مع مبدعين من داخل الحجر الصحي

الفكاهي بوشعيب السفاج:أجمل حدث عشته هو يوم إرسالي لتنشيط وإدخال البهجة والسرور على جنودنا المرابطين بالصحراء

تشتمل هذه السلسلة على حوارات مع مبدعات ومبدعين من مشارب مختلفة، تختلف اهتمامتهم واتجاهاتهم الإبداعية، لكنهم يلتقون حول نقطة بعينها، ألا وهي الصدق في العطاء الفني والطموح إلى التجديد.
في هذه الأيام المطبوعة بالوباء وبإكراهات الحجر الصحي، فتحوا لبيان اليوم صدورهم وتحدثوا لنا عن تجاربهم الإبداعية، عن معاناتهم، وعن أحلامهم وطموحاتهم.

< من هو بوشعيب السفاج؟  
> بوشعيب السفاح فنان و كوميدي من مواليد مدينة المحمدية سنة 1951 يقطن بحي لابيطا لأزيد من خمسة وثلاثين سنة، أب لأربعة أبناء، اقتحم عالم المسرح منذ خمسة وأربعين سنة، رفقة صديقه مهيول، حيث شكلا ثنائيا كوميديا تمكنا من خلاله من المشاركة في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والمهرجانات، تمكن من فرض أسلوبه المسرحي والهزلي الهادف،  لعب عدة أدوار في مسلسلات تلفزيونية منها (سير حتى تجي، عائلة سي مربوح، … الهاربان، ….)، كما أنجز مع زميله مهيول سكتيش الهاربان، باستعمال الأشرطة التقليدية ( الكاسيط)، كما شارك وأخرج عدة مسرحيات ( الحادكة في الميزان، سيدي هدي ، خير وسلام، …)، وقبلها العشرات من المسرحيات في إطار مسرح الهواة. ويحتفظ في دولاب أرشيفه، بمسرحيات خاصة بالأطفال، في الوقت الذي لم يكن فيه اهتمام بمسرح الطفل، نذكر منها (عمتي الغولة، العائلة السعيدة، الذئب، الخروف  …. )، ونال مجموعة من الجوائز الوطنية بمشاركته في عدة مهرجانات.

< ما هي المهنة التي كنت ترغب فيها غير التي تمارسها الآن؟ 
> المهنة التي أحببتها ومازلت هي هذه التي أمارسها رغم كبر السنة والمرض، أي المسرح الذي أعتبره حياتي لأنه بمثابة البوابة التي يمكنني أن أصل من خلالها إلى جمهوري وأوصل له رسائل متعددة، رسائل تحاكي ما يختلجه وما يعانيه في صمت أحيانا فيضحك متناسيا كل الهموم.

< ما هو أجمل حدث عشته في مسارك الفني؟
> أجمل حدث عشته في مساري الفني هو يوم تم إرسالي لتنشيط وإدخال البهجة والسرور على جنودنا المرابطين بالصحراء المغربية لمدة شهر ونصف من خلال ثلاث مراحل، لدرجة أن البوليساريو وأعداء الوحدة الترابية سلطوا علينا قذائفهم بالليل في إحدى السهرات، كان معنا خلالها مجموعة من الفنانين، صورة لن تنمحي من ذاكرتي وأعتز بها أيما اعتزاز، فتحية عالية لجنودنا الذين يسهرون على حمايتنا و حماية بلدنا أينما كانوا.

<  ما هو أسوأ موقف وقع لك في مسارك الابداعي؟
> أسوأ موقف تعرضت إليه هو عندما ألم بي مرض حسبت نفسي ساعتها من الأموات، وكان ذلك سنة 2017 ، لولا أنه ما زال في العمر بقية، و الحمد والشكر لله، و من هذا المنبر لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لمن كانوا بجانبي في تلك الوعكة خصوصا مؤسسة الطاهر للأعمال الاجتماعية.

< ما هو الشيء الذي كنت تطمح إليه ولم يتحقق لحد الآن؟
> الشيء الذي أطمح إليه و مازال لم يتحقق هو زيارة المقام المحمود بالكعبة المشرفة لقضاء مناسك الحج رفقة زوجتي الله يحفظها، ونحن قد بلغنا هذه السن، مطمح يتوق إليه كل مؤمن بالله و قضائه، فاللهم نسأله الاستجابة « ولهلا يحرمنا منو يا رب « ، كما أتمنى أن يتم الاهتمام بالفنانين الذي أعطوا كل ما يملكون في سبيل إعلاء المجال الفني خاصة الأوائل الذين يعانون في صمت.

< ما هي نصيحتك لشباب اليوم؟
> نصيحتي لشباب اليوم هي المثابرة والجد، فعالم اليوم ليس هو عالم الأمس، فاي مجال يتطلب من صاحبه أن يكون ملما بالعلم والثقافة، كما أدعوهم أن يبحثوا عما يمكنهم من الاستمرارية و الدوام في المجال الفني.

< كلمة أخيرة؟
> أشكر جريدة بيان اليوم الرائدة التي عاهدتنا دائما على تواصلها مع الفنانين و المبدعين ودعمهم وتشجيعهم من خلال المواكبة، كما أقول لجمهوري الحبيب أن السفاج مازال حاضرا و بحول الله سترونه في الجديد من الأعمال، ولا نسأل الله عز وجل سوى الصحة والسلامة والعافية.

> سلسلة من إعداد: محمد الصفى

Related posts

Top