تحيي منظمة الصحة العالمية، يومه الخميس، اليوم العالمي لسرطان الأطفال.
ومنذ سنة 2002، يشكل تاريخ 15 فبراير من كل سنة، على المستوى العالمي، مناسبة الاحتفال باليوم الدولي لسرطان الطفل، ويمثل الشريط الذهبي رمزا لهذا اليوم. ويهدف هذا الموعد السنوي إلى تجنيد كل الفاعلين الصحيين والمجتمعيين في مكافحة السرطانات التي تصيب الأطفال عبر تظاهرات جماعية لتشجيع البحث العلمي حول الموضوع، والتعبير عن كل مشاعر الدعم الثابت والدائم لجميع الأطفال المصابين بالسرطان ولعائلاتهم. هذا اليوم هو أيضا مناسبة للتوعية وإثارة انتباه عامة الناس لهذا المرض الذي يصيب البالغين كما الأطفال والمراهقين.
وكما جاء في بلاغ بالمناسبة، اختارت المنظمة هذه السنة، أن تسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يضطلع به الآباء، وأطباء الأسرة، وأطباء الأطفال في الكشف المبكر عن أمراض سرطان الأطفال، ومن تم أهمية اطلاع كل هؤلاء الأفراد المحيطين بالطفل على العلامات والأعراض المبكرة لبعض أنواع السرطان وتحريها بعناية، لان ذلك قد يمكن من إنقاذ حياة طفلك.
وأفادت المنظمة في بلاغها أنه يتم تشخيص أكثر من 1000 حالة إصابة طفل في العالم يوميا. ويتيح التقدم الطبي الحديث فرصا سانحة للغاية للبقاء على قيد الحياة في البلدان مرتفعة الدخل، حيث يتمكن أكثر من 80% من الأطفال المصابين بالسرطان من البقاء على قيد الحياة. وفي المقابل، لا ينجو سوى 20% من الأطفال الذين شخصت حالاتهم بالسرطان في بعض البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتشير أحدث التقديرات إلى أن أكثر من 70% من جميع الأطفال المشخصة حالاتهم بالسرطان توفوا في عام 2022. وخلافا للسرطان في مرحلة البلوغ، فإن العوامل الأساسية التي تسهم في الإصابة بالسرطان في مرحلة الطفولة ما تزا ل غير مفهومة بشكل جيد، ولا يمكن الوقاية إلا من نسبة ضئيلة من أمراض سرطان الأطفال. ويعني ذلك أن تعافي هؤلاء الأطفال يعتمد اعتمادا كبيرا على قدرة النظم الصحية على ضمان تشخيص حالاتهم في الوقت المناسب، والتكفل بها مبكرا، وتوفير العلاج المناسب لهم. وتحقيق ذلك يشكل تحديا من نوع خاص في العديد من بلدان المناطق التي تواجه حالات طوارئ إنسانية وكوارث طبيعية وعدم استقرار سياسي.
وفي عام 2018، أطلقت المنظمة المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال. وهدفها الرئيسي هو تقليص فجوة البقاء على قيد الحياة بحلول عام 2030، من خلال التأكد من بقاء ما لا يقل عن 60% من الأطفال المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم على قيد الحياة بعد تشخيص حالاتهم. والمبادرة جهد تعاوني تشارك فيه منظمة الصحة العالمية على نطاق عالمي وإقليمي وقُطري، بالمشاركة مع مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال.
ويمكن بلوغ هذا الهدف الطموح في المقام الأول من خلال تعزيز النظُم الصحية، بحيث يكون بمقدور مقدمي الرعاية الصحية الأولية –أو حتى الآباء– اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الأطفال، ومن ثم، يستطيع نظام الإحالة توجيه الطفل إلى الرعاية المتخصصة ذات الأهمية الحيوية لبقائه على قيد الحياة. وبالإضافة إلى العلاج، يحتاج الأطفال أيضا إلى تركيز الاهتمام على نمائهم البدني والمعرفي المستمر وعافيتهم الغذائية. ويستدعي ذلك تقديم الرعاية من فريق متفرغٍ ومتعدد التخصصات.
ويضطلع الوالدانِ، والممارسون العامون، وأطباء الأطفال بدور حيوي في الكشف عن سرطان الأطفال في مرحلة مبكرة. ومن الضروري الإلمام بالعلامات والأعراض المبكرة لبعض أنواع السرطان، والاستمرار في تحريها لدى الأطفال.
ويعتبر سرطان الدم أكثر أنواع السرطان شيوعا في صفوف الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين صفر و19 عاما. وتعد الحمى الشديدة دون مبرر واضح العلامةَ الأكثر شيوعا على الإصابة بسرطان الدم. وهي كذلك علامة شائعة على الإصابة باللمفوم.
ويعد ورم أرومة الشبكية، وهو ورم في العين، سرطانا آخر شائعا لدى الأطفال. ومن الأهمية بمكان اكتشاف هذا الورم في مراحله المبكرة للوقاية من العمى. وتضخم العين هو العلامة الأكثر شيوعا عليه. وتشيع أيضا أورام الدماغ إلى حد ما في صفوف الأطفال. ومن العلامات والأعراض التي ينبغي تحريها الصداع، وحالات التأخر النمائي، وزيادة محيط الرأس لدى الرضع.
15 فبراير اليوم العالمي لسرطان الأطفال
الوسوم