هيئة المهندسين المعماريين عازمة على تقديم دعمها وخبرتها في إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال

أكد رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين بالمغرب، شكيب بن عبد الله، السبت الماضي بمراكش، عزم الهيئة الراسخ على تقديم دعمها وخبرتها في إعادة تأهيل المناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر الماضي.
وأبرز بن عبد الله، خلال أشغال اليوم الوطني الـ38 للمهندس المعماري، التعبئة الطارئة لأزيد من 470 مهندسا معماريا على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، للمساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة.
وفي هذا السياق، شدد على الجهود التي ب ذلت من أجل إعادة إيواء الأسر المتضررة، وإشراكها في عملية إعادة التأهيل والإسكان، وأيضا احترام وحماية وصيانة التراث المعماري بهذه المناطق وكافة مناطق المغرب تماشيا مع التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وشدد على أهمية البناء المضاد للزلازل لحماية الأرواح في حال وقوقع كوارث طبيعية، مشيرا إلى أن التقنيات التقليدية المستخدمة في هذه البنايات أبانت عن استدامتها وصمودها مع مرور الوقت.
وأوضح في هذا السياق، الطابع الاستعجالي للتفكير في إصلاح الأضرار التي خلفها الزلزال مع الحرص على حماية هذا التراث المعماري.
من جهته، أكد والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، فريد شوراق، على أهمية اليوم الوطني ال38 للمهندس المعماري الذي يناقش موضوع إعادة بناء المساكن في المناطق المتضررة من الزلزال بالحوز، مبرزا أن “التوصيات التي ستصدر عن هذا اللقاء ستشكل مصدر إلهام لعملنا من أجل مواكبة ومتابعة عملية إعادة بناء المساكن المتضررة جراء زلزال 8 شتنبر”.
كما أشاد شوراق، بالمناسبة، بالتعبئة الميدانية للمهندسين المعماريين إثر وقوع هذه الكارثة الطبيعية، قائلا “لقد أثرتم إعجابنا بالتزامكم والروح الوطنية التي أبنتم عنها”.
من جهتها أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، على الدور الأساسي للمهندس في ضمان سلامة المباني وتجديد وصيانة طابعها الثقافي والتراثي.
وأبرزت المنصوري في كلمة تلاها بالنيابة عنها الكاتب العام للوزارة، يوسف الحسني، خلال اليوم الوطني الـ38 للمهندس المعماري، الانخراط والتضامن الوطني للمهندسين المعماريين خلال زلزال 8 شتنبر الماضي، وتعبئتهم الميدانية وفقا لحالات الطوارئ والحاجيات ومواكبتهم للسلطات المحلية في البحث عن الحلول الملائمة.
وقالت إن هذه التعبئة سلطت الضوء على الصمود والتضامن الكبيرين للمهنيين من أجل إعادة البناء الجماعي، مشددة على ضرورة رسم مسار نحو إعادة بناء مستدام، ورؤية تتجسد فيها الهندسة المعمارية لما بعد الزلزال في انسجام مع ضرورة الصمود والسلامة في احترام لروح وتاريخ الأماكن والمجتمعات المحلية.
وفي هذا الإطار، أشارت الوزيرة إلى أن اليوم الوطني للمهندس المعماري يشكل مناسبة لتكريم هذه المهنة، وخبرة المهندسين المعماريين وإبداعهم وانخراطهم في خدمة المجتمع والوطن.
من جهة أخرى، ذكرت المنصوري، بأن زلزال الحوز شكل “محفزا لتعبئة مواطنة لا مشروطة وتضامن غير مسبوق تم التعبير عنه عبر ربوع المملكة، وتجسد من خلال مبادرات محلية وجهوية ووطنية ضمت متطوعين ومنظمات المجتمع المدني ومقاولات وهيئات”.
وأشارت إلى أن جميع القوى الحية بالبلاد تجندت وفي إطار من التنسيق المثالي، لتقديم الدعم الفوري للمتضررين، تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى تعبئة جميع الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل وضع برنامج مندمج وطموح لإعادة الإعمار والتأهيل العام للمناطق المتضررة.
وأكدت في هذا السياق، على الإجراءات التي اتخذتها الوزارة إثر حدوث الزلزال وضمنها إحداث خلية أزمة والتنسيق ووضع لجنة مركزية مشتركة مع وزارة الداخلية لوضع خارطة طريق لتنفيذ برنامج استعجالي لإعادة إيواء المتضررين، والتعبئة من أجل القيام بعمليات إحصاء المباني المتضررة.
وقالت الوزيرة “اليوم وبعد أربعة أشهر على هذه الكارثة الطبيعية، يمكن ملاحظة أن برنامج إعادة الإعمار والتأهيل يسير في الطريق الصحيح”.
وأكدت باقي التدخلات على أن اليوم الوطني للمهندس المعماري، يشكل فرصة لمزيد من التعريف بمكانة المهندس المعماري ودوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمجتمعه والنهوض بالذوق العام وتحسين المنتوج المعماري الذي يمثل أهم شاهد على تطور الحضارة الإنسانية.
وأضافوا أن اللقاء يعد أيضا مناسبة لمناقشة أهم الاشكاليات والتحديات التي تعترض المهندس المعماري عند ممارسته لمهنته، وكذا دراسة الرهانات المستقبلية للنهوض بها وجعلها تواكب المستجدات العالمية وتساهم في تطور البحث العلمي في مجال التعمير والمعمار في الوقت الذي تسعى فيه جميع البلدان لمواجهة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم.
وعرف هذا اللقاء حضور عدد من الضيوف الأجانب من بينهم ليلى بن جدو، رئيسة هيئة المهندسين المعماريين التونسيين، وريجينا جونتييه، رئيسة الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، ودوناتيان كاسييت كالوم، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بإفريقيا، وأمير تركي، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بحوض البحر الأبيض المتوسط، وفودي ديوب، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين الناطقين بالفرنسية في إفريقيا.
وناقش اللقاء المنظم من قبل الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، موضوع “المهندسون المعماريون وحالات الطوارئ: آفاق متكاملة لإعادة إعمار مستدامة “.
ويعد هذا اليوم الذي تم تأسيسه تخليدا لذكرى الخطاب التاريخي الذي ألقاه المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بمراكش سنة 1986، حدثا يتم خلاله إحياء ذكرى الرسالة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي وجهها جلالته في 18 يناير 2006، إلى المشاركين في اليوم الوطني للمهندس المعماري.

Top