نجوم رياضية ساطعة -الحلقة 10

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

أحمد البهجة.. لاعب مثير للجدل (الجزء 1)

من منا لا يتذكر لاعبا “عض” المدرب الفرنسي للمنتخب الوطني هينري ميشال في نهائيات كأس العالم التي أقيمت بفرنسا سنة 1998.. هو أحمد البهجة، ازداد في دجنبر سنة 1970 بمدينة مراكش، وترعرع في أزقة المدينة القديمة مع أقران حيه، قبل أن يبزغ اسمه في دوريات الأحياء على طول السنة، خاصة تلك التي كانت تقام في شهر رمضان المبارك..
غير أن ما كان يعاب على البهجة هي مزاجيته التي شكلت عائقا أمامه لينضم للعديد من الأندية الأوروبية، واقتصر تألقه فقط في الدوري السعودي رفقة كل من النصر والاتحاد المحليين، وعرف عنه في سنوات التسعينيات بكثرة تصرفاته وتصريحاته “الغريبة” والمثيرة للجدل، ما جعله يتعرض للطرد في العديد من المباريات إضافة إلى توقيفه لمباريات أخرى..
جرى اكتشاف البهجة من طرف أحد المنقبين بمراكش، في إحدى دوريات الأحياء، فكانت البداية بمدرسة الكوكب المراكشي، ليتدرج مع مرور السنوات في كل الفئات السنية وصولا إلى الكبار الذي تألق مع ممثل مدينة النخيل سنة 1993، محرزا لقب الهداف ولقب البطولة الوطنية..
وكان البهجة سنة 1994 من اللاعبين المستبعدين من لائحة المنتخب المغربي الأول المشارك بنهائيات كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يضغط المدرب المرحوم عبد الله بليندة لضم هداف البطولة الوطنية وأحد أفضل اللاعبين في تلك الفترة..
دخل لاعب الكوكب المراكشي في اللقاء الأول للمنتخب الوطني المغربي ضد بلجيكا كبديل لمصطفى الحداوي في الدقيقة 68، قبل أن يلفت الأنظار بالمستويات التي قدمها أمام أنظار الناخب عبد الله بليندة، ليفرض نفسه على المدرب الذي أدخله في مباراتي هولندا والسعودية كرسمي طيلة دقائق نزالي الجولتين الثانية والثالثة..
في مباراة السعودية، أبان عن مؤهلات تقنية وفنية بعدما تفنن في مراوغة دفاعات المنتخب السعودي مانحا الكرة على طبق من ذهب لمحمد الشاوش الذي سجل هدف التعادل، لتكون آخر مباريات دور المجموعات هي مفتاح توصل أحمد البهجة بالكثير من العروض الرسمية من دوريات الخليج العربي، خاصة من الدوري السعودي الممتاز..
وخلال دورة 94 انهزم المنتخب الوطني، في الجولة الأولى، أمام نظيره البلجيكي بهدف لصفر، يوم 19 يونيو 1994، كما انهزم في الجولة الثانية أمام نظيره السعودي بهدفين لواحد، في 25 يونيو، ثم انهزم، في الجولة الثالثة أمام نظيره الهولندي بهدفين لواحد أيضا في 29 يونيو.
وعاصر البهجة الكثير من اللاعبين في مساره الاحترافي في مقدمتهم خليل عزمي، وسعيد دغاي، وزكرياء علوي، وناصر عبد الله، وعبد الكريم الحضريوي، والطاهر لخلج، وإسماعيل السماحي التريكي، وأحمد المصباحي، ورشيد نكروز، ومصطفى حجي، ورشيد عزوزي، ومصطفى الحداوي، ورشيد الداودي، والعربي حبابي، وحسان كشلول، ومحمد صمدي، ومحمد الشاوش، وحسن ناظر، وعبد السلام لغريسي وعبد المجيد بويبويض.

(يتبع)

< إعداد: عادل غرباوي

Top