من يواصل المسار؟

تتركز  أنظار عشاق كرة القدم على مستوى العالم العربي مرة أخرى إلى مدينة الدار البيضاء، حيث الموعد الهام مساء يومه السبت على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، والمناسبة مباراة العودة بين قطبي الكرة المغربية الوداد والرجاء البيضاويين.
كل المعطيات تؤكد أن قمة إياب دور ثمن النهائي لبطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال تستوفي كل شروط الإثارة والمتعة والندية، وهي المميزات التي من الصعب أن تجتمع في موقعة واحدة، وهذا ليس بغريب على ناديين كبيرين بمواصفات عالمية.
وكالعادة ستعرف المباراة حضورا جماهيريا قياسيا، يجعل منها على مدى التاريخ عرسا كرويا كبيرا، وموعد قارا للمتعة، من حق عشاق الفن الجميل الافتخار به، نظرا لقيمته ليس فقط على مستوى العالم العربي، ولكن بمقاييس العالمية التي نجدها في كبريات الديربيات بأوروبا وأمريكا اللاتينية، وهذه القيمة تؤكدها تقارير كبريات الوكالات العالمية التي تصنف الديربي من أفضل الديربيات بمختلف القارات.
وكيفما كانت نتيجة الديربي مساء اليوم، فإن إقصاء أحد الفريقين يعد بالفعل خسارة كبيرة لهذه التظاهرة، نظرا لوزن وقيمة الناديين الكبيرين، خاصة وأن القرعة التي يقال إنها لم تكن موجهة، حكمت بهذه المواجهة المبكرة القاسية حقيقة، والتي ستفرض الخروج المبكر سواء للوداد أو الرجاء.
كان المؤمل هو وصول الحمراء والخضراء معا إلى المباراة النهائية التي ستجرى بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وأغلب المتتبعين كانوا يدفعون في اتجاه إجراء قرعة موجهة، بإفراز رؤوس المجموعات تفاديا لاصطدام المرشحين الأقوياء في أدوار مبكرة، وهي الحالة التي نعيشها اليوم.
نتيجة التعادل التي انتهى بها لقاء الذهاب بهدف لمثله، ترجح كفة الوداد الذي سيكون مستضيف مباراة العودة،  إلا أن هذا لا يلغي أبدا حظوظ الرجاء، إذ من المؤكد أن المباراة ستكتسي طابع القوة والصعوبة للطرفين معا، ولا ينتظر كما حدث في الذهاب أن لا تكون السيطرة مطلقة لأي منهما، حيث يسيطر عادة التكافؤ على المواجهات، والامتياز تتحكم فيه تفاصيل وجزئيات صغيرة.
كل هذه الخصوصيات التي وقفنا عليها، تجعلنا ننتظر مباراة قوية، بحضور جماهيري قياسي، وتحكيم عربي نتمنى أن يكون موفقا في أدائه، وتنظيم يستوفي كل الشروط الضرورية، حتى نتابع قمة كروية تعد بالكثير من العطاءات.
فرجة ممتعة…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top