلى القضاء.

جاء ذلك عقب تصريح إذاعي لأيت منا اعتبرته فعاليات الرجاء مسيئا لناديها ولكرة القدم الوطنية.

وفي رد أولي أصدرت إدارة الرجاء بلاغا عبرت فيه عن استغرابها من تصريحات وصفتها بالخطيرة جدا ولا أساس لها من الصحة، مشيرة إلى أنها ليست أول مرة يتم التطاول فيها على شؤون ناديها دون مراعاة لأي ميثاق أخلاقي.

وفي ختام البلاغ، أعلن الرجاء أنه قرر تقديم شكاية عاجلة لدى كل الجهات المعنية القضائية أولا، ثم الهيئات  المسؤولة عن الشأن الرياضي في بلادنا في مقدمتها جامعة كرة القدم.

وتأتي تصريحات رئيس الوداد ضجة وتفاعلا في مدار الكرة الوطنية، في ظرف يسعى فيه الفريقان لتجويد المردود الفني وتحسين موقعهما في سبورة الترتيب، وفي زمن تعيش فيه كرة القدم الوطنية في قمتها تألقا و إشعاعا دوليا والوطن يستعد لاحتضان المونديال في ملف ثلاثي مشترك.

والرهانات تفرض مساهمة الوداد والرجاء بفعالياتهما بأبهى الصور وأجمل المبادرات انخراطا في التحول الذي يشهده المجال الكروي في بلادنا.

واندلاع المشكل يؤكد اتساع الهوة واستمرار الصراع الأزلي بين الجارين رغم اعتبارهما قاطرة الكرة الوطنية، وهما في نفس المدينة والجهة، تجمعهما وحدة التاريخ والجغرافيا  والقضايا والمصير، مسارهما معا يمتد منذ 75 سنة عند التحاق الرجاء بالميدان سنة 1949.

ونتساءل هل يمكن تذويب الخلافات بين الطرفين وفتح جسور التعاون والتآزر والتآخي؟ وفي مصلحة من هذه المعارك ومن يغذيها؟ خاصة وأن الرياضة بمؤسساتها وفعالياتها تدين الشغب وتصر على لعن موقظ الفتنة، كما تدين كل ما يقسم الجمهور و يمزق وحدته.

ونتساءل كذلك عن مآل مبادرة مذكرة التفاهم التي وقعها الوداد والرجاء برئيسيهما  الغائبين اليوم، سعيد الناصري ومحمد بودريقة، في حفل احتضنه فندق كبير في الدار البيضاء  مساء الجمعة 26 شتنبر 2014، بحضور وزير الشباب والرياضة آنذاك محمد أوزين ورئيس الجامعة فوزي لقجع ومجموعة من المنتخبين أعضاء في مجلس المدينة.

ومن بين ما حمله مضمون مذكرة التفاهم مبادرة تأسيس مؤسسة الوداد والرجاء للأعمال الاجتماعية، وإنشاء مراكز للتكوين لفائدة الشباب، والانخراط في إنجاح جميع الاستحقاقات الرياضية القارية والدولية، والترافع المشترك حول قضايا المؤسستين.

وللأسف تعذر تنزيل أهداف الاتفاقية وتأكد أنها ولدت ميتة، فبعد شهرين فقط عن توقيعها جاء الديربي في  نسخته الـ117 شهر نونبر ليكشف استمرار الصراع الثابت بين الطرفين بتزكية من الراغبين في تكريس التصدع والتنافر.

ولم يقو المسيرون والرياضيون المقتدرون على تغليب الروح الرياضية ربما لوجود من تمرسوا على نشر الفتنة بمختلف أشكالها وسط الجماهير الرياضية وإفساد الناس على الناس. ونتأسف كيف فكر ذوو النيات الحسنة في مبادرة هي الأولى تاريخيا تؤلف بين الوداد و الرجاء خدمة للشباب.

مذكرة تفاهم، فبأي ذنب قتلت؟

محمد أبوسهل

تصوير: عقيل مكاو

Top