نجاحات الرجاء

نجاح قياسي حققه المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم بالوصول إلى تحقيق الرهانات التي وعد بإنجازها، هو نجاح قياسي بالنظر إلى مسالتين أساسيتين، أولها الظرف الزمني الذي تمكن خلاله من إنجاز المهمة، وثانيها حجم المشاكل والإكراهات التي ورثها عن سلفه، دون أن ننسى كثرة الالتزامات التي كانت تنتظر الفريق الأخضر الموسم الماضي بالمنافسة على مختلف الواجهات.
هذا النجاح عكسته إلى أبعد الحدود أشغال الجمع العام السنوي الذي كان بحق إطارا للنقاش والتفكير وتبادل الآراء وإسماع صوت المعارضة وأخذ الوقت الكافي للإنصات، دون السعي لتمرير القرارات، عن طريق الكولسة واتباع حيل وأساليب عفا عنها الزمن.
جاء المكتب المسير إلى الجمع العام حاملا معه حصيلة عمله، وضعها للنقاش دون قيد ولا شرط، طالبا رأي المنخرطين، والأكثر من ذلك إشراك حتى عموم المشاهدين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالعمل على النقل المباشر لأشغال الجمع، حيث نجح البث في استقطاب ربع مليون مشاهد، وهو رقم قياسي آخر للرجاء، مما يساهم في إعطاء الثقة في المؤسسة.
الأرقام التي وضعها المكتب المسير أمام الرجاء كانت تتحدث عن نفسها، أولها الوصول إلى تحقيق رقم قياسي على مستوى الحضور الجماهيري، من خلال التواجد بأعداد مهمة سواء داخل الدار البيضاء، أو باقي المدن المغربية وحتى خارج أرض الوطن، مما شكل حافزا كبيرا لتحقيق نتائج إيجابية، من جهة، ومن جهة ثانية، ضخ سيولة مالية بخزينة الفريق، عبر بيع بطائق الاشتراك وكذا تذاكر المباريات.
وفي هذا الإطار كانت الرجاء سباقة لعملية بيع تذاكر المباريات عبر الإنترنيت، وهو أول ناد مغربي يقدم على هذه الخطوة التي ساهمت في تحسين ظروف اقتناء التذاكر بالنسبة للجمهور، دون التنقل لشباك التذاكر أيام قبل المباراة، وتفادي البحث في السوق السوداء.
ودائما في إطار تواصل الرجاء مع محبيها، وتحسين جودة هذا التفاعل الإيجابي، والاستغلال الأمثل للتكنولوجيات الحديثة، ساهم التسويق الإلكتروني للمنتوجات الرياضية الخاصة احتفال الفريق بالذكرى السبعين لتأسيسه، خاصة على مستوى الأقمصة والقبعات، والتي حققت نسبة بيع فاقت 70%، ضخت مبلغا يناهز 582 ألف درهم في خزينة النادي
وكما قلنا في البداية، فإن المكتب المسير ورث تركة ثقيلة من المشاكل الطاحنة، ولعل أكثرها فداحة كثرة الملفات العالقة وطنيا ودوليا، وقد نجح في تسوية خمسين في المائة من النزاعات الموجودة بإدارة جامعة كرة القدم، كما تم حل أكثر من سبعين في المائة من النزاعات العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
تم أيضا إعادة فتح مركز التكوين الوازيس، والذي أغلق في عهد الرئيس السابق محمد بودريقة، بعد أن هدمه تهديما مقصودا وخربت جنباته، وهجر من كان به من لاعبين بمقتبل العمر، وتبين من خلال عملية إعادة تأهيل البناية، حجم التكاليف الذي تطلبتها عملية إعادة تشكيل هذه المنشاة الحيوية.
تم تشغيل إذاعة “راجا راديو” لنقل أخبار الفريق في إطار سياسة القرب مع الجماهير، وزيادة تسويق قيمة النادي، وتقول أرقام إدارة الرجاء إن هذه الإذاعة تصدرت قائمة المتبعين إفريقيا عبر (إنستغرام) و(يوتيوب)، متفوقة على الناديين المصريين الكبيرين الأهلي والزمالك، بـ 1.02 مليون متفاعل على (إنستغرام)، و4.15 مليون مشاهد على موقع (يوتيوب).
على مستوى النتائج، فازت الرجاء بلقبين قاريين هما كأس الإتحاد الإفريقي، وكأس السوبر الإفريقي، واحتلت الوصافة بالبطولة الوطنية، وتشارك هذا الموسم بعصبة الأبطال الأفريقية وكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
وبعد التصويت والمصادقة بالإجماع على كل النقاط، اتفق الجمع العام على منح الثقة للمكتب المديري قصد مواصلة متابعة تفاصيل مشروع خلق الشركة الرياضية للرجاء، وهذه من بين الملفات الشائكة التي حاول بعد المتربصين استغلالها لتفجير الأوضاع، خاصة وأن هناك من لم يرقهم هذا الاستقرار والتوازن الذي يعيشه النادي الأخضر حاليا.
عموما فالجمع العام للرجاء أعطى صورة حضارية عن الطريقة التي يسير بها الفريق، فالأسلوب الذي يتم به تسويق صورة النادي، وكيفية تدبيره من الناحية الإدارية، يوصف موضوعيا بالتدبير الاحترافي الناجح.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top