قام وفد من قيادة حزب التقدم والاشتراكية، بمعية مناضلين ومناضلات، يوم الاثنين المنصرم، بزيارة ترحمية لقبر فقيد الحزب والوطن المناضل علي يعته، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء.
وألقى خالد الناصري، بهذه المناسبة، كلمة باسم المكتب السياسي للحزب، استحضر فيها المسار الكفاحي الحافل للمناضل الوطني علي يعته.
وشدد خالد الناصري على استمرار وفاء المناضلات والمناضلين لمبادئ حزب التقدم والاشتراكية من خلال التمسك بالمبادئ التي ناضل من أجلها علي يعته قائلا “ها هو حزبك يلتف حول قبرك الطاهر مرة أخرى، ها هو حزبك الذي سلمته الأمانة، مازال حاملا لها، ومازال يتذكر اسمك الطاهر، ومازال يخلد في الخالدات اسمك العظيم، اسم علي يعته، كأحد أنجب ما أنجبته هذه البلاد الطيبة المعطاءة التي أنبتتك نباتا طيبا وبادلتك حبا بحب، وأملا بأمل وعطاء بعطاء”.
وأضاف الناصري، في كلمته، أن حزب التقدم والاشتراكية يستحضر كل 13 غشت، من كل سنة، منذ 1997، اسم علي يعته الخالد، ويستحضر باعتزاز انتماء مناضلاته ومناضليه لحزب التقدم والاشتراكية العظيم الذي أسسه علي يعته “الذي بصم بصمات لا تمحى، بصمات الاستمرار على نهج النضال من أجل مجموعة من القيم”.
وعبر خالد الناصري، باسم وفد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عن اعتزازه بما تعلمه الجميع من مدرسة علي يعته، وعن اعتزاز جميع الرفيقات والرفاق بالانتماء إلى حزب علي يعته، الذي قاده بحنكة خلال كل مراحله (الحزب الشيوعي المغربي، وحزب التحرر والاشتراكية، وحزب التقدم والاشتراكية).
وأسهب المتحدث ذاته، في ذكر سيرة الراحل الوطنية الذي عرف بـ “”معانقة القضايا الوطنية الكبرى، والقضايا الشعبية الكبرى، والقضايا الاجتماعية الكبرى”، فالجميع، يضيف عضو المكتب السياسي، “كان يعلم بأنه كلما ضاقت السبل سيجد الجميع في علي يعته السند والمدافع القويم الذي لا يخشى في الله لومة لائم”.
وأردف خالد الناصري أن وفد حزب التقدم والاشتراكية، التأم اليوم “ليقول لعلي يعته مرة أخرى، بأنه يمتن بانتمائه إلى المدرسة التي أسسها، مدرسة المزج بين الوطنية العظيمة، والقومية الكبيرة، والقضايا الوطنية والاجتماعية والشعبية الكبيرة، ذلك أن حزب التقدم والاشتراكية، هو حزب المناضلين، قبل أن يكون حزب المنتمين للعمل السياسي، وتعلمنا بأن الانتماء إلى حزب التقدم والاشتراكية معناه الانتماء إلى مجموعة ومنظومة من القيم، والثوابت والمبادئ الأساسية”.
وزاد الناصري قائلا بأن الجميع تعلم من يعته، أن “الوطني لا تكتمل وطنيته إلا إذا ربط الوطن بقضايا الشعب، وأن هذا ما يفسر أن علي يعته كان دائما يردد أن حزب التقدم والاشتراكية، هو حزب الوفاء للوطن والشعب”. وربط المتحدث هذه المقولة بتزامن زيارة قبر الراحل مع ذكرى استرجاع وادي الذهب، قائلا بهذا الخصوص “ونحن نستعد لتخليد ذكرى استرجاع وادي الذهب غدا (14 غشت)، نستحضر عطاءك المتميز يا رفيقنا علي يعته، الذي قدمته عربونا للثقة في المستقبل، وربطا بين القضايا الشعبية، والقضايا الوطنية”.
وعاد عضو المكتب السياسية لحزب التقدم والاشتراكية، بذاكرته إلى الوراء، متحدثا عن كيف كان مناضلو الحزب يستمعون لعلي يعته ويتخذونه قدوة، قائلا، “لقد تعلمنا بأن حزب التقدم والاشتراكية، هو حزب أممي وأن الأممية لا تكتمل إلا بالوطنية، وأن الوطنية لا تكتمل إلا بالأممية، هذا هو الحزب الذي تعلمناه، وهذا هو الحزب الذي قدمته عربون وفاء لهذا الشعب الذي بادلته كل وفاء، وكل ثقة في النفس”.
وربط خالد الناصري سياسة الحزب بين الماضي والحاضر، مشيرا إلى أن التقدم والاشتراكية “لا زال مستمرا في رفع اللواء، إذ يؤكد مرة أخرى بأنه سيظل وفيا لتلك التراكمات العظمى التي خبرها، وجعلت منه حزبا قويا، فعندما يتحدث عنه الخاص والعام، عندما يتحدث عنه الصديق والخصم، لا يسعه إلا أن يقول بأنه كان حزب الرجال والنساء الأفذاذ”.
وأشار الناصري إلى أن حزب علي يعته هو الحزب الذي لا يخشى أن تكون له مواقف جريئة قد لا يفهمها البعض في حينها، وهو الحزب الذي يأخذ المواقف الصائبة ربما قبل الآخرين، وذلك، يقول المتحدث، “ما يجعل أنه في بعض الحالات تقع بعض الخلافات، لكن ما يأتي من أحداث بعد ذلك يبين بأن حزب علي يعته، وبأن تحاليل علي يعته كانت صائبة قبل أن يصل إليها الآخرون”، مذكرا بأن الحزب لا زال يسير على هذا الدرب من أجل بناء العدالة الاجتماعية، ومن أجل بناء الديمقراطية السياسية، ومن أجل بناء الرفاهية الاقتصادية.
وزاد خالد الناصري، باعتزاز، موجها كلامه إلى روح علي يعته، “هذا هو الحزب الذي وهبته لهذه البلاد، وهذا هو الحزب الذي نتحمل مسؤولية رفع لوائه مستمرين مهتدين بهديك، مستحضرين لدروسك، لا ننسى بأنك قبل أن تكون زعيما، وقبل أن تكون قائدا سياسيا، فأنت معلم الأجيال، معلم العملية السياسية العظمى في هذه البلاد، فنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يرحمك برحمته الواسعة، وأن يرزقنا الصبر في فقدانك، مهما مرت السنين والحقب”.
واستحضر الناصري ذلك الموقف المؤثر الذي رجع فيه علي يعته إلى تربة هذه البلاد التي أنجبته، مشددا على أن “المغرب يعتز بانتمائه إلى علي يعته، وعلي يعته يعتز بانتمائه إلى المغرب”.
ولم يفت خالد الناصري، الترحم في الأخير، على روح من أسماهما بالمواظبين على الحضور كل 13 غشت، لزيارة قبر الراحل علي يعته، وهما الرفيقان الراحلان عبد الله الغربي، ومحمد بنصديق، مضيفا أن هذين الفقيدين، “لو كانا حيين، لكانا معنا في هذا المكان المتميز الذي يحتضن قبرك الطاهر وقبر العديد من المناضلين غير البعيدين عنا، لأن المناضلين يصيرون ملكا للأمة وملكا للشعب، فتحية لك يوم ولدت ويوم ناضلت ويوم مت ويوم تبعث حيا، رحمك الله رحمة واسعة، أيها القائد الكبير”
يشار إلى أن الزيارة الترحمية لقبر الراحل علي يعته عرفت بالإضافة إلى وفد المكتب السياسي، حضور العديد من أعضاء اللجنة المركزية، ومناضلات ومناضلين من فروع حزب التقدم والاشتراكية بالدار البيضاء والرباط.
< إنجاز: يوسف الخيدر