عبرت أزيد من 850 منظمة غير حكومية صحراوية، عن إدانتها الشديدة لمشاركة زعيم البوليساريو في القمة الأفريقية الأوربية التي ستختتم أشغالها يومه الجمعة ببروكسيل.
واعتبرت هذه المنظمات الغير حكومية الناشطة في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، في رسالة موجهة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وإلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وإلى رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، (عبرت) عن استنكارها واستغرابها لمشاركة القائدة العسكري لجبهة البوليساريو المسؤول عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واختلاس المساعدة الأوروبية، معربة عن رفضها وعدم تفهمها لهذه المشاركة.
وأثارت المنظمات الغير حكومية الصحراوية انتباه المسؤولين الأوربيين إلى وضعية الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بجنوب الجزائر، قائلة “نحن قلقون لأن أقاربنا المحتجزين في مخيمات تندوف معرضون لخطر كبير، ومعتقلون في مخيمات ذات طابع عسكري تفتقد للمرافق الصحية وللفضاءات التي تمكنهم من التمتع بحقوقهم الأساسية”.
وعبرت هذه المنظمات عن قلقها العميق بشأن مصير الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، موضحة أن هؤلاء السكان يعيشون في وضعية “انتهاك مستمر” للقانون الدولي من قبل الجزائر التي تضرب بعرض الحائط القرارات العديدة لمجلس الأمن الدولي، وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين، وترفض إحصاء وتسجيل اللاجئين ليستفيدوا من الحقوق الأساسية المتعلقة بوضعهم بموجب المواد من 17 إلى 24 من الاتفاقية الأممية، ولاسيما الحق في اختيار محل إقامتهم، والسفر والعمل.
وأعربوا عن أسفهم لكون الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف يتعرضون بشكل منتظم لسوء المعاملة من طرف قادة “البوليساريو”، مضيفين أنه إذا تجرأ هؤلاء المحتجزون على المطالبة بحريتهم في التعبير، فإنهم يتعرضون للتعذيب والقمع، كما يشهد بذلك تقرير “الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة”.
واعتبرت المنظمات غير الحكومية الصحراوية الـ852 أن “تقارير من هذا القبيل ليست للأسف سوى أحدث إقرار رسمي بأن السلطات الجزائرية ومرتزقة البوليساريو يلجئان لممارسة الاعتقال التعسفي ولاستخدام القوة في مخيمات تندوف”، داعية قادة الاتحاد الأوروبي إلى ضمان تحمل البلد المضيف، وهو الجزائر، مسؤوليته إزاء اللاجئين المقيمين فوق ترابه.
كما نبه الموقعون على الرسالة، إلى ما يقع من اختلاس مستمر للمساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي، من طرف الجزائر وصنيعتها البوليساريو، مشيرين إلى أنه “على الرغم من الإدانات العديدة، فإن تحويل مساعدات الاتحاد الأوروبي لايزال للأسف متواصلا بغرض تمويل هذه المجموعة المسلحة (البوليساريو) بدلا من تحسين حياة السكان في المخيمات”.
وذكرت هذه المنظمات الغير حكومية، بموقف المكتب الأوروبي لمكافحة الغش التابع للمفوضية الأوروبية الذي شجب سنة 2015 عمليات الاختلاس “الاحتيالية والممنهجة” للمساعدات الإنسانية والأموال الأوروبية، مشيرين إلى أن تلك الاختلاسات تتم بسهولة بالنظر لغياب البيانات التي كان من الممكن أن يوفرها إحصاء المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
يشار إلى أن المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، كان قد صرح أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بجبهة البوليساريو، وأن موقفه لم يتغير بهذا الخصوص، كما أنه لم يوجه لها أية دعوة لحضور القمة الأوروبية الإفريقية.
وقال بيتر ستانو في التصريح الذي نشره الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية إن دعوة الاتحاد الإفريقي للبوليساريو ” لا تغير موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الصحراء الغربية، فموقنا لم يتغير، كما لم تعترف أي دولة عضو في الاتحاد الاوروبي بتلك الجمهورية”.
محمد حجيوي