انطلقت نهاية الأسبوع المنصرم البطولة الوطنية للقسم الأول في كرة القدم موسم 2018-2019، في نسختها الاحترافية الثامنة، بطولة تسعى الجامعة بكل القوة إخراجها من جلباب الرتابة والشكلية، وإلباسها ثوب التجديد والتغيير المستمر والتفاعل بالإيجاب مع محيطها.
وإذا كان هدف الجامعة الحالية وضع البطولة الوطنية من بين الأولويات، عن طريق تغيير الأنماط والأساليب التي سارت عليه البطولة منذ سنوات خلت، إلا أن هذه المحاولات الجادة لم تستطع تغيير واقع الحال بشكل لافت، في ظل التفاوت الصارخ بين الأندية، سواء من حيث الإمكانيات أو الهيكلة، والاختلاف الكلي بين السرعة التي تسير بها الجامعة، وواقع الحال داخل أغلب الفرق الوطنية، مع وجود استثناءات تؤكد بطبيعة الحال ضعف القاعدة.
إلا أن التغيير أصبح أمرا ملحا، في وقت تشهد فيه بطولات دول مجاورة تغييرات مستمرة حولتها إلى بطولة مهمة قابلة للتسويق، ويمكن هنا أن نأخذ كمثال النموذج التونسي، ببطولة احترافية وأندية بميزانيات خيالية بالنسبة لنا، إذ تصل الميزانية السنوية لنادي الترجي مثلا إلى 20 مليون يورو، نفس القيمة تتمتع بها البطولة المصرية التي تجلب أبرز لاعبي البطولة المغربية، كما هو الحال بالنسبة لوليد أزارو وحميد أحداد.
وبالرغم من الهزالة التي نتحدث عنها، فإن هذه البطولة استطاعت أن تجلب موارد مالية مهمة ساهمت في دعم خزينة الجامعة، عن طريق عائدات التسويق التلفزي والاستشهار، كالعقد الموقع مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وإشهار شركة الاتصالات وغيرها من العائدات المهمة التي لا يمكن تجاهلها.
وحين نتحدث عن البطولة الوطنية لكرة القدم، فإن من بين الجوانب التي تسترعي الانتباه الجانب التقني والتأطيري والتكوين، فوسط حمى انتقالات اللاعبين التي هيمنت على الساحة الوطنية طيلة شهري يوليوز وغشت، ووسط سوق سوداء لا تخضع للمراقبة أو الضريبة، نجد الأندية تتعامل مع مسألة التكوين بصفته جانبا ثانويا أو هامشيا، إذ لا تعطى للتكوين نفس درجة الاهتمام الذي يعطى لصفقات جلب اللاعبين.
إلا أن الملاحظة الأساسية بالنسبة لأغلب الأندية هي قلة الموارد وتخبطها في أزمات مالية خانقة، وهذا جانب مرتبط في الكثير من الحالات بغياب الحكامة وسوء التسيير، وهذا جانب يؤرق بال الجامعة التي تحاول بشتى الطرق، اعتماد نظام الشركات الرياضية للحيلولة دون استمرار نموذج من التسيير أصبح عرقلة حقيقية أمام أي تطور منشود …
وعادت البطولة…
الوسوم