هزيمة منتخب كرة القدم تنضاف إلى البداية المتواضعة للرياضيين المغاربة

انقلبت الأجواء داخل ملعب “جيوفروى جيشار” بمدينة سانت إتيان الفرنسية، مساء أول أمس السبت، من عرس مغربي حقيقي، إلى حزن وتذمر وسخط عارم.

حضور جماهيري لافت، خلق الحدث بكل أنواع التشجيع والدعم والمساندة، وهو يمنى النفس بتحقيق فوز ثان، للمنتخب الأولمبي، بعد الانتصار المدوي على حساب الأرجنتين (2-1)، على أمل تعزيز مكانته بالمجموعة الثانية، بست نقط تمكنه من الاستمرار  بمقدمة المجموعة الثانية، إلا أن العكس هو الذي حدث تماما، وبطريقة غريبة فاجأت كل المتتبعين…

فالمنتخب الأوكراني المنهزم خلال الجولة الأولى أمام العراق بحصة ثلاثة أهداف لواحد، كان على يقين أن استمرار حظوظه في التأهيل للدور الثاني، تتوقف على تحقيق نتيجة إيجابية أمام الفريق المغربي، وعلى هذا الأساس تسلح بالجدية والصرامة التكتيكية، كما راهن بقوة على امتياز الحضور البدني لأغلب لاعبيه…

مقابل ذلك، ظهر أن العناصر الوطنية ربما استسهلت الأمر، معتقدة أن المهمة يمكن أن تكون في المتناول، خاصة بعد المعنويات المرتفعة التي خلقها الفوز على حساب منتخب “التانغو” في المباراة الأولى…

وبناء على هذه المعطيات، فإن أداء المنتخبين اختلف جملة وتفصيلا، من منتخب جريح خاض مباراته الثانية بحماس ورغبة أكيدة، في تجاوز إخفاق البداية، وآخر  ما يزال يعيش على نشوة الفوز الأول، على حساب فريق أطفال أبطال العالم، المعزز بتجربة يقف وراءه إيميليانو مارتينيز، أفضل حارس في العالم.

 هاتان الصورتان المتناقضتان كليا، هي التي حسمت النتيجة في النهاية، حيث تمكن الأوكرانيون من تحقيق الفوز، بهدفين لواحد، بالرغم من النقص العددي، وبالرغم من السيطرة الميدانية لأصدقاء العميد أشرف حكيمي، في أغلب فترات الجولة الثانية، إلا أن الاستحواذ -كما تقول المعادلة التقنية الصحيحة-، لا يضمن الفوز…

فمقابل الجدية والصرامة والواقعية التي طبعت أداء المنتخب الأوكراني، كانت أغلب العناصر الوطنية تبالغ في اللعب الاستعراضي، وتصر على إبراز الفرديات أكثر من الالتزام باللعب الجماعي الهادف، كما أن قضاء الكثير من الوقت في التمريرات العرضية وسط الميدان، دون الاتجاه المباشر نحو المرمى، سهل بنسبة كبيرة من مهمة الفريق الخصم، والنتيجة كما تابعها الجميع، خسارة مدوية، أفسدت أجواء الفرحة التي كانت تطغى على الملعب…

فالمنتخب المغربي لم يعرف كيف يستفيد من النقص العددي بعد طرد المدافع الأوكراني فولوديمير ساليوك في الدقيقة 63، إلا أن حالة الطرد، وعكس المتوقع زادت حماس الفريق الخصم، وأسقطت الأداء المغربي في التسرع واللعب الفردي، إلى أن جاء الهدف القاتل في اللحظات الأخيرة، من حملة مرتدة سريعة، استغلت خطأ في التموضع وسوء التقدير من حيث الواجبات الدفاعية..

ومن الملاحظات التي وجهت للمدرب طارق السكيتيوي خلال هذه المباراة، سوء التغييرات، وعدم التدخل في الوقت المناسب للحد من طغيان اللعب الفردي، وسيطرة الأنانية على تفكير الأغلبية الساحقة من اللاعبين…

ومما زاد من تعقيد الوضعية بهذه المجموعة، فوز منتخب الأرجنتين على حساب العراق، لتتساوى النقط وتتساوى الحظوظ، وتختلط الأوراق، وأصبح الفوز هو المفتاح الوحيد لمواصلة المسار الأولمبي، أما التعادل فهناك احتمالات جد معقدة…

فالمنتخب المغربي مطالب بتحقيق الفوز في ثالث مباراة حيث سيواجه غدا الثلاثاء منتخب العراق صاحب الثلاث نقط أيضا، وفي حالة الفوز فإن التأهيل مضمون لكن لا يسمح مسبقا باحتلال المرتبة الأولى بالمجموعة، إلا إذا انتهت مباراة الأرجنتين ضد أوكرانيا بالتعادل، إذ لابد من انتظار نتيجة هذه المباراة، لتبقى لعبة الأرقام هذه، والتي تعودنا عليها في أغلب مشاركات المنتخبات الوطنية، هي المسيطرة، إذ تكثر التكهنات ويكثر المنجمون، وغالبا ما تكون الحصيلة النهائية سلبية، وهذا ما لا نتمناه لهذا المنتخب التي يضم لاعبين موهوبين، لكن تنقصهم التجربة ويعوزهم التوظيف الجيد، والقراءة الموفقة لأداء الخصوم…

سانت إتيان – مبعوث بيان اليوم:
محمد الروحلي

Top